الرياضة الدامجة تعزز المساواة للأشخاص ذوي الإعاقة.. إضافة ثالثة وأخيرة

التربية: نعمل على دمج ذوي الإعاقة بلا إبطاء

ويبلغ عدد الطلبة من ذوي الإعاقة على المقاعد المدرسية ما يزيد على 25 ألف طالب وطالبة، بحسب مدير مديرية برامج الطلبة ذوي الإعاقة في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد الرحامنة.

وفي هذا يقول مدير إدارة النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم، الدكتور عبد السلام الشناق، إن الوزارة تعمل على دمج الطلبة ذوي الإعاقة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والكشفية والإرشادية، مؤكدا ضرورة توفير متطلباتهم من أجهزة وأدوات وغيرها لتحقيق الدمج، وبما يعزز ثقة الطلبة ذوي الإعاقة بأنفسهم، فضلا عن إشراكهم بالبطولات والمسابقات على مستوى المدرسة والمديرية والوزارة.

ويلفت الشناق إلى المشاركة في الفعاليات العربية والدولية الخاصة بإدماج الطلبة من ذوي الإعاقة في الفعاليات والأنشطة الكشفية/ الإرشادية، وبطولات مدارس الصم بألعاب خماسي كرة القدم وكرة الطاولة والريشة الطائرة وألعاب القوى للطلاب والطالبات، مشيرا إلى أنه ضمن جائزة الملك عبدالله للياقة البدنية سيطبق خلال هذا العام مشروع الرياضة من أجل التنمية (تطبيق مبدأ شمول الطلبة من ذوي الإعاقة).

ويبين أنه يتم إشراك ذوي الإعاقة بالرحلات والزيارات المدرسية مثل أقرانهم من غير ذوي الإعاقة بالغرفة الصفية، ويتم توفير التسهيلات لهم وبما يراعي حالتهم الخاصة، موضحا أن المعلمين والمعلمات مؤهلون للتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ويوجد متخصصون مؤهلون بلغة الإشارة للصم كما توجد مدارس ريادية دامجة ومجهزة لاستقبال الطلبة ذوي الإعاقة بكودات تراعي متطلبات كل نوع من أنواع الإعاقة.

الحدائق العامة وسيلة للترفيه وممارسة الرياضة

ودوّنت معدّة التحقيق عددا من الملاحظات لحدائق زارتها بغية معرفة مدى ملاءمتها لذوي الإعاقة، حيث تنص الفقرة (أ) من المادة 33 من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017 “لا يجوز مصادقة أو إجازة المخططات والتصاميم أو منح الترخيص وإذن الإشغال للمباني العامة أو الخاصة أو دور العبادة أو المواقع السياحية وغيرها من المنشآت والمرافق التي تقدم خدمات الجمهور، ما لم تكن مطابقة لإمكانية الوصول”.

وفي هذا تشير المستشارة في إمكانية الوصول ميسون الحمارشة إلى أهمية تهيئة الحدائق العامة للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والأمهات والأطفال، بيد أن كثيرا من الحدائق ليست مثالية لتلبية حاجات الأشخاص ذوي الإعاقة، كعدم وجود مرافق صحية وألعاب مهيأة لهم.

لكنها أكدت أن الحدائق المستحدثة يتم التركيز حين تصميمها على مراعاة احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية فقط، داعية إلى الرجوع لكودة البناء الخاصة بمتطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة كافة بما فيها البصرية عند تصميم الحدائق.

الناطق الإعلامي في أمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة يشير إلى أنه تم تهيئة نحو 14 حديقة عامة لدمج وإشراك الأشخاص من ذوي الإعاقة، من أصل 143 حديقة، فيما العمل جار على تهيئة باقي الحدائق.

وتنفذ وحدة ذوي الإعاقات بالأمانة العديد من البرامج والأنشطة الترفيهية والتوعوية والتدريبية للأشخاص من ذوي الإعاقة في الحدائق والمراكز التابعة للأمانة تتمثل بالاحتفالات والأنشطة الترفيهية وألعاب المسابقات والفعاليات الرياضة والدورات والمحاضرات التدريبية والتوعوية، وفقا للرحامنة.

ويوضح أن الهدف من تأهيل الحدائق هو جعلها بيئة مهيأة للأطفال والأشخاص بجميع اختلافاتهم لإيماننا بتميز كل الأطفال، ويتم تركيب لعبة للأطفال ذوي الإعاقة في الحدائق العامة إلى جانب باقي الألعاب في الحديقة لتحقيق هدف الدمج للأطفال ذوي الإعاقة.

ويؤكد الرحامنة أنه يتم تصميم الحدائق العامة بحيث تكون مهيأة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال الالتزام ببعض الشروط مثل تواجد فرق في المنسوب واستخدام المنحدرات، وأن تكون مواقف السيارات قريبة من المداخل، وأن لا تتسبب الممرات بالانزلاق وفصلها عن المناطق المزروعة باستعمال حواف حجرية أو خرسانية.

أستاذ التربية الخاصة في قسم الإرشاد والتربية الخاصة في كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور إبراهيم الزريقات، يشير إلى أن الرياضة والأنشطة الترفيهية لذوي الإعاقة أداة قوية للتغيير الإيجابي، كما أنها فرصة لجميع الناس ليس فقط للصحة النفسية، وإنما للجسدية والذهنية.

ويقول، إن الأنشطة الرياضية والترفيهية تساعد على إيجاد بيئة اجتماعية إيجابية وشاملة حيث يمكن بواسطتها تعزيز المهارات الاجتماعية والحياتية الحيوية وتقويتها وتعزيز الثقة وتجاوز الحواجز الاجتماعية واللغوية والثقافية لقدرتها على جذب الأشخاص من خلفيات مختلفة معًا، مشيرا إلى أن عدم ممارسة هذه الأنشطة يحرم ذوي الإعاقة من فرص التفاعل الاجتماعي والتواصل والإدماج بالمجتمع، ويعرضهم لمشكلات تحول دون تحقيق مستوى أمثل من الصحة النفسية.

