‘أبوظبي الدولي للكتاب’ يحتفي برموز الثقافة والفكر

أبوظبي في 25 مايو/ وام/ يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب كل عام بكوكبة من القامات العربية والعالمية التي صنعت التاريخ في المشهد الثقافي.

وضمت قائمة الشخصيات المحورية التي اختارها المعرض عبر السنوات الماضية ، عميد الأدب العربي ” طه حسين ” والشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي، والشاعرة الإماراتية عوشة السويدي “فتاة العرب”، والفيلسوف محيي الدين بن عربي، والفيلسوف ابن رشد، والأديب الألماني يوهان فولفجانج فون جوته.

وأكد عدد من الأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يحتفي بالقامات الأدبية والثقافية المرموقة كنماذج مشرقة لها أثر مهم في الثقافتين العربية والعالمية والحضارة الإنسانية وترسخ الثقافة للأجيال القادمة.

وقال الدكتور غسان حسن عضو لجنة التحكيم في المسابقات الشعرية إن المعرض ينظم في دورته هذا العام فعاليات للجمهور من أجيال المستقبل للتعريف بمؤسس علم الاجتماع الحديث ابن خلدون كشخصية محورية للمعرض ، حيث تم تسليط الضوء على العلوم التي ابتكرها أهمها علم الاجتماع وتاريخه ومقدمته المشهورة.

وذكر أن مقدمة ابن خلدون بما فيها من العلوم مختلفة عما في الكتاب فمن هذه المقدمة نشأ علم الاجتماع وليس من الكتاب ، فضلا عن أن هذه المقدمة هي الوحيدة التي احتوت على أشعار نبطية تعود إلى القرون العربية الأولى في أول انطلاقها حيث كان فيها 11 نصا نبطيا مطابق للشعر النبطي الموجود حاليا في وقتنا الحاضر على ألسنة شعراء البادية.. داعيا إلى أن جعل مقدمة ابن خلدون أساسا لعلوم الشعر النبطي.

وقال إن معرض أبوظبي للكتاب يعد من المعارض الثقافية الرائدة على مستوى العالم ويتيح المجال كل عام للتفاعل بين المثقفين والجمهور والكتاب ما يعزز من المعرفة ويرسخ ثقافة القراءة .. مشيرا إلى أن لقاء الجماهير مع الرموز الثقافية الأدبية التي تشارك في المعرض بشكل حضوري يجسد المعرفة ويقرب بين المفكر والمتلقي ويخلق جوا حواريا فكريا مشوقا لمواصلة الاهتمام بالثقافة ويصبح الكتاب كجزء من حياة الناس والأفراد.

من جهته أشاد الكاتب والروائي ناصر الظاهري باهتمام معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يفرد ضمن فعالياته جناحا خاص للاحتفاء بأحد القامات الأدبية ضمن أروقته تقديرا لدورها الرائد في ميدان الأدب العربي والعالمي .. لافتا إلى أن المعرض يسلط الضوء عليها من جديد ويعيد قراءتها وتصديرها ليعرضها ويعرف بها الجيل الجديد كنماذج مشرقة ليس فقط للتاريخ بل للمستقبل .

وأضاف أنه في الدورة السابقة كانت الشخصية المحورية هي ” طه حسين ” الذي يعد أحد رواد التنوير في التاريخ العربي واسما مؤثرا بقوة في تاريخ الفكر.

ولفت إلى أن المعرض هذا العام يحتفي بإنجازات الفيلسوف العربي ” ابن خلدون ” ، وهو أيضا من الذين نهضوا بالمجتمع العربي وأحد أهم العقول التي أنجبتها الحضارة العربية الإسلامية وقدم حلولا اجتماعية لقيام الدولة المدنية.

وأكد أن المعرض مظلة لكل كاتب يبحث عن المعرفة والجديد وكل ماهو جديد للقراءة والثقافة .. مشيرا إلى أن المعرض يعد منبرا لتلاقي كوكبة من الكتاب والأدباء والناشرين من مختلف انحاء العالم العربي لتبادل الخبرات والثقافات والمعارف .

ويستضيف معرض أبوظبي للكتاب عددا من الفعاليات التي تناقش أعمال وتراث ابن خلدون مثل، “ابن خلدون بعيون الروائي” يتحدث فيها الروائي الفرنسي جيلبير سينويه، والدكتورة نادية الشيخ نائب العميد في جامعة نيويورك أبوظبي للشؤون الثقافية والبحثية، و”ابن خلدون وقفة مع رؤاه في الفلسفة والأدب”، يتحدث فيها الدكتور عبدالله الغذامي أستاذ النقد شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2022، والدكتور رضوان السيد عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور أحمد برقاوي فيلسوف ومفكر، والدكتور محمد أبو الفضل بدران الأستاذ الجامعي والشاعر والناقد .

كما يتضمن فعالية “أثر ابن خلدون في الفكر العالمي” ويتحدث فيها البروفيسور فلوريال سانا غستين أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة لوميير- ليون، والدكتور ذكر الرحمن رئيس مركز الدراسات الإسلامية – نيودلهي، والدكتور هيثم الحاج علي أستاذ النقد الأدبي الحديث، وشتيفان فايندر مترجم، علاوة على فعالية “ابن خلدون المقدمة والتاريخ” يتحدث فيها الدكتور إبراهيم شبوح محقق مقدمة ابن خلدون، والدكتور رشيد الخيون باحث وكاتب، والدكتور خليل الشيخ مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية بمركز أبوظبي للغة العربية.