
الرئيس اللبناني: المستهدف في العدوان على الدوحة “مفهوم الوساطة ومبدأ الحلول بالحوار”الدوحة – 15 – 9 (كونا) — أكد الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون اليوم الاثنين أن المستهدف في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطر هما “مفهوم الوساطة ومبدأ الحلول بالحوار”.جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس عون في انطلاق أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تنعقد في الدوحة بمشاركة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله وعدد من الزعماء والقادة.وقال الرئيس عون إن الاعتداء على الدوحة لم يكن هدفه “محاولة اغتيال مفاوضين بل تصفية فكرة التفاوضِ نفسها ولذلك اختاروا دولة قطر الشقيقة موقعا للاعتداء لأنها ليست مجرد قطر بل قاطرة حوار ولقاء وسلام وهذه هي القيم التي قصد العدوان اغتيالها وتصفيتها”.وأضاف “أننا نعرف جميعا أن نذرا من ذلك السلوك نعيشها كل يوم بضرب الأطفال الجياعِ في غزة وقصف المدنيين العزل في سوريا واستهداف الأبرياء في لبنان لكن الرسالة عبر الاعتداء على قطر كانت أكثر وضوحا وسفورا”.وأشار إلى أن “الصورة بعد عدوان الدوحة باتت واضحة جلية” مضيفا أن “التحدي المطلوب ردا عليها يجب أن يكون بالوضوح نفسه”.ودعا الرئيس اللبناني في هذا الإطار إلى الذهاب “بموقف موحد” إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري مع طرح سؤال بشأن مدى رغبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي في إحلال “سلام دائم عادل” في المنطقة.وتابع عون “إذا كان الجواب نعم فنحن جاهزون وفقا لمبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في قمة بيروت عام 2002 وتبنتها جامعتنا العربية بالإجماع” مؤكدا أن هذه المبادرة “تلقى تأييدا دوليا واسعا بدأ يترجم من خلال اعتراف دول عديدة بدولة فلسطين”.وأوضح أن خير دليل على ذلك هو الإعلان الذي صدر منذ أيام عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة تحت مسمى “إعلان نيويورك” وذلك نتيجة جهد دؤوب من المملكة العربية السعودية وفرنسا والذي يحدد خطوات “ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين”.بدوره أكد الرئيس السوري أحمد الشرع تضامن بلاده مع قطر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الغادر على الدوحة.وقال الرئيس الشرع “إننا نقف مع دولة قطر ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم” مضيفا أنه “من نوادر التاريخ أن يقتل المفاوض ومن سابقة الأفعال أن يستهدف الوسيط”.وأضاف أن الاعتداء على قطر جاء في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة وسوريا.أما رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي فدعا في كلمته أمام القمة إلى تبني مقاربة عربية وإسلامية شاملة للعمل المشترك وتدابير جماعية لكبح سياسات التوسع الإسرائيلية وأوهام الهيمنة الإقليمية.وأكد العليمي أن استمرار الإبادة الجماعية في غزة دون أي محاسبة ومواصلة الاعتداءات على دول المنطقة دون رادع قاد بالمحصلة إلى تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة دولة قطر.وأشار إلى هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مقدرات الشعب اليمني واستهداف الأصول المدنية “ردا على الهجمات العبثية العابرة للحدود التي تشنها الميليشيات الحوثية الإرهابية” والتي أدت إلى “عسكرة البحر الأحمر وتحويل اليمن الى ساحة حرب بالوكالة عن داعميها”.وقال العليمي إن “ما نواجهه اليوم من تحديات جيوسياسية يثبت أن الدول الإقليمية التوسعية في المنطقة والجماعات الإرهابية المسلحة وجهان لعملة واحدة” موضحا أن “كلاهما يوفر الذرائع لتمدد الآخر وكلاهما يسعي إلى تقويض الدولة الوطنية وتأجيج الصراع الإقليمي”.واعتبر أن ضمان السيادة الوطنية للدول المستقرة وتسريع الخطى نحو دولة فلسطينية مستقلة يقتضي بالضرورة تحركا جماعيا لمساعدة الدول الهشة.وجدد العليمي في هذا السياق الشكر لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة الذي “كان مثالا للتضامن العربي في ردع التهديدات الأجنبية”.ونوه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بنجاحات الدبلوماسية العربية بقيادة المملكة العربية السعودية في إنجاز تحول سياسي مهم نحو الاعتراف الدولي بفلسطين مجددا على هذا الصعيد ترحيب الجمهورية اليمنية بالقرار التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم لحل الدولتين.كما جدد تأكيد دعم اليمن الكامل لجهود الوساطة القطرية المصرية الأمريكية والمبادرة العربية لإعادة إعمار غزة.من جانبه قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في كلمته أمام القمة إن العدوان الإسرائيلي على الدوحة “ليس عارضا أو واقعة عابرة” بل “حلقة تندرج في سلسلة من السياسات العدوانية التي دأب الاحتلال على انتهاجها”.وشدد ولد الشيخ الغزواني على ضرورة الانتقال إلى موقف “موحد متماسك وفعل جماعي” في مواجهة اعتداءات الاحتلال.من جهته أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في كلمته أمام القمة وقوف بلاده “بثبات” مع قطر في الدفاع عن أمنها وسيادتها في أعقاب اعتداء الاحتلال الإسرائيلي.ودعا مجلس الأمن إلى الوفاء بالتزاماته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية. (النهاية)س س س / م ع ع