الرئيس الأمريكي يشهد مراسم توقيع (اتفاق كوالالمبور للسلام) بين كمبوديا وتايلاند

الرئيس الأمريكي يشهد مراسم توقيع (اتفاق كوالالمبور للسلام) بين كمبوديا وتايلاندكوالالمبور – 26 – 10 (كونا) — شهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد مراسم توقيع (اتفاق كوالالمبور للسلام) بين رئيس وزراء كمبوديا هون مانيه ورئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول على هامش أعمال القمة ال47 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا.وقال الرئيس ترامب خلال مراسم التوقيع إن هذا اليوم “بالغ الأهمية” لشعوب جنوب شرق آسيا كافة حيث شهد إبرام “اتفاق تاريخي لإنهاء الصراع العسكري” بين البلدين اللذين خاضا نزاعا طويلا أوقع قتلى وتسبب في حركة نزوح واسعة.وأوضح أنه طلب من رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال اتصال هاتفي في يوليو الماضي استضافة المحادثات لجمع الطرفين مضيفا أن الولايات المتحدة “فخورة بأن تكون جزءا من هذا الإنجاز الإنساني والسياسي الكبير” وأن ماليزيا “كانت شريكا رائعا في صنع السلام”.وأشار إلى أن إيقاف إطلاق النار تم التوصل إليه في نهاية يوليو الماضي بعد محادثات مكثفة جرت في كوالالمبور مؤكدا أن “القائدين الكمبودي والتايلاندي أثبتا شجاعة استثنائية في اختيار طريق السلام بدلا من استمرار الحرب”.وأضاف ترامب أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح 18 أسير حرب كمبوديا ونشر مراقبين من دول (آسيان) بما في ذلك ماليزيا لضمان استمرار السلام في خطوة تأتي ضمن ما وصفها بأنها “واحدة من ثماني حروب أنهتها” إدارته خلال ثمانية أشهر.وبشأن الأوضاع في الشرق الأوسط قال ترامب إن “الوضع في غزة مختلف تماما لكنه أيضا من الملفات التي تتابعها واشنطن عن كثب” مؤكدا أن “السلام الحقيقي لا يقوم فقط على إيقاف القتال بل على بناء علاقات تعاون اقتصادية تضمن ألا تنزلق الدول مرة أخرى إلى الصراعات”.وشدد ترامب على أن “الازدهار هو الحصن الأكيد ضد الحروب غير الضرورية” لافتا إلى أن بلاده وقعت أيضا اتفاقا تجاريا كبيرا مع كمبوديا واتفاقا حول المعادن الحرجة مع تايلاند بهدف مواصلة العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية مع البلدين طالما التزما بالسلام والاستقرار.واعتبر ترامب أن (اتفاق كوالالمبور للسلام) يشكل نموذجا جديدا للدبلوماسية الأمريكية التي تدمج بين الأمن والتنمية الاقتصادية مؤكدا أن التجربة “تبرهن على فعالية القيادة الإقليمية لماليزيا ودور (آسيان) في إدارة النزاعات”.من جانبه أكد رئيس وزراء كمبوديا أن توقيع الاتفاق يمثل “لحظة تاريخية عميقة ومهمة تؤكد أن السلام ممكن دائما حين تتحلى الدول بالشجاعة والحكمة للسعي إليه معا” معربا في الوقت ذاته عن امتنانه العميق للرئيس ترامب على قيادته “الحاسمة” والتزامه “الثابت” بدعم السلام الدائم بين البلدين.وأوضح مانيه أن دعم رابطة (آسيان) وماليزيا والصين وعدد من الشركاء الآخرين “كان عاملا رئيسيا في نجاح إيقاف إطلاق النار منذ بدايته” مؤكدا أن المبادئ التي يقوم عليها الإعلان المشترك مثل الالتزام بحل النزاعات عبر الوسائل السلمية ووفقا للمعاهدات الدولية والقانون الدولي “هي ذاتها المبادئ التي تعتز بها كمبوديا”.