اقتصادي / مسؤولون تنفيذيون في أرامكو السعودية يستعرضون تأثير الذكاء الاصطناعي في تحوّل علوم وهندسة المواد

الظهران 21 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 12 نوفمبر 2025 م واس
سلّط المسؤولون التنفيذيون في أرامكو السعودية الضوء على فرص التحوّل في مجال الذكاء الاصطناعي، ودوره في التغلب على التحديات المزمنة المتعلقة بتآكل المعادن، وما يُتيحه من إمكانات لتطوير مواد جديدة ومبتكرة على نطاق صناعي.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في النسخة التاسعة عشرة لمؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لتآكل المعادن، التي تستضيفها الظهران، ويجمع المؤتمر عددًا من الخبراء بهدف مناقشة سبل الوقاية من تآكل المعادن الذي تُقدّر تكلفته السنوية عالميًّا بما يقارب (3) تريليونات دولار أمريكي.
وشهد المؤتمر إعلان أرامكو السعودية عن (28) مذكرة تفاهم قد تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار أمريكي، تشمل تعاونًا مقترحًا في مجالات البحث وتطوير مواد وتقنيات متقدمة، وإنشاء مرافق لتوطين التصنيع في المملكة، والتعاون في مجال التدريب والتطوير.
وخلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، أوضح النائب التنفيذي للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية، وائل الجعفري، أن التآكل لا يُعد تحديًا تقنيًّا فحسب، بل أولوية إستراتيجية ترتبط مباشرة بموثوقية الأعمال وسلامتها، والمسؤولية تجاه البيئة.
وبين أن أرامكو السعودية استثمرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من (70) مليون دولار أمريكي في تقنيات إدارة التآكل؛ مما أسهم في تجنب التكاليف وتحقيق وفورات بلغت أكثر من (770) مليون دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن أرامكو السعودية تستخدم اليوم حلولًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالتآكل قبل حدوثه، وذلك من خلال شبكة واسعة من مستشعرات إنترنت الأشياء الصناعية موزعة على منشآتها وخطوط أنابيبها.
وأفاد الجعفري أن شبكة المستشعرات هذه تزود أرامكو السعودية بأكثر من (10) ملايين قراءة سنويًّا لمراقبة التآكل في أكثر من (40) من منشآتها، لافتًا النظر إلى أن الطموحات لا تقتصر على مرافق أرامكو السعودية فحسب، فإن أرامكو السعودية تعمل على دمج خبراتها العميقة في المجال ومعارفها وملكياتها الفكرية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول متطورة لخدمة قطاعات الطاقة والصناعة على أوسع نطاق.
وحول إمكانات الذكاء الاصطناعي، أبان النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في أرامكو السعودية، أحمد الخويطر، أنه على الصعيد العالمي، وفي جميع القطاعات؛ تقدَّر تكاليف التآكل بما يقارب (3) تريليونات دولار سنويًّا، وهو ما يعادل حوالي (3%) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتشير الدراسات إلى أنه يمكن توفير ما يقرب من تريليون دولار سنويًّا من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى لمكافحة التآكل.
وأفاد أن مع كل دولار يُفقد بسبب التآكل، هناك زيادة في المخاطر على سلامة الزملاء، وسلامة البيئة، وعلى استمرارية إمدادات الطاقة التي يعتمد عليها مليارات الناس، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمنح القدرة على التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها، وتحسين جداول الصيانة، وزيادة أعمار الأصول الحيوية، لافتًا النظر إلى أن لدى أرامكو السعودية يقينًا راسخًا بأن التقنيات المتقدمة، والكفاءات الماهرة، والشراكات المثمرة، ستمكّنها من التحوّل المنشود في قطاع الطاقة، من وضع المعايير العالمية الجديدة لعصر الذكاء الاصطناعي.
ويمثّل مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لتآكل المعادن أقدم وأهم حدث إقليمي مخصص لدراسة التآكل، وتُعد هذه النسخة التي تستضيفها المملكة للمرة الأولى، الأكبر من نوعها منذ انطلاقة المؤتمر في عام 1979، إذ شارك أكثر من (5200) شخص من (45) دولة، وقُدمت أكثر من (300) ورقة بحثية، ونظمت (25) ورشة عمل، إضافة إلى مشاركة أكثر من (1500) طالب في أول هاكاثون خاص يركز ضمن فعاليات المؤتمر على الابتكار في مجال التآكل وعلوم المواد.
// انتهى //
16:19 ت مـ
0145