الإمارات تشارك في المؤتمر الوزاري “خارطة الطريق نحو الطاقة النووية الجديدة 2025” بباريس

أبوظبي في 18 سبتمبر/ وام/ ترأس معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وفد الدولة المشارك في المؤتمر الوزاري “خارطة الطريق نحو الطاقة النووية الجديدة 2025” الذي يعقد في مقر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في العاصمة الفرنسية باريس يومي 18 و19 سبتمبر الجاري.

ويجمع المؤتمر، الذي تنظمه حكومة جمهورية كوريا ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وزراء الطاقة من أكثر من 30 دولة وممثلي حكومات ورؤساء تنفيذيين من 50 شركة لمناقشة الخبرات والإستراتيجيات وتعظيم الموارد لتعزيز سلاسل التوريد، وتنمية القوى العاملة، والموارد المالية.

‏‎ويعد مؤتمر “خارطة الطريق نحو الطاقة النووية الجديدة” منتدى فريدا لإجراء حوارات صريحة بين كبار صناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص حول الإجراءات الرئيسية اللازمة لإعادة إطلاق زخم القيادة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال الطاقة النووية.

‏‎كما تمثل دورة هذا العام إنجازا هاما في التقدم المحرز في بناء محطات نووية جديدة في ظل زخم كبير في هذا القطاع.

‏‎وسلطت القمة الضوء على دور الطاقة النووية في التصدي لتحديات أمن الطاقة العالمية ودفع التنمية الاقتصادية وذلك استنادا إلى التوصيات التاريخية لمؤتمر الأطراف “COP28” الذي استضافته دولة الإمارات وأكد على أهمية التوسع في تنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة بما يشمل الطاقة النووية في سبيل تحقيق الأهداف المناخية، كما أيدت نحو 31 دولة الدعوة لمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية في العالم ثلاث مرّات بحلول العام 2050.

وخلال الاجتماع الوزاري ألقى معالي وزير الطاقة والبنية التحتية كلمة دولة الإمارات في هذا المؤتمر، أكد خلالها أن مشاركة الإمارات في مؤتمر الطاقة النووية المنعقد في باريس تعكس التزام الدولة بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير الطاقة النظيفة، مشيداً بدور وكالة الطاقة النووية وحكومة جمهورية كوريا في تنظيم هذا الحدث المهم.

وأوضح معاليه أن ما أقره المجتمع الدولي خلال مؤتمر الأطراف (COP28) في دبي بشأن مضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050، يشكل خطوة تاريخية تتطلب تحويل الالتزامات السياسية إلى مشاريع عملية، وتمويل مستدام، وشراكات دولية راسخة.

وأشار معاليه إلى أن محطات براكة للطاقة النووية تمثل نموذجاً رائداً وملهماً على مستوى العالم، إذ تنتج 40 تيراواط في الساعة سنوياً، وهو ما يعادل توفير نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء النظيفة والموثوقة على مدار الساعة، وتحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً، لتكون أول برنامج نووي سلمي في العالم العربي يحقق التشغيل الكامل وفق أعلى المعايير الدولية. وأضاف معاليه أن دولة الإمارات تستشرف المرحلة المقبلة من خلال دراسة تقنيات نووية متقدمة، بما في ذلك المفاعلات المعيارية المصغرة والتصاميم الجديدة، لفتح آفاق أوسع أمام استخدامات الطاقة النووية في إنتاج الهيدروجين وتوفير الطاقة للصناعات الحيوية ومراكز البيانات، وبما يعزز مسيرة الدولة نحو الحياد المناخي.
وأكد معاليه في ختام كلمته أن التحدي الأكبر أمام توسع الطاقة النووية يتمثل في التمويل، داعياً إلى إدراجها ضمن تصنيفات التمويل المستدام ودعمها من قبل المؤسسات المالية الدولية، كما شدد على التزام الإمارات بأعلى معايير السلامة والأمن وعدم الانتشار، واستعدادها لتقاسم خبراتها مع الدول الأخرى، بما يعزز دور الطاقة النووية في مواجهة تحديات المناخ، وضمان أمن الطاقة، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وعلى هامش القمة التقى معالي سهيل المزروعي وبحضور سعادة حمد علي الكعبي المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسعادة محمد الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، معالي الدكتور رافايل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وضم وفد الدولة المشارك سعادة حمد علي الكعبي المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية ووزارة الطاقة والبنية التحتية وشركة الإمارات للطاقة النووية.