الأمين العام للأمم المتحدة: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي

الأمين العام للأمم المتحدة: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمينيويورك – 25 – 7 (كونا) — وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة ما يحدث في غزة اليوم بأنه “أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي” مشددا على اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين.جاء ذلك في كلمة ألقاها غوتيريش – عبر الاتصال المرئي – أمام الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية وهي منظمة غير حكومية دولية تعنى بحقوق الإنسان وتعقد أعمال جمعيتها العامة في العاصمة التشيكية براغ.وأكد غوتيريش أن لا شيء يمكن أن يبرر “انفجار الموت والدمار منذ ذلك الحين” في غزة مشيرا إلى حجم ونطاق هذه الأحداث “يتجاوزان أي شيء شهدناه في الآونة الأخيرة”.وقال “لا أستطيع تفسير مستوى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي وانعدام الرحمة وانعدام الحقيقة وانعدام الإنسانية”.وأشار الأمين العام إلى أن موظفي الأمم المتحدة أيضا “يتضورون جوعا أمام أعيننا” موضحا أن الظروف التي لا يمكن تصورها قد جعلتهم “مخدرين ومنهكين لدرجة أنهم يقولون إنهم لا يشعرون بأنهم أموات ولا أحياء”.وأضاف أن “الأطفال يتحدثون عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم على الأقل سيجدون الطعام هناك” مشددا على أن الأمم المتحدة سترفع الصوت عند كل فرصة “لكن الكلمات لا تطعم الأطفال الجائعين”.وأفاد بأن الأمم المتحدة سجلت مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ 27 مايو.وجدد الأمين العام مناشدته العمل للوصول إلى إيقاف فوري ودائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى فورا ومن دون قيد أو شرط ووصول إنساني فوري ودون عوائق.وأكد في هذا الصدد على أن المنظومة الأممية تقف على أهبة الاستعداد للاستفادة إلى أقصى حد من إيقاف إطلاق النار المحتمل لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في مختلف أنحاء قطاع غزة كما فعلت بنجاح خلال فترة الهدنة السابقة.ولفت غوتيريش إلى عمل منظمة العفو الدولية الذي يعكس حقيقة أن الأخلاق “تتطلب الشجاعة للوقوف في وجه الظلم” والتضامن والعدالة أمران شخصيان وعالميان.ونبه إلى أن قوى قوية “تتصدى لحقوق الإنسان وللنظام الدولي المقام لحمايتها ودعمها” بما في ذلك من خلال الهجمات على المحكمة الجنائية الدولية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي “من الأهوال في السودان وما بعدها إلى غزو روسيا لأوكرانيا”.وتابع غوتيريش “نحن في معركة عالمية” من أجل الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة والنظام متعدد الأطراف نفسه مؤكدا أن منظمة العفو الدولية “لا غنى عنها في هذه المعركة”.ودعا الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية إلى التركيز أيضا على مواجهة تصاعد الممارسات الاستبدادية وتعزيز العدالة المناخية.وسلط الأمين العام الضوء على حقيقة أن العالم يشهد اليوم “تصاعدا في الأساليب القمعية” التي تهدف إلى تقويض احترام حقوق الإنسان مبينا أن هذه الأساليب “تلوث بعض الديمقراطيات” وتتفاقم بفعل التكنولوجيا الرقمية.وطالب باتخاذ إجراءات لمواجهة “سيل الأكاذيب والكراهية الذي يلوث فضاءاتنا الرقمية” محذرا من أن التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي أصبح “سلاحا قويا في يد الأنظمة الاستبدادية”.وختم غوتيريش كلمته بالقول “يجب علينا البناء على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس بما في ذلك الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية من خلال الإصرار على المساءلة القانونية والمطالبة بالعدالة المناخية”. (النهاية)ع س ت / ه س ص