(الاتحاد من أجل المتوسط) يحتفي بالذكرى ال30 لإرساء الحوار الأورومتوسطيمدريد – 27 – 11 (كونا) — يبحث وزراء خارجية الدول الأعضاء في (الاتحاد من أجل المتوسط) غدا الجمعة مستقبل التعاون الأورومتوسطي في المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد في إطار الاحتفال بالذكرى ال30 لإطلاق (عملية برشلونة) التي أرست أسس الحوار والتعاون الأورومتوسطي.وتحت شعار (معا من أجل شراكة متوسطية أقوى) سيحتفي المنتدى الذي يقام في مدينة (برشلونة) الإسبانية بمشاركة 43 دولة بثلاثة عقود من الالتزام الجماعي بالسلام والاستقرار والازدهار في منطقة المتوسط مع إعادة تأكيد الرؤية المشتركة لشراكة أقوى وأكثر مرونة في مواجهة التحديات الملحة الراهنة ومنها البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة والتغير المناخي والإجهاد المائي.وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان ان وزيرها خوسيه مانويل ألباريس سيستقبل نظراءه الأعضاء في (الاتحاد من أجل المتوسط) لبحث أبرز التحديات في المنطقة لاسيما الوضع المقلق في الشرق الأوسط.وسيترأس الاجتماع الوزاري الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي باستضافة ألباريس والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل فيما ستحضره أيضا المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط دوبرافكا شويسا.وسيعتمد الوزراء المشاركون في المنتدى رؤية استراتيجية جديدة ل(الاتحاد من أجل المتوسط) تتمحور حول ثلاثة أبعاد أساسية هي ربط الشعوب من خلال التعليم والتنقل والمهارات والإدماج وربط البلدان من خلال الحوار والمرونة المناخية وأمن الطاقة والمياه وربط الاقتصادات من خلال التجارة والاستثمار والبنية التحتية والتعاون الرقمي.وسيطلق الاتحاد الأوروبي (الميثاق من أجل المتوسط) خلال اجتماع على مستوى وزاري من المتوقع ان يحظى بتأييد سياسي من الاتحاد الأوروبي وشركائه جنوب المتوسط فيما سيوقع الأمين العام كامل والإسباني ألباريس الاتفاق الجديد لمقر الأمانة العامة ل (الاتحاد من أجل المتوسط).ويجتمع هذه الأسبوع في (برشلونة) ممثلو المجتمع المدني والسلطات المحلية والحكومات الإقليمية والمنظمات الدولية والإقليمية في سلسلة من الاجتماعات والفعاليات الرفيعة المستوى تركز على تعزيز الاستجابات الإقليمية المنسقة لتغير المناخ وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والسلام والأمن.ونقل بيان ل (الاتحاد من أجل المتوسط) عن أمينه العام كامل القول ان مدينة (برشلونة) ستكون “عاصمة الحوار المتوسطي بينما نحتفل بمرور 30 عاما على إطلاق مسار برشلونة” لافتا إلى ان منتدى هذا العام “يمثل لحظة فارقة بالنسبة للاتحاد من أجل المتوسط مع إقرار رؤية استراتيجية جديدة تعزز دورنا كمنصة رئيسية للعمل الجماعي والحوار في المنطقة تربط بين الشعوب والبلدان والاقتصادات”.ويتخذ (الاتحاد من أجل المتوسط) وهو منظمة حكومية دولية أورومتوسطية من (برشلونة) مقرا له ويجمع جميع دول الاتحاد الأوروبي و16 دولة من جنوب وشرق المتوسط. ويشكل الاتحاد منصة لتعزيز التعاون الإقليمي والحوار وتنفيذ المشاريع والمبادرات الملموسة على مواطني الدول الأعضاء.ويتولى الأردن والاتحاد الأوروبي الرئاسة المشتركة ل(الاتحاد من أجل المتوسط) الذي أسس على ايدي 43 رئيس دولة وحكومة أورومتوسطية في (قمة باريس) مطلع يوليو 2008 ليكون امتدادا ل(عملية برشلونة) التي انطلقت في 1995.وتعد (عملية برشلونة) مبادرة تاريخية سعت إلى توحيد البلدان على ضفتي المتوسط في علاقات شراكة ضمن إطار قانوني تعاقدي للتصدي للتحديات المشتركة في مجالات السياسة والأمن والتجارة والاقتصاد والشراكة الاجتماعية والثقافية مشكلة نقلة نوعية في العلاقات العربية – الأوروبية.غير ان تلك العملية أخفقت في تحقيق أهدافها لأسباب منها افتقارها للأسس الثقافية والتاريخية وعدم الاهتمام بالخصوصية التي يتميز بها الفضاء المتوسطي وكونها شراكة غير متكافئة سعت فيها الدول الأوروبية إلى فرض وصاية على جيرانها جنوب المتوسط والهيمنة على دينامية العلاقة والتعامل مع البلدان العربية فرادى تنافيا مع أسس الشراكة.وفي إطار المساعي إلى إعادة إحياء تلك العملية ومنحها نبضا جديدا جاءت مبادرة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في 2008 لإنشاء (اتحاد الدول المتوسطية) ووضع إطار جديد لتطوير مسار برشلونة.غير ان دولا أوروبية لا تطل على المتوسط أخرى أرادت الانتماء إلى المبادرة الجديدة فأطلق عليها (الاتحاد من أجل المتوسط) لتدخل دول الاتحاد الأوروبي في عضويتها واعتمد نظامها الأساسي في 2010.(النهاية)ه ن د / ف س