
الرئيس التركي يعد بتسهيل إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاحأنقرة – 12 – 7 (كونا) — تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت بتسهيل عملية تسليم حزب العمال الكردستاني سلاحه سريعا وذلك غداة بدء التنظيم المصنف إرهابيا وانفصاليا عملية نزع سلاحه.وفي كلمة ألقاها في أنقرة أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم قال أردوغان “سنسهل إتمام العملية بسرعة دون إيذاء مشاعر أحد بما يتماشى مع حساسية المرحلة وسنتابع بدقة عملية تسليم السلاح”.وأضاف أنه سيجري إنشاء لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني المعروف اختصارا بالـ “بي كي كي”.واعتبر أن تركيا بتلك الخطوة “قد انتصرت” وتابع “انتصر الأتراك والأكراد والعرب وكل فرد من مواطنينا البالغ عددهم 86 مليون نسمة” مشددا على أن وجود الأتراك والأكراد والعرب مرتبط بتضامنهم ووحدتهم.وأكد أن تركيا ستصبح أقوى وأكثر ثقة بنفسها من ذي قبل مع انتهاء الإرهاب لافتا إلى أن هجمات البي كي كي منذ عام 1984 راح ضحيتها 10 آلاف جندي و50 ألف شخص.كما شدد على أن الدولة التركية لم ولن تنخرط في أي عمل لا يخدم مصلحة البلاد وأن الحكومة سينصب اهتمامها منذ الآن على حشد الموارد لا لمكافحة الإرهاب بل من أجل التنمية والرخاء.وتابع “اتخذنا خطوات تاريخية لتعزيز مبادئ التعايش والإخاء وبينما كنا ننفذ إصلاحات شكلت ثورة صامتة على الصعيد المحلي فيما يتصل بالديمقراطية وحقوق الإنسان وقمنا بنشاط دبلوماسي مكثف في الخارج”.واستطرد “خلال السنوات الأخيرة نجحنا في تدمير القدرات العملياتية للتنظيم الإرهابي بشكل كامل ومنعنا الأعمال الإرهابية من استهداف المسؤولين أو المدنيين.وأشار إلى أن “العمليات التركية” في العراق بالإضافة إلى الإطاحة بالنظام السابق في سوريا “عززت موقفنا في مكافحة الإرهاب”.وفي هذا الجانب شدد أردوغان على أن القضية “لا تتعلق بمواطنينا الأكراد فحسب بل تمتد إلى أشقائنا الأكراد في العراق وسوريا..ونناقش معهم هذه المرحلة” وتعهد بمواصلة العمل مع الحكومة السورية والشركاء الدوليين من أجل طي “صفحة الإرهاب” على حد تعبيره.كان حزب العمال الكردستاني قد أعلن أمس أن عددا من مقاتليه منهم قياديين سلموا أسلحتهم وأحرقوها في محافظة السليمانية شمالي العراق كبادرة حسن نية وتلبية لدعوة مؤسسه عبد الله اوجلان تمهيدا لعملية السلام في تركيا.كما أعلنت “مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي” وهي أول فصيل من حزب العمال الكردستاني يلقي سلاحه أنها أتلفت أسلحتها بـ “إرادتها الحرة”.وحضر المراسم التي أقيمت في كردستان العراق نحو 80 شخصية سياسية وثقافية وأكاديمية من تركيا وأوروبا وأمريكا كما تمت دعوة جميع الأطراف السياسية في إقليم كردستان.وتتم عملية إلقاء السلاح على مراحل حيث ستقوم مجموعة من أعضاء الحزب بإلقاء أسلحتهم “رمزيا” في البداية على أن تكتمل عملية نزع السلاح بشكل كامل خلال بضعة أشهر مع توقعات بانتهائها بحلول سبتمبر المقبل.وتشرف على العملية لجنة تضم ممثلين عن الاستخبارات والجيش التركيين وبالتنسيق مع حكومتي بغداد وأربيل كما شارك في المراسم أعضاء من اللجنة التنفيذية والمركزية للحزب وأحزاب كوردية ويسارية أخرى.وكانت الحكومة التركية قد اتخذت في الأول من اكتوبر من العام الماضي خطوة نحو عملية التسوية تعرف من قبل انقرة باسم “تركيا بلا إرهاب” ومن قبل حزب (دام بارتي) باسم “حل القضية الكردية”.وأعلن حزب العمال الكردستاني في مايو الماضي حل نفسه وإنهاء أكثر من أربعة عقود مما وصفه بـ “الكفاح المسلح” ضد الدولة التركية بناء على دعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان – الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا – في فبراير الماضي أنصاره إلى إلقاء السلاح وإنهاء النزاع المسلح. (النهاية)ا ع س / ه س ص