
الجنائية الدولية تدين زعيم الجنجويد بارتكاب جرائم حرب في دارفوربروكسل – 6 – 10 (كونا) — أدانت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الاثنين زعيم ميليشيا الجنجويد السودانية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وذلك في أول حكم تصدره المحكمة يتعلق بجرائم دارفور غربي السودان.وأوضحت المحكمة في جلستها أن علي عبدالرحمن المعروف باسم (علي كوشيب) ثبتت إدانته بعدة جرائم من بينها “القتل والتعذيب” التي ارتكبت في دارفور بين عامي 2003 و2004.وقالت رئيسة المحكمة القاضية جوانا كورنر في تلاوة الحكم إن “المحكمة على قناعة بأن المتهم مذنب بما لا يدع مجالا للشك في الجرائم المنسوبة إليه” مشيرة إلى أن الحكم جاء بإجماع القضاة الثلاثة وأن “المتهم شجع وأصدر تعليمات أدت إلى عمليات القتل والتدمير التي ارتكبها عناصر (الجنجويد).وأضافت القاضية كورنر أن “المتهم لم يكتف بإصدار الأوامر بل شارك شخصيا في الانتهاكات وكان حاضرا أثناء تنفيذ الإعدامات” موضحة أن المحكمة استمعت إلى شهادات حول “حوادث انتهاكات ومجازر ارتكبت بحق المدنيين”.وأوضحت المحكمة أن عبدالرحمن “قاد ميليشيا (الجنجويد) التي شنت حملة قتل وتدمير واسعة بين عامي 2003 و2004”.وأعلنت القاضية أن النطق بالعقوبة سيصدر في وقت لاحق مبينة أن عبدالرحمن يواجه “عقوبة السجن المؤبد كحد أقصى” وأن جلسات النطق بالحكم ستعقد بين 17 و21 نوفمبر المقبل يليها القرار النهائي “في الوقت المناسب”.وقال الادعاء العام للمحكمة إن “الضحايا في هذه القضية لم يكونوا من المتمردين بل من المدنيين الذين تعرضوا للاستهداف والمعاناة وفقدوا حياتهم وتركوا بعلامات جسدية ونفسية لا تمحى”.أما المتهم فقد أنكر أمام المحكمة جميع التهم الموجهة إليه قائلا “لست علي كوشيب. لا أعرف هذه الشخصية” مؤكدا أن الاتهامات “لا علاقة لها بي” وأنه سلم نفسه للمحكمة في عام 2020 فقط لأنه كان “يائسا” ويخشى الاعتقال من السلطات السودانية آنذاك.ويعود النزاع في دارفور إلى عام 2003 عندما حمل متمردون السلاح ضد حكومة الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير متهمين إياها بالتمييز العرقي وردت الحكومة حينها بنشر ميليشيا (الجنجويد).وبحسب الأمم المتحدة أسفر النزاع عن مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح أكثر من 5ر2 مليون آخرين قبل أن ينتهي رسميا عام 2020.ويأتي هذا الحكم بينما يشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعا دمويا بين الجيش وقوات الدعم السريع المنبثقة عن ميليشيا (الجنجويد) السابقة ما أسفر عن مقتل مالا يقل عن 40 ألف شخص وتشريد نحو 12 مليونا آخرين فيما يواجه أكثر من 24 مليون سوداني انعداما حادا في الأمن الغذائي وفقا لبرنامج الأغذية العالمي. (النهاية)أ ر ن / م م ج