
أبوظبي في 15 سبتمبر/ وام/ تواصل شركة “أدنوك للتوزيع” تعزيز مكانتها كإحدى أبرز الشركات الوطنية في مجال الابتكار، من خلال توسيع نطاق اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية، بما يواكب توجهات الدولة في دعم التحول الرقمي وتسريع خطواته نحو بناء اقتصاد معرفي مستدام.
وتتبنى الشركة إستراتيجية متكاملة تهدف إلى توظيف الحلول الرقمية الذكية في مختلف عملياتها التشغيلية وخدماتها المقدمة للعملاء، بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة ويعزز تجربة المتعاملين.
ويأتي ذلك انسجاماً مع توجهات حكومة دولة الإمارات في جعل التقنيات المتقدمة أداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، وركيزة من ركائز “رؤية الإمارات 2031” الرامية إلى ترسيخ موقع الدولة بين أفضل اقتصادات العالم.
وقال بدر سعيد اللمكي، الرئيس التنفيذي لشركة “أدنوك للتوزيع” في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن الذكاء الاصطناعي يمثل ركناً أساسياً في عمليات الشركة، والاعتماد على تقنياته تسهم في تحقيق هدفين رئيسيين يتمثلان في تعزيز تجربة العملاء ورفع كفاءة العمليات التشغيلية ضمن محفظة أعمال الشركة في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
وأكد على مواصلة الشركة في ترسيخ مكانتها كمزود رائد للخدمات الذكية في قطاعي الوقود والتجزئة، من خلال تبني مجموعة من المبادرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى تنفيذ أكثر من 21 مبادرة في هذا المجال، دخل عدد منها حيز التنفيذ وبدأت بتحقيق نتائج ملموسة، موضحاً أن الشركة ستواصل الإعلان تباعاً عن مبادرات جديدة خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن من أبرز المبادرات القائمة هو دراسة مستهدفات العملاء، حيث يتم سنويا تلقي أكثر من 220 مليون معاملة، بما يتيح التعرف على المنتجات الأكثر طلباً وأوقات التسوق المثلى، وضمان توافرها في المحطات وفق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية.
وأوضح أن المبادرة ترتكز على إدارة أسطول النقل باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تحليل البيانات المرورية لتحديد المسارات المثلى لنقل المنتجات من المستودعات إلى المحطات، بما يقلل زمن الرحلة ويرفع كفاءة الخدمة، بجانب خفض الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى أن الشركة بدأت منذ نحو عامين في تشغيل أسطولها باستخدام الوقود الحيوي ما يجعل عمليات النقل منخفضة البصمة الكربونية.
وعن مبادرات الشركة المطبقة والجاري العمل عليها خلال 2025، أوضح الرئيس التنفيذي أن المبادرات تشمل تطوير نظم ذكية متعددة، من بينها نظام “فل آند غو” لتعبئة الوقود بسلاسة عبر التعرف التلقائي على لوحة المركبة أو مسح رمز الاستجابة السريعة، وخدمة “كليك آند كوليكت” لطلب منتجات “واحة أدنوك” مع خطط لتقديم اقتراحات شراء مخصصة تعتمد على البيانات، مما يعزز تجربة التسوق ويزيد من معدلات التحويل.
وسلط اللمكي الضوء على نظام الدفع الذاتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي أنهى مرحلته التجريبية بنجاح ويجري حاليا العمل على توسعة نطاقه، موضحا أن النظام ساهم في تقليل زمن المعاملة بنسبة تفوق 60 %، ما أدى إلى زيادة معدل دوران العملاء في المحطات.
وأكد على التقدم الملموس في تنفيذ المبادرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وانعكس ذلك بشكل مباشر على الأداء التشغيلي للشركة، لافتا إلى دور نموذج التنبؤ بالطلب على الوقود في تقليل حالات نفاد الوقود بنسبة كبيرة، وتحسين التخطيط اللوجستي، ما أدى إلى خفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بإعادة التوزيع الطارئ.
وأوضح أن مبادرة التشكيلة الذكية بدأت في تحسين ربحية المتاجر عبر تخصيص المنتجات حسب احتياجات كل منطقة، ما أدى إلى تقليل الفاقد وزيادة المبيعات بنسبة ملحوظة في بعض المواقع، في حين ساعدت أدوات المراقبة الفورية في تقليل الأعطال وتحسين جودة الخدمة، حيث تم تقليص زمن الاستجابة لحالات الصيانة والتنظيف بنسبة تصل إلى 40%.
وأشار إلى أن هذه المبادرات لا تخدم فقط أهداف الشركة، بل تأتي ضمن الجهود الوطنية لدعم إستراتيجية الإمارات للتحول الرقمي، من خلال تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين جودة الخدمات، وتمكين العملاء من تجربة ذكية وسلسة، بالإضافة إلى دعم الاستدامة عبر تحسين توزيع الموارد وتقليل الفاقد.
وأكد أن “أدنوك للتوزيع” تستمر في الريادة الإقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الابتكار في الخدمات ودمج التقنيات الذكية في عمليات البيع والشحن والتفاعل مع العملاء، ما يعزز مساهمتها في الاقتصاد الرقمي الوطني ويؤكد دورها كشركة وطنية سباقة في توظيف أحدث التقنيات لتعزيز تجربة العملاء والكفاءة التشغيلية والاستدامة.