عمان 27 تشرين الأول (بترا) – أمل الدهون- جسد خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الأحد، خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، رؤية ملكية شاملة لمرحلة جديدة من العمل والإنجاز، عنوانها الثقة والإرادة، وركيزتها الإنسان الأردني بوصفه محور التنمية وباني المستقبل.
وأجمعت أكاديميات من مختلف الجامعات الأردنية في حديثهن لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) على أن الخطاب الملكي حمل مضامين سامية أكدت الثوابت الوطنية، واستمرار مسيرة الإصلاح الشامل في مساراته السياسية والاقتصادية والإدارية، بما يعزز مناعة الدولة، ويعمق قيم المشاركة والشفافية والعدالة.
وقالت الدكتورة ميسون الدبوبي، إن خطاب العرش السامي يمثل امتداداً لمسيرة الإصلاح والبناء، متضمناً رؤية ملكية واضحة لملامح المرحلة المقبلة، القائمة على العمل والإنجاز وترسيخ قيم الشفافية والمشاركة في مسيرة التنمية الاقتصادية والسياسية والإدارية.
وأضافت أن جلالته أكد في خطابه أهمية تعزيز العمل الحزبي والنيابي، ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، بما يشكل خارطة طريق وطنية نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وفاعلية، محورها الإنسان، وغايتها خدمة الوطن والمواطن.
بدورها، قالت الدكتورة ميسون الفاعوري، إن خطاب جلالة الملك جسّد روح القيادة التي لا تعرف الخوف، مؤكدة أن القلق مسؤولية، وأن الثقة بالشعب الأردني هي مصدر العزيمة والقوة في مواجهة التحديات.
وأضافت أن جلالته رسم ملامح مرحلة جديدة عنوانها العمل والإنجاز، داعياً إلى تسريع خطوات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، إدراكاً بأن الأردن لا يملك ترف الانتظار، وأن الإصلاح لا يتحقق إلا بالفعل والإرادة الصادقة.
من جانبها، أوضحت الدكتورة بتول المحيسن أن الخطاب الملكي أكد أن مسيرة الوطن هي مسيرة إرادة لا تعرف الانكسار، وأن الأردن وُلد في قلب الأزمات فاشتد بها قوة وصلابة.
وقالت إن جلالته عبّر بصدق وإنسانية في قوله: “نعم، يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني”، وهي عبارة تختصر عمق العلاقة بين القائد وشعبه وتعكس الثقة المتبادلة التي تجمعهما، فالأردني هو السند والمعلم والحارس الأمين لكرامة الوطن.
وأضافت أن الخطاب شدد على مواصلة مسارات التحديث الشامل، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل، وتطوير التعليم والصحة والنقل، بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين ويرسخ دعائم التنمية المستدامة، إلى جانب ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة ختام العبادي إن الخطاب الملكي حمل رسالة واضحة تؤكد أن الأردن يدخل مرحلة جديدة من العمل والإنجاز، عنوانها الثقة والفاعلية، وركيزتها توحيد الجهود وترسيخ قيم المسؤولية والمساءلة.
وأضافت أن جلالته أعلن أن زمن التنفيذ قد بدأ، وأن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالإرادة والعزيمة والعمل المشترك بين مؤسسات الدولة وأبنائها.
وأشارت إلى أن عبارة جلالته “لا أخاف إلا من الله، وفي ظهري أردني” لامست وجدان الأردنيين، لما تحمله من صدق العلاقة بين القيادة الهاشمية وشعبها الوفي، مؤكدة أن الخطاب دعا إلى تعظيم الإنجاز وتكريس العدالة والكفاءة والانخراط في مشروع وطني جامع يستند إلى الثوابت الأردنية ومواقفها الثابتة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين والقدس الشريف.
من جهتها، قالت الدكتورة المحامية رنا المهيرات إن الخطاب شكل رسالة سياسية شاملة تحدد ملامح المرحلة المقبلة محلياً وإقليمياً، مضيفة أن الخطاب حمل تفويضاً ومساءلة مزدوجة، إذ منح السلطات التنفيذية والتشريعية حرية التحرك السريع، لكنه ربط الشرعية السياسية بنتائج ملموسة، واضعاً البرلمان في موقع الشريك الرقابي والفعال.
وأشارت إلى أن الخطاب أشار إلى تحوّل تكتيكي في إدارة الأزمات الاقتصادية، عبر تسريع الإصلاحات وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص، في محاولة لجذب الاستثمارات وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني.
أما على الصعيد الخارجي، أشارت إلى أن جلالته أعاد ترسيخ الدور الأردني الإقليمي من خلال موقف ثابت تجاه غزة والوصاية الهاشمية على المقدسات، ما يعزز مكانة الأردن كفاعل دبلوماسي مؤثر في المنطقة.
ولفتت المهيرات إلى أن التركيز على العمل الحزبي المؤسسي داخلياً يشكل فرصة لإصلاح سياسي حقيقي، رغم التحديات والضغوط الاقتصادية والسياسية، التي تتطلب توازناً دقيقاً بين الطموح والإمكانات المتاحة.
— (بترا)
أد/ب ط
27/10/2025 08:57:18