
الشارقة في 24 سبتمبر/ وام / اختتم اليوم أعمال الندوة العلمية المتخصصة التي نظمها المنتدى الإسلامي في الشارقة تحت عنوان “المساهمات الفكرية للمسلمين في الحضارة، وتطبيقاتها المعاصرة”، على مدار يومين في مقر المنتدى، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين من داخل الدولة وخارجها.
وأكدت الندوة في توصياتها الختامية أهمية تكامل الجهود لإحياء الدور الحضاري والمعرفي للمسلمين في العصر الحديث، مشددة على أن الاستفادة من الإرث الحضاري الإسلامي يجب أن تنطلق من ترسيخ مكانة الشارقة كمركز فاعل لحفظ ونشر هذا الإرث، بما يعزز الهوية الثقافية والعلمية، ويمهد لتجديد الخطاب العلمي والثقافي القائم على ربط الأصول الفكرية الإسلامية بالواقع المعاصر.
واعتبرت الندوة أن هذا التجديد لا يمكن أن ينجح دون تبني المنهج العلمي الذي تميّز به العلماء المسلمون، القائم على البحث والتجربة والموضوعية، وهو المنهج ذاته الذي يمكّن من إيجاد حلول علمية وأخلاقية للتحديات الراهنة، كما شددت التوصيات على أن هذا التوجه المتكامل يمثل أساسًا متينًا لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يشكّل التراث الفكري الإسلامي مصدر إلهام عملي لبناء مستقبل أكثر إشراقًا في مختلف المجالات، من خلال الربط بين العلوم والقيم، وتعزيز ثقافة الحوار، والاستثمار في التعليم والبحث العلمي كدعائم لأي نهضة حقيقية.
وأوضح الدكتور أحمد الكتبي، رئيس الإعلام في المنتدى الإسلامي، أن الندوة هدفت إلى إحياء الوعي بأهمية التراث الفكري الإسلامي كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني، وتقديم صورة متوازنة عن إسهامات المسلمين في بناء الحضارة مشيرا إلى سعي المنتدى المتواصل إلى تشجيع البحث العلمي في هذا المجال، وإبراز قدرة الفكر الإسلامي على