التنس الأرضي في الإمارات / رؤية إستراتيجية لبناء مستقبل واعد

دبي في 8 نوفمبر/ وام/ يسعى اتحاد الإمارات للتنس إلى تعزيز واقع اللعبة ووضع أسس واضحة لتطويرها عبر خطط تهدف إلى توسيع قاعدة الممارسين، وتكثيف برامج استقطاب الفئات السنية الصغيرة، بالتعاون مع المدارس والأندية، إلى جانب تطوير منظومة المدربين والحكام وتأهيل الكوادر الوطنية، ودعم إنشاء ملاعب جديدة وتطوير الأكاديميات المتخصصة.

ويعد الاتحاد، الذي تأسس عام 1983 وانضم إلى عضوية الاتحاد الدولي للتنس في العام التالي، الجهة المنظمة لممارسة اللعبة ونشر ثقافتها في الدولة، حيث عمل منذ بداياته على توفير البيئة المناسبة لاكتشاف المواهب وصقلها، بما يمكّن اللاعبين من تمثيل الإمارات في المنافسات الخارجية.

وشهدت اللعبة في السنوات الماضية نمواً ملحوظاً بفضل جهود الأندية والمراكز الرياضية والأكاديميات، التي أسهمت في توفير بيئة تدريبية متخصصة رفدت التنس بعدد من العناصر الواعدة.

وأسهمت البطولات المحلية المستحدثة في تطوير الناشئين من خلال منافسات دورية للفئات السنية والبطولات المفتوحة والدورات الرمضانية، التي أصبحت جزءاً ثابتاً من أجندة النشاط الرياضي.

وعلى صعيد الاستضافة، أثبتت الإمارات حضورها كإحدى المحطات المهمة في التنس العالمي، من خلال بطولة سوق دبي الحرة لتنس الرجال والسيدات التي انطلقت عام 1993، وجذبت على مدار 3 عقود نخبة من أبرز نجوم اللعبة مثل روجيه فيدرر، ونوفاك ديوكوفيتش، ورافاييل نادال وسيرينا ويليامز، إضافة إلى بطولة مبادلة التي رسخت مكانتها منذ انطلاقتها الأولى عام 2009 مركزاً عالمياً للتنس، إذ بدأت كبطولة استعراضية بمشاركة 6 من النجوم العالميين، لتواصل مسيرتها حتى عام 2023، الذي انضمت فيه رسمياً إلى رابطة محترفات التنس فئة الـ 500 نقطة، لينضم إليها نخبة من نجوم ونجمات العالم.

وعلى مستوى اللاعبين، فقد برزت أسماء إماراتية تركت بصمتها في مسيرة اللعبة، مثل عمر بهروزيان الذي يعد أكثر لاعبي الدولة مشاركة في منافسات كأس ديفيز، إلى جانب جيل جديد من المواهب الشابة الساعية لتحقيق حضور أفضل على الساحة القارية والدولية.

وأكد أحمد عبد الملك أهلي، نائب رئيس اتحاد الإمارات للتنس، أن الاتحاد يعمل وفق رؤية واضحة يرسخها سمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، رئيس الاتحاد، الذي يولي اهتماماً كبيراً بدور الكوادر الوطنية في استشراف المستقبل، ويضع تطوير اللعبة وتوسيع قاعدة ممارسيها في صدارة الأولويات.

وأشار إلى أن التعاون مع الأكاديميات المحلية يعد ركناً أساسياً في إستراتيجية الاتحاد، لما لها من دور محوري في إعداد الأجيال الجديدة وصقل مهارات اللاعبين واللاعبات، موضحاً أن هذه الشراكات تسهم في ضمان استدامة نمو اللعبة وتوسيع رقعة انتشارها في مختلف إمارات الدولة.

وأضاف أهلي أن البطولات الكبرى التي تستضيفها الدولة سنوياً مثل بطولة مبادلة العالمية للتنس في أبوظبي، وبطولة سوق دبي الحرة، وبطولة الحبتور، ساهمت في ترسيخ مكانة الإمارات على خريطة التنس العالمي.

من جهته، أكد ناصر المرزوقي، الأمين العام لاتحاد التنس، على مواصلة الاتحاد لجهود تطوير اللعبة على كافة المستويات، من خلال خطة إستراتيجية تمتد عدة سنوات، وتركز على تنمية المواهب الوطنية منذ المراحل السنية المبكرة.

وأوضح أن الاتحاد يولي اهتماماً خاصاً بالكشف عن اللاعبين واللاعبات الواعدين وصقل مهاراتهم عبر برامج تدريبية متقدمة، بما يضمن استمرار تعزيز مستوى التنس الإماراتي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأشار المرزوقي إلى أن الاتحاد يسعى لرفع عدد البطولات الدولية التي يستضيفها خلال العام، لتمكين اللاعبين من اكتساب الخبرات العملية في المنافسات الدولية.

وأضاف أن التعاون مع الأكاديميات والتنسيق المستمر معها يسهم في تعزيز قاعدة الممارسين وتنمية المهارات، كما أن استقطاب مدربين دوليين ذوي خبرة عالية يشكل جزءاً محورياً من إستراتيجية الاتحاد للكشف عن المواهب وصقلها.

بدوره، قال عمر بهروزيان، قائد المنتخب الوطني للتنس واللاعب الدولي، إن لاعبي المنتخبات الوطنية ولاعبي الأكاديميات في الدولة ينظرون بتفاؤل كبير إلى مستقبل اللعبة في الإمارات، لافتا إلى أن سقف الطموحات يتسع عاماً بعد عام بفضل الخطط الطموحة التي ينفذها اتحاد الإمارات للتنس.

وأوضح أن الإستراتيجية الناجحة للاتحاد ساهمت في اكتشاف وتطوير لاعبين مميزين حققوا نتائج بارزة على الساحة الدولية، كما مهدت الطريق لتنظيم بطولات كبرى عززت من مكانة الدولة على الخريطة العالمية للعبة.

وأضاف أن العمل بروح جماعية بين الاتحاد والأكاديميات واللاعبين يعد الطريق الأمثل لتحقيق أهداف التطوير والوصول إلى مستويات أعلى من المنافسة الدولية.