السياحة الكويتية.. نحو رؤية جديدة بآفاق أوسع وشراكات استراتيجية إقليميا ودولياالكويت – وتؤكد المنظمة أن الكويت تمتلك الإمكانات الكاملة لتصبح وجهة سياحية عالمية مما يعزز آمال البلاد في تحقيق تنمية سياحية مستدامة وتعزيز مكانتها على الخارطة السياحية العالمية.وأشاد الأمين العام للمنظمة الجورجي زوراب بولوليكاشفيلي خلال لقاء أجرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) معه مؤخرا بالمبادرة التي اتخذتها الكويت للترويج للسياحة وتطوير القطاع من خلال استراتيجية رؤية (كويت جديدة 2035) التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل.وذكر بولوليكاشفيلي أن الكويت تتمتع بإمكانات كبيرة وأن فعاليات ومهرجانات ثقافية أحيتها الكويت أثبتت أنها وسيلة رائعة للتقريب بين المجتمعات المحلية والزوار وتعزيز الشعور بالوحدة والتفاهم والوئام.كما شدد على أن دولة الكويت تتمتع بفضل مزيج من الثقافة الغنية والتاريخ العريق والبنية السياحية بالقدرة على أن تصبح وجهة جذابة للزوار من مختلف أنحاء العالم منوها باستثمارات الكويت في المشاريع السياحية والتركيز على سياحة الأعمال والسياحة الصحية وتطوير المرافق السياحية.وتعنى الكويت بشكل متسارع بتنمية بنيتها التحتية وتوفير شبكات نقل برية وبحرية وجوية متطورة بموجب برنامج تشييد بنية تحتية متماسكة الذي أفردت له خطة التنمية 2024 / 2025 ست سياسات قيد التنفيذ حاليا.كما كثفت الجهات المعنية تحركاتها لإنجاز حزمة من المشاريع التنموية الحيوية التي تشمل تطوير المناطق الساحلية وجزيرة فيلكا وميناء مبارك الكبير والمنطقة الاقتصادية الشمالية ومشروع مسار السكة الحديد في دولة الكويت.وتستهدف استراتيجية شركة المشروعات السياحية تنفيذ مشاريع سياحية وترفيهية تسهم في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل للكويتيين وتعزيز بناء اقتصاد وطني مزدهر.وتشمل قائمة المشاريع الترفيهية مشروع استراحة جنوب النويصيب جنوب البلاد ومشروع حديقة جنوب الصباحية ومشروع منتزه المنقف (هيلتون سابقا) المتوقع افتتاحه العام 2026 علاوة عن مشروع شاطئ المسيلة ومشروع تطوير الواجهة البحرية الذي شهد العام الماضي تنفيذ أعمال مرحلته الأولى.وتخطط الشركة للانتهاء من مشروع شاطئ العقيلة الذي يمتد على مساحة 57 ألف متر مربع ويهدف إلى تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والرياضية والمائية خلال العام 2026 بينما من المتوقع الانتهاء من مواقع مطاعم برج الحمام وقرية الضيافة سابقا بنهاية العام الحالي إضافة إلى مشروع تطوير نادي اليخوت ومجمع الأحواض.وكانت الشركة قد انتهت من دراسة الجدوى لمشروع منتزه الخيران الذي يمتد على مساحة 800 ألف متر مربع ويشمل مكونات عديدة منها فندقان بسعة إجمالية تبلغ 300 غرفة و200 شاليه مجهزين بأعلى المعايير العالمية.ومثلت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 26) التي استضافتها الكويت خلال الفترة بين 21 ديسمبر 2024 والرابع من يناير الجاري انطلاقة واعدة في توظيف الفعاليات السياحية لإنعاش حركة الاقتصاد المحلي إذ بلغت نسبة إشغال بعض الفنادق ما يقارب 100 في المئة وارتفع الإنفاق في قطاع المطاعم والمشروبات أكثر من 30 في المئة في ديسمبر 2024 مقارنة مع الفترة نفسها خلال العام 2023.وتعكف الجهات المعنية في الدولة على دراسة العديد من المبادرات الاقتصادية التي تهدف إلى تنشيط الحركة التجارية والسياحية في البلاد وإنشاء شراكات ناجحة بين القطاعين العام والخاص تعزز مكانة الكويت كوجهة اقتصادية وسياحية في المنطقة.وكان مجلس الوزراء قد شدد في اجتماع عقده يوليو الماضي على أهمية تعاون الجهات الحكومية المعنية للإسراع في إنجاز المشاريع الترفيهية والسياحية بعد اطلاع المجلس على عرض مرئي قدمته شركة المشروعات السياحية بشأن الموقف التنفيذي لمشاريع الشركة.تاريخيا شهد قطاع السياحة في الكويت انطلاقته الأولى في العام 1962 تأسيس شركة الفنادق الكويتية التي شكلت اللبنة الأساسية لهذا القطاع الواعد.وفي سبعينيات القرن الماضي تعزز الاهتمام بالسياحة بشكل ملحوظ مع إنشاء إدارة السياحة التابعة لوزارة الإرشاد والأنباء (وزارة الإعلام حاليا) حيث شهدت تلك الفترة إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى الترويج للسياحة واستقطاب الزوار من خلال تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والبطولات الدولية.وفي العام 1976 أضفت الكويت لمسة جديدة على قطاع السياحة بإطلاق شركة المشروعات السياحية كإحدى شركات التنظيم السياحي الرائدة في منطقة الخليج العربي حيث تولت مهمة تطوير وإدارة العديد من المرافق الترفيهية والسياحية في البلاد.وما بين العامين 2002 و2006 قام قطاع السياحة الذي ألحق بوزارة الإعلام ثم وزارة التجارة والصناعة بأدوار فاعلة في تشجيع وتنويع الأنشطة السياحية وإنشاء شراكات مع مختلف المؤسسات ذات الصلة بتنمية السياحة مع القطاعين الحكومي والخاص.وتتميز الكويت بتنوع كبير في معالمها السياحية التي تلبي مختلف الأذواق من عشاق التاريخ والثقافة إلى محبي التسوق والترفيه وحتى المهتمين بالطبيعة.وتتمثل أبرز هذه المعالم في سوق المباركية العريق الذي يعكس أصالة الكويت والمجمعات التجارية الحديثة وساحل الخليج العربي الذي يزخر بالعديد من المعالم البارزة مثل أبراج الكويت وسوق شرق.كما تشتهر الكويت بمسجدها الكبير الذي يعد أكبر مسجد في البلاد ومبانيها ومواقعها التاريخية مثل جزيرة فيلكا وقصر السيف والقصر الأحمر إضافة إلى محمياتها الطبيعية مثل محمية الشيخ صباح الأحمد الطبيعية ومحمية الشيخ جابر الأحمد البحرية. (النهاية)س ت ا ر