ولفت إلى أن قائدي الجيشين في كمبوديا وتايلاند ناقشا بالفعل إمكانية تنفيذ عملية انسحاب جزئي في المرحلة الأولى من الأسلحة الثقيلة باعتباره دليلا على استعدادهما لبدء تنفيذ الإعلان المشترك معربا عن أمله في الإفراج العاجل عن الجنود الكمبوديين ال18 لأسباب إنسانية وفقا لما تم الاتفاق عليه.بدوره قال رئيس الوزراء التايلاندي إن توقيع الاتفاق يمثل “فصلا جديدا في تاريخ العلاقات” مع كمبوديا مشيرا إلى أن الإعلان المشترك يعد “خطوة ملموسة نحو سلام دائم يعيد الثقة والاستقرار إلى مجتمعاتنا الحدودية”.وأعرب تشارنفيراكول عن خالص تقديره للرئيس ترامب ورئيس الوزراء الماليزي على “تفانيهما الشخصي في تحقيق السلام” بين البلدين مضيفا أن البلدين “قطعا شوطا طويلا منذ التوصل إلى اتفاق إيقاف إطلاق النار في ماليزيا في 28 يوليو الماضي” وأن المناقشات التي تلت ذلك أدت إلى هذه النتيجة “المهمة”.وأكد التزام تايلاند بتسوية الخلافات عبر الوسائل السلمية مع الاحترام الكامل للسيادة والسلامة الإقليمية مشيرا إلى أن التنفيذ الكامل للاتفاق “سيشكل حجر الأساس لسلام دائم مع كمبوديا.وأضاف أن تايلاند ستبدأ عملية الإفراج عن الجنود الكمبوديين ال18 المحتجزين مؤكدا أن “المسؤولية تقع علينا للعمل بجدية وبنية صادقة لاستعادة سبل العيش وحماية رفاه مجتمعاتنا على طول حدودنا المشتركة”.وأعلن تشارنفيراكول أن بلاده والولايات المتحدة أصدرتا بيانا مشتركا حول الإطار العام لاتفاق بشأن التجارة المتبادلة والذي من شأنه أن يسهل المفاوضات حول الرسوم الجمركية تمهيدا لإبرامه قبل نهاية العام إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومتين حول التعاون في مجال المعادن الحيوية بما يعزز سلاسل الإمداد المرنة والمستدامة لسنوات قادمة.من جهته أعرب رئيس الوزراء الماليزي عن بالغ تقديره للرئيس ترامب على “دوره القيادي” في التوصل إلى (اتفاق كوالالمبور للسلام) بين كمبوديا وتايلاند قائلا إن المكالمة الهاتفية الأولى التي تلقاها من الرئيس الأمريكي في يوليو الماضي شكلت “نقطة تحول في مسار المحادثات”.وجدد إبراهيم تأكيده على موقف (آسيان) الراسخ في أن تكون المنطقة “مجالا للسلام والازدهار” داعيا إلى معالجة قضايا عدة ومواصلة التركيز على تحقيق “سلام شامل يحتاجه العالم بأسره”.ويأتي (اتفاق كوالالمبور للسلام) الذي ينص على إيقاف شامل لإطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة والإفراج عن الأسرى ونشر مراقبين من (آسيان) لضمان الالتزام الكامل تتويجا لجهود دبلوماسية مكثفة بدأت منذ يوليو الماضي برعاية ماليزية وأمريكية وصينية عقب اندلاع اشتباكات حدودية بين تايلاند وكمبوديا أسفرت عن سقوط قتلى ونزوح آلاف المدنيين.وتم توقيع الاتفاق على هامش أعمال القمة ال47 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والقمم ذات الصلة التي انطلقت اليوم وتستمر أعمالها حتى 28 أكتوبر الحالي بمشاركة قادة الدول الأعضاء وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين لبحث ملفات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستقرار الإقليمي. (النهاية)ع ا ب / ف ل ا