دبي في 25 أكتوبر/ وام / يشكل دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة أحد أبرز التحولات النوعية التي يشهدها القطاع الرياضي العالمي.
وسيساهم التوسع في استخدام التقنيات الذكية بمجالات الإدارة والتدريب والاستثمار وتنظيم البطولات في رفع كفاءة الأداء وتحسين بيئة العمل الرياضي على مختلف المستويات.
وبات الذكاء الاصطناعي اليوم جزءاً محورياً من صناعة الرياضة، بعد أن تجاوز دوره الجانب التحليلي ليصبح أداة للتخطيط واتخاذ القرار والتنبؤ وتحليل الأداء، إلى جانب دوره في تطوير التجارب الجماهيرية وتحسين الإدارة التشغيلية للمؤسسات الرياضية.
وتشير التقارير الدولية إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي الرياضي مرشح للارتفاع من نحو 2.4 مليار دولار في عام 2024 إلى أكثر من 3 مليارات دولار في عام 2025، مع توقعات بتجاوز 30 مليار دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي يفوق 30%.
وتشمل أبرز المجالات التي أحدث فيها الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية مجالات تحليل الأداء، والتنبؤ بالإصابات، وإدارة الحمل التدريبي والتعافي، والتكتيك أثناء المنافسات، إضافة إلى تطوير تجربة الجماهير وتقديم محتوى متخصص يعتمد على البيانات الفورية.
وفي الإمارات، تسير المؤسسات الرياضية بخطى متسارعة لتطويع الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الرياضي، ترجمةً لإستراتيجيتها الوطنية في التحول الرقمي.
وأطلقت وزارة الرياضة منصة “سبورتيفاي” التي تمثل منظومة رقمية متكاملة لدعم الاتحادات والأندية والرياضيين بأدوات الذكاء الاصطناعي والتحليلات الذكية، بما يعزز الكفاءة التشغيلية ويواكب أهداف الدولة في الابتكار الرياضي وهو ما يمثل نقلة نوعية في المشهد الرياضي الإماراتي.
كما شهدت الساحة الرياضية الإماراتية عدة مبادرات نوعية، منها شراكة فريق الإمارات «القابضة – ADQ للدراجات الهوائية” مع شركة “أنالوج” لتزويد الفريق بمنصات تحليل الأداء وإدارة الإستراتيجيات، بما يسهم في رفع جاهزية الرياضيين وتحسين عمليات اتخاذ القرار.
وفي قطاع رياضة السيارات، تعمل شركة “جي 42” الإماراتية على إدخال حلول الذكاء الاصطناعي في سباقات الفورمولا 1 بالتعاون مع فرق عالمية، بهدف تعزيز الأداء وتحليل البيانات بشكل فوري، فيما تتجه اللجنة البارالمبية الدولية بالتعاون مع جهات إماراتية إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في التصنيف الطبي لرياضات أصحاب الهمم لضمان العدالة وتطوير الأدوات المستخدمة في المنافسات.
ويؤكد خبراء أن الإمارات تمتلك بنية رقمية متقدمة تؤهلها كي تكون نموذجاً رائداً في التحول الذكي الرياضي، من خلال إدماج الذكاء الاصطناعي في مجال التدريب، واكتشاف المواهب، والتحكيم، وإدارة البطولات، إلى جانب التوجه لإطلاق منصات بحثية ومختبرات ابتكار تسهم في صياغة مستقبل الرياضة الذكية في المنطقة.
وأكد ماجد العصيمي، رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية وعضو اللجنة البارالمبية الدولية، أن الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل رياضات أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن اللجنة البارالمبية الدولية تعمل على إدماج هذه التقنية في خططها وبرامجها التطويرية المقبلة.
وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستلعب دوراً محورياً في مجالات التصنيف الطبي وتطوير الأدوات الرياضية المستخدمة في المنافسات البارالمبية، بما يسهم في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المشاركين.
وأكد العصيمي أن دولة الإمارات، بما تحظى به من ثقة في اللجنة البارالمبية الدولية، مؤهلة لأن تكون مركزاً بحثياً ومنصة متقدمة لقيادة المبادرات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة البارالمبية.
من جانبها قالت نورة درويش، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في وزارة الرياضة ” إن توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الرياضي يمثل خطوة إستراتيجية نحو بناء منظومة رياضية أكثر كفاءة وابتكاراً”.
وقالت إن الوزارة تعمل على تسريع التحول الذكي من خلال مبادرات نوعية مثل منصة “سبورتيفاي” التي تمكّن الاتحادات والأندية والرياضيين من اتخاذ قرارات دقيقة مبنية على البيانات، وتعزز الحوكمة وتعمل على رفع الأداء، وتفتح آفاقاً جديدة لتوظيف التقنيات المتطورة في مجالات التدريب، واكتشاف المواهب، وتحليل الأداء، بما يرسخ مكانة الدولة مركزا عالميا للرياضة الذكية وصناعة المستقبل.
بدوره أكد الدكتور أحمد سعد الشريف، رئيس جمعية الرياضيين في دولة الإمارات، أن الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية حقيقية في عالم الرياضة، أسهمت في تغيير قواعد اللعبة على مستوى التدريب والإعداد والتحليل الفني.
وأوضح أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بات ركيزة أساسية في تطوير الأداء الرياضي، من خلال تحليل بيانات اللاعبين وتخصيص البرامج التدريبية والتغذوية، والتنبؤ بالإصابات قبل وقوعها، وتحليل أداء المنافسين بدقة عالية، مما يسهم في رفع كفاءة الرياضيين وتحقيق نتائج غير مسبوقة.
وأشار إلى أن الرياضة الحديثة لم تعد تعتمد فقط على الجهد البدني، بل أصبحت ميداناً لتكامل التكنولوجيا والعقل البشري، مؤكداً أن المستقبل سيشهد توسعاً أكبر في استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأداء، وتقليل الإصابات، وتمكين الرياضيين من الوصول إلى أقصى مستوياتهم.