الأمم المتحدة تدق ناقوس خطر أزمة مياه عالمية

نيويورك في 22 مارس /قنا/ حذرت الأمم المتحدة من المخاطر المتزايدة لاستنزاف موارد المياه على كوكب الأرض، مؤكدة أن تواصل هذا الأمر سيعرض مليارات البشر لأزمة مائية عالمية تنذر بمخاطر وخيمة.

وأوضحت المنظمة، في تقرير للجنة الأممية للمياه نشرته قبل ساعات من عقدها مؤتمرا حول المياه لأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن، أن استنزاف الموارد المائية لكوكب الأرض سيشكل علامة فارقة في وجود البشر، داعية إلى ضرورة البحث عن الكيفية التي يمكن وفقها تلبية احتياجات مليارات البشر المعرضين لأزمة مائية عالمية وشيكة.

وتطرق التقرير الأممي كذلك إلى تأثير ازدياد الاحتباس الحراري، وتوقعاته بأن يؤثر قريبا حتى على المناطق التي كانت بمنأى عن هذه الفاقة في شرق آسيا أو أمريكا الجنوبية.

وفي سياق متصل، نبه أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أن “الاستهلاك المفرط والتنمية المفرطة والاستغلال غير المستدام لموارد المياه والتلوث والاحتباس الحراري الخارج عن السيطرة، كلها عوامل تستنزف، قطرة تلو الأخرى، مصدر حياة البشرية”.

وبحسب الأمم المتحدة، تعاني بعض المناطق من شح المياه، فيما تواجه مناطق أخرى تساقط كميات غزيرة من الأمطار بسبب كثافة المتساقطات، أو تعاني من تلوث المياه، ما يدق ناقوس خطر وشيك، لافتا إلى أن “هناك الكثير من الجهد المطلوب، والوقت ليس في صالح البشر”.

وسيجتمع نحو 6500 مشارك، بينهم نحو مئة وزير وعشرة رؤساء دول وحكومات حتى يوم الجمعة المقبل في نيويورك، للعمل على الخروج بالتزامات محددة، لكن بعض المراقبين أبدوا قلقهم بشأن نطاق هذه الالتزامات وتوافر التمويل اللازم لتنفيذها.

ووفقا لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة، يعاني “نحو نصف سكان العالم” من نقص “حاد” في المياه خلال جزء من العام على الأقل، كما يعيش نحو 10% من السكان في بلدان وصل فيها الإجهاد المائي إلى مستوى عال أو حرج، بينما يشرب ما لا يقل عن ملياري شخص المياه الملوثة، مما يعرضهم لأمراض عدة، فضلا عن التلوث بالأدوية أو المواد الكيميائية أو مبيدات الآفات أو اللدائن الدقيقة أو المواد النانوية.

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة لم تنظم أي مؤتمر بهذا الحجم منذ عام 1977، رغم ازدياد استخدام المياه العذبة في العالم على مدار الأربعين عاما الماضية بنسبة 1% تقريبا سنويا.