
الرئيس السوري: بلادنا تعيد بناء نفسها لتأسيس دولة جديدة تكفل حقوق الجميعنيويورك – 24 – 9 (كونا) — قال الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء إن بلاده اليوم “تعيد بناء نفسها” من خلال التأسيس لدولة جديدة تكفل حقوق الجميع من دون استثناء لافتا إلى أن سوريا “بلد صاحب حضارة وثقافة تاريخية”.وأضاف الرئيس السوري في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده “يليق بها أن تكون دولة القانون الذي يحمي الجميع ويصون الحقوق ويضمن الحريات وتزدهر في ظله الحياة وتطوى فيه صفحة الماضي البائس لنعيد مجد سوريا وعزتها وكرامتها”.واتهم الشرع النظام السابق بأنه “قتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجر نحو 14 مليون إنسان وهدم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها واستهدف الشعب بالأسلحة الكيماوية بما يزيد عن مئتي هجوم موثق”.وأوضح أن النظام السابق فعل كل هذا “ليسكت صوت الحق” ولم يرض بالحلول السياسية الأمر الذي جعل “الشعب ينظم صفوفه ويستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف ومواجهة أسقطت منظومة إجرام استمرت 60 عاما مع كل داعميها”.وتابع الشرع “لقد انتصرنا في المعركة للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسرا وانتصرنا لمستقبل أبنائنا وتحولت سوريا بهذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار في سوريا والمنطقة بأسرها”.ولفت إلى أن الإنجاز السوري الفريد والتكاتف الشعبي “دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية سعيا لمشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد”.ورأى الشرع أن الشعب السوري “كان يملك من الوعي ما يمنعه من استمرار حصول الكوارث والعودة بسوريا إلى مربعها الأول” متعهدا بتقديم “كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء” إلى العدالة.وتطرق الرئيس السوري إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة وسياسات الاحتلال الذي “يعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا وشعبها في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية ما يعرض المنطقة إلى الدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي”.وشدد على أن سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة وتتعهد بالتزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها في مواجهة هذه المخاطر واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.ولفت أيضا إلى أن بلاده وضعت منذ لحظة سقوط النظام السابق سياسة واضحة الأهداف تقوم على ركائز الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية.كما أكد أن سوريا ماضية في انتخابات ممثلي الشعب بالمجلس التشريعي وأعادت هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع التشكيلات السابقة تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة وتوجهت لرفع معظم العقوبات تدريجيا عن سوريا.وطالب الشرع في هذا الصدد برفع العقوبات بشكل كامل “حتى لا تكون أداة تكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد”.وفيما يتعلق بالوضع في غزة قال الرئيس السوري “إننا ندعم أهل غزة وأطفالها ونساءها وباقي الشعوب التي تتعرض للانتهاك والاعتداء وندعو لإيقاف الحرب فورا”.وختم الرئيس السوري كلمته بالقول إن الحكاية السورية “لم تنته بعد فهي مستمرة في بناء فصل جديد من فصولها عنوانه السلام والازدهار والتنمية”. (النهاية)ع س ت / ر ج