اتفاقية (ميركوسور) تواجه تحديات متصاعدة داخل الاتحاد الأوروبي وسط انقسام سياسي واحتجاجات المزارعين

اتفاقية (ميركوسور) تواجه تحديات متصاعدة داخل الاتحاد الأوروبي وسط انقسام سياسي واحتجاجات المزارعينمن أسماء ريدان (تقرير.إخباري)بروكسل – 18 – 12 (كونا) — تواجه المفوضية الأوروبية تحديات متزايدة في مساعيها لإتمام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل (ميركوسور) الاقتصادي لدول أمريكا الجنوبية في ظل انقسام واضح بين الدول الأعضاء وضغوط سياسية وشعبية متصاعدة لا سيما من قبل العاملين في القطاع الزراعي تزامنا مع انعقاد القمة الأوروبية في بروكسل.وتسعى المفوضية إلى تصديق القادة على هذا الاتفاق الذي من شأنه إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم قبل توجه رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إلى البرازيل لتوقيعه غير أن معارضة عدد من الدول الأعضاء الكبرى بالاتحاد وفي مقدمتها فرنسا وإيطاليا تهدد بتأجيل أو تعطيل إقراره.فقد أعلنت فرنسا بوضوح أنها تنظر بعين الريبة إلى هذا الاتفاق وهو ما عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس على هامش القمة الأوروبية حيث أكد أن بلاده لن تدعم الاتفاق بصيغته الحالية من دون توفير ضمانات أقوى لحماية المزارعين الفرنسيين.وقال ماكرون للصحفيين في بروكسل “أود أن أقول لمزارعينا الذين عبروا بوضوح منذ البداية عن موقف فرنسا إننا لم نصل بعد إلى الصيغة المطلوبة ولا يمكن توقيع الاتفاق كما هو الآن” مؤكدا أن باريس ستعارض “أي محاولة لفرض هذا الاتفاق بالقوة”.في المقابل يحظى الاتفاق بدعم عدد من الدول الأوروبية من بينها ألمانيا وإسبانيا ودول الشمال الأوروبي التي ترى فيه أداة استراتيجية لتنويع الشراكات التجارية للاتحاد الأوروبي في مواجهة المنافسة العالمية المتصاعدة.وقبيل القمة اعتبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن فشل الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن (ميركوسور) سيكون “محبطا للغاية” مشددا على أن الاتفاق ضروري “لكي تعزز أوروبا وزنها الاقتصادي والسياسي في وقت تواجه فيه تحديات متزايدة” مؤكدا أن إقرار الاتفاق يأتي بعد موافقة البرلمان الأوروبي على ضمانات إضافية لحماية القطاع الزراعي.أما ألمانيا فقد عبرت عن موقف قريب من الموقف الإسباني إذ اعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن تأجيل الاتفاق أو التخلي عنه سيضر بمكانة الاتحاد الأوروبي على الساحة العالمية قائلا قبيل انطلاق القمة في بروكسل “إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يبقى موثوقا في سياسة التجارة العالمية فلا بد من اتخاذ القرارات الآن”.وفي الوقت الذي يحاول فيه السياسيون إيجاد صيغ للتوافق لا يخفي مزارعو فرنسا ودول أخرى مخاوفهم وغضبهم إذ خرجوا تزامنا مع عقد القمة الأوروبية في مظاهرات حاشدة في بروكسل لإعلان معارضتهم للاتفاق.وتجمع محتجون قرب مبنى (أوروبا) حيث تعقد القمة الأوروبية فيما توجه تجمع آخر إلى ساحة لوكسمبورغ القريبة من مقر البرلمان الأوروبي في تعبير عن رفضهم للاتفاق الذي يرون أنه يهدد مستقبلهم ويفتح السوق الأوروبية أمام واردات زراعية لا تخضع للمعايير نفسها.واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين توافدوا على المدينة بجراراتهم الزراعية وأغلقوا طرقا رئيسية في العاصمة البلجيكية.يذكر أن هذا الاتفاق ينص على إلغاء الرسوم الجمركية على معظم السلع المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي ودول (ميركوسور) وهي البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا على مدى 15 عاما. (النهاية)أرن / م م ج