نسبة تأهيل ذوي الإعاقة لا تتجاوز 5 بالمئة عالميا

ويقول استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور عبدالله أبو عدس، إن منظمة الصحة العالمية وجدت أن نسبة التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة لا تتجاوز 5 بالمئة بأفضل حالاتها، وهناك نقص شديد جدا في المرافق والخدمات والمستلزمات التي تمكن ذوي الإعاقة من ممارسة دمجهم الأمثل في المجتمع، مؤكدا أن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى الصحة النفسية المستقرة، باعتبارها جزءا من الصحة العامة التي تشمل الصحة البدنية وكذلك الصحة المجتمعية.

ويلفت ابو عدس إلى حقه ذوي الإعاقة بالترفيه وممارسة الرياضة وتوفيرها لهم يحقق مبدأ المساواة، ويذكي الوعي الجمعي بحقوقهم، ويعزز من صحتهم النفسية، ويرفع من ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم أفرادا منتجين.

ويشير إلى أن إعادة دمج وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة تكون عن طريق إشراكهم بالنشاطات الاجتماعية والرياضية والترفيهية، تساعد على تحسين المهارات الفكرية والمعرفية والوجدانية والمسلكية، وتعزّز المُثل العليا للسلام، والإخاء والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد والعالم بأسره.

دعوات لتعزيز التغطية الإعلامية

وفي دراسة لمعدّة التقرير عن الأخبار الرياضية المنشورة في صحيفتين أردنيتين في النصف الأول من العام الحالي، تبين أن هناك 3064 خبرا رياضيا منها 28 لذوي الإعاقة، وبنسبة تقارب 1 بالمئة، فيما تبين عند تحليل مضمونها الإخباري أنها تركّز على الإنجازات، ولا توجد أنماط صحفية أخرى كتقارير معمّقة وتحقيقات صحفية أو مقالات تبرز قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الرياضي، ودمجهم مع الآخرين في الأنشطة الرياضية المختلفة.

وبالرغم من وجود المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالرياضة، إلا أن القليل منها يعرض أو يناقش القضايا الخاصة بالرياضيين من ذوي الإعاقة، والقليل منها يقوم بعملية التحديث الفوري للأخبار والمنشورات، فضلا عن ضعف وجود ترجمة للغة الإشارة في الكثير من النشرات الإخبارية الرياضية المتلفزة.

أستاذ الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الدكتور كامل خورشيد يدعو بقوة إلى تعزيز الدراسات الخاصة بالإعلام الرياضي لذوي الإعاقة من خلال المسح الميداني، وإعداد دراسات أولية أو مقالات أو تحقيقات صحفية لتشخيص المشاكل البحثية التي بحاجة إلى حلول، واقتراح دراسات متقدمة ودراسات علمية ومنهجية مختصة بحقوق ذوي الإعاقة، مبينا أن التغطية الإعلامية للقضايا والنشاطات الرياضية لذوي الإعاقة ليست بالمستوى المطلوب.

ويوضح أمين صندوق الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي الزميل الصحفي المتخصص في الشأن الرياضي خالد خطاطبة أن التغطية الإعلامية لا ترتقي إلى الإنجازات التي يحققها ذوو الإعاقة لأسباب عديدة منها غياب الدوائر الإعلامية في الاتحادات، فاللجنة البارالمية هي التي تعد الخبر، وترسله إلى الصحف والمواقع الإخبارية.

ويضيف، إن هذه الأخبار تكون بالعادة موجزة ومقتضبة وغير موسّعة، في حين تتطلب التغطية الإعلامية لرياضات الأشخاص ذوي الإعاقة التركيز على الإنجازات بشكل واضح.

وكاتحاد يعنى بالإعلام الرياضي، “نحاول جاهدين حث وسائل الإعلام المحلية الرياضية لإعطاء مساحة أكبر للتغطية الإخبارية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة على قدم المساواة مع أخبار الأشخاص من غير ذوي الإعاقة وبحيث يكون الصحفي ملمّا ومتمكنا من المصطلحات الخاصة بالألعاب الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة”، وفقا للخطاطبة.

ويوضح أنه بالرغم من التطورات الأخيرة في هذا الجانب، بيد أنه بحاجة إلى تعزيز أكبر في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الاتحاد يعكف على تنظيم دورات متخصصة تعنى بالتغطية الإخبارية ذات الصبغة الحقوقية لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، والتركيز على الفنون الصحفية المختلفة بما فيها القصص الإخبارية والتحقيقات الصحفية والتقارير الإخبارية.

ويؤكّد أن أخبار رياضات الأشخاص ذوي الإعاقة في عدد من وسائل الإعلام مغيّبة وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي؛ نظرا لغياب التفاعل الجماهيري، مقارنة بالأخبار الرياضية الخاصة بفرق كرة القدم التي تستحوذ على الاهتمام الأكبر تليها كرة السلّة وكرة اليد.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة أطلقت في اليوم العالمي للرياضة، الذي يصادف في السادس من نيسان كل عام، شعارا لهذا العام بعنوان (دور الرياضة في تأمين مستقبل مستدام وسلمي للجميع) إيمانا منها بأن للرياضة القدرة على تغيير العالم، فهي حق أصيل وأداة قوية لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة والسلام والتضامن، والاحترام، والتنمية الفردية والمساواة بين الجنسين، مثلما لها أهمية كبرى في مواجهة تحديات عميقة منها العنف والتمييز.

–(بترا)

ب ن/اح
14/11/2022 17:08:55