إطلاق التقرير الإقليمي حول تأثير كوفيد والحرب الأوكرانية على الأمن الغذائي

عمان 30 آذار (بترا)- أكد تقرير إقليمي صدر أمس الأربعاء، عن كل من منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، والإسكوا، أن مستويات الجوع وسوء التغذية وصلت إلى مستويات حرجة في المنطقة العربية، بعد جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا .
وكشف التقرير، أن نحو 53.9 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الشديد في المنطقة العربية في عام 2021، أي بزيادة قدرها 55 بالمئة منذ 2010، كما حذر التقرير من أن انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد واصل منحاه التصاعدي، ليؤثر سلباً على ما يقدر بنحو 154.3 مليون شخص في عام 2021، بزيادة قدرها 11.6 مليون شخص عن العام السابق.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف سكان الدول العربية، أي 162.7 مليون شخص، لم يستطيعوا تحمل كلفة تبني نمط غذائي صحي في عام 2020.
وتتزايد تكلفة اتباع نمط غذائي صحي في المنطقة العربية كل عام منذ عام 2017، حيث وصلت التكلفة في عام 2020 إلى 3.47 دولار أميركي للفرد الواحد في اليوم.
ولا تزال المنطقة العربية تعاني أشكالاً متعددة من سوء التغذية، رغم أن معدل انتشار التقزم في المنطقة (20.5 بالمئة)، والذي يؤثر على طفل واحد من بين كل خمسة أطفال دون سن الخامسة.
ويشير التقرير إلى أن معدل انتشار الهزال في المنطقة بلغ 7.8 بالمئة، وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 6.7 بالمئة، في حين بلغ معدل انتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة 10.7 بالمئة عام 2020، كما تظهر أحدث التقديرات المتاحة أن 28.8 بالمئة من السكان البالغين 18 عاماً فأكثر في المنطقة العربية يعانون من السمنة، وهذه النسبة أكثر من ضعف المعدل العالمي.
وأشار التقرير إلى، أن جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، تسببتا في تفاقم الوضع من خلال خلق اضطرابات في سلاسل التوريد وزيادة أسعار الحبوب والأسمدة والطاقة، ونظراً لأن المنطقة تعتمد اعتماداً كبيراً على الأغذية المستوردة لتلبية متطلبات الأمن الغذائي، فقد أثرت هاتان الأزمتان على البلدان العربية أكثر من غيرها من البلدان، وزادتا من حدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في المنطقة.
ويسلط التقرير الإقليمي الضوء على التجارة كعامل تمكين أساسي لضمان تحقيق جميع الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي والتغذية (التوفر وإمكانية الحصول على الغذاء والاستخدام والاستقرار) عن طريق زيادة كمية وتنوع الغذاء وخفض سعره بالنسبة للبلدان المستوردة الصافية للغذاء.
وأوصى التقرير أصحاب القرار على التركيز على السياسات التي تسهل تجارة المواد الغذائية مثل تقليل الحواجز التجارية، وإنشاء مناطق جديدة للتجارة الحرة، وتبني التقنيات الرقمية، وتقليل الحواجز غير الجمركية، وتنسيق الممارسات التنظيمية، وتعزيز الحوكمة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان والمجتمع الدولي.
ودعا التقرير الدول العربية إلى الاستفادة من التجارة البينية والاعتماد بشكل أكبر على قدرات بعضها البعض، حيث تساعد التجارة الإقليمية على الحد من نقص الغذاء خلال دورات الإنتاج الزراعي العادية وتوفر آلية مهمة لمعالجة نقص الإنتاج أو اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن الآثار السلبية وغير المتوقعة للأحداث العالمية.
–(بترا)

ر ح/م ق/ح أ
30/03/2023 18:11:40