
الأمم المتحدة تحذر من “تآكل وحدة ليبيا” بعد 14 عاما من ثورة فبرايرنيويورك – 19 – 2 (كونا) — قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو اليوم الأربعاء أمام مجلس الأمن الدولي إن الانقسامات المتجذرة في ليبيا وسوء الإدارة الاقتصادية وانتهاك حقوق الانسان عوامل تتسبب في تآكل وحدة البلاد واستقرارها.وأضافت ديكارلو في إحاطتها أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة الحالة في ليبيا إنه “بعد مرور 14 عاما على ثورة فبراير لم يتحقق حلم ليبيا المدنية والديمقراطية والمزدهرة”.ونبهت إلى أن الانقسامات والمنافسة على السيطرة على مؤسسات الدولة لا تزال تهيمن على المشهد السياسي والاقتصادي الليبي.ولفتت وكيلة الأمين العام إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) تتخذ خطوات لإحياء العملية السياسية الليبية التي ترتكز على مبادئ الشمول والملكية الوطنية.وبينت ديكارلو أن الأونسميل أنشأت لجنة استشارية من 20 خبيرا ليبيا مكلفين بتقديم توصيات لمعالجة القضايا الخلافية في التشريع الانتخابي التي حالت من دون إجراء الانتخابات الوطنية.وأضافت أن البعثة الأممية تتخذ أيضا خطوات لعقد حوار بين الليبيين لمعالجة محركات الصراع طويلة الأمد وتطوير “رؤية شاملة من القاعدة إلى القمة لمستقبل بلادهم” علاوة على أنها تسهل المشاورات بين الخبراء الاقتصاديين الليبيين لتحديد الأولويات والحلول لتحقيق حوكمة اقتصادية سليمة.وذكرت المسؤولة الأممية أنه على الرغم من مشاركة البعثة مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين إلا أنه “لم يتم إحراز أي تقدم بشأن ميزانية موحدة” ولا يزال النزاع حول منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة من دون حل “بعد ستة أشهر من التقاضي والأحكام القضائية المتناقضة”.وعلى الصعيد الأمني حذرت وكيلة الأمين العام من أنشطة الجهات المسلحة غير التابعة للدولة “وشبه التابعة للدولة” التي لا تزال تشكل تهديدا لاستقرار ليبيا الهش.وتطرقت ديكارلو إلى اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020 الذي نفذ جزئيا قائلة “إن جهودا متجددة من قبل السلطات الليبية لتنفيذ أحكامه المتبقية أمر بالغ الأهمية لتحسين الوضع الأمني الهش وخلق الظروف لإعادة توحيد وإصلاح المؤسسات الأمنية”.وأعربت وكيلة الأمين العام عن قلقها العميق بشأن استمرار الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري في جميع أنحاء ليبيا مناشدة السلطات الليبية اتخاذ خطوات عاجلة لإيقاف هذه الممارسات “ودعم حقوق المعتقلين في الإجراءات القانونية الواجبة”. وتحدثت ديكارلو عن المهاجرين وطالبي اللجوء بمن فيهم الأطفال الذين ما زالوا يواجهون انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد “بما في ذلك التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية”.وأشارت إلى الاكتشاف “المثير للقلق والمأساوي” للمقابر الجماعية في إجخرة والكفرة في أعقاب مداهمات على مواقع الاتجار بالبشر يسلط الضوء على الخطر الشديد الذي يواجهه المهاجرون في ليبيا.وشددت على الحاجة الملحة للتقدم في الملف الليبي قائلة “إن قادة البلاد والجهات الأمنية تفشل في وضع المصلحة الوطنية قبل منافستهم على المكاسب السياسية والشخصية”.وحثت ديكارلو أعضاء مجلس الأمن على تقديم دعمهم للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا هانا سيروا تيتيه التي ستتولى مهام عملها في طرابلس غدا للمساعدة في كسر الجمود السياسي وحل الأزمة الليبية التي طال أمدها ودعم الشعب الليبي نحو توحيد المؤسسات الليبية وإجراء انتخابات وطنية شاملة. (النهاية)ع س ت / ه س ص