الأمين العام للأمم المتحدة يطالب العالم بزيادة تمويل التكيف المناخيواشنطن – 29 – 10 (كونا) — دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاربعاء المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة أكبر لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مواجهة تفاقم أزمة المناخ وتصاعد التكاليف مؤكدا أن التقرير الصادر اليوم بشأن فجوة تمويل التكيف مع المناخ يمثل “جرس إنذار خطير”.ويقدم التقرير الصادر اليوم عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقييما للتقدم العالمي المحرز في تخطيط التكيف وتمويله وتنفيذه كما يستكشف الخيارات المتاحة لتعزيز جهود التكيف الوطنية والعالمية والنهوض بها ويتناول الفرص المتاحة لسد الفجوة التمويلية وتسريع العمل المناخي مع ضرورة تكثيف التمويل العام والخاص.وقال غوتيريش في رسالة تعليقا على نتائج التقرير ان “تمويل التكيف لا يواكب الآثار المناخية المتسارعة مما يجعل الفئات الأضعف في العالم عرضة للتضرر بارتفاع منسوب مياه البحار والعواصف المهلكة والحرارة الحارقة”.وخلص التقرير إلى أن التمويل الذي تحتاجه البلدان النامية لكي تتمكن من التكيف “يزيد بالفعل عن التمويل الذي تتلقاه اليوم بأكثر من اثني عشر ضعفا”.واضاف الامين العام “هذه ليست مجرد فجوة في التمويل بل هي خلل في التضامن العالمي. وهو خلل يقاس بالمنازل التي غمرتها المياه والمحاصيل التالفة والتنمية المعطلة والأرواح المفقودة”.وشدد على أن مؤتمر الأمم المتحدة ال30 للمناخ (كوب30) المقرر في البرازيل الشهر المقبل يجب أن يقدم خطة عمل عالمية لضمان امتلاك البلدان النامية للموارد والقدرات اللازمة لحماية شعوبها وتعزيز الأمن الغذائي والمائي وبناء القدرة على الصمود في كل قطاعات التنمية.وأكد أن ذلك يشمل وفاء البلدان المتقدمة بتعهدها بمضاعفة تمويل التكيف ومضي جميع الجهات المالية الفاعلة قدما في تنفيذ خريطة طريق باكو إلى بيليم – أي تعبئة 3ر1 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2035 “مع تخصيص حصة عادلة ومستقرة للتكيف وضمان ألا يؤدي التمويل الجديد إلى زيادة أعباء الديون”.وأشار إلى دور القطاع الخاص وقال غوتيريش ان أرباح الوقود الأحفوري (مثل النفط والفحم) يجب أن تساعد “في تمويل التعافي من الأضرار التي تسببت فيها”.وأضاف أن على المصارف الإنمائية متعددة الأطراف تعبئة قدر أكبر بكثير من التمويل الخاص ميسور التكلفة “وأن تخصص للتكيف نصف التمويل الذي تخصصه للمناخ”.وأكد ضرورة أن يصبح الوصول إلى التمويل العام أسرع وأبسط “بحيث يصل إلى المجتمعات الواقعة في الخطوط الأمامية للتأثر بالمناخ عندما وحيثما تكون الحاجة إليه على أشدها”.وشدد غوتيريش على ضرورة تفعيل نظم الإنذار المبكر للجميع بحلول عام 2027 “بحيث نحمي كل شخص على وجه الأرض من الأخطار المناخية قبل أن تقع”.واختتم رسالته بالقول ان “التكيف ليس تكلفة بل هو شريان حياة. وسد الفجوة في تمويل التكيف هي الطريقة التي نحمي بها الأرواح ونحقق العدالة المناخية ونبني عالما أكثر أمانا واستدامة”. (النهاية)أ م م / ه س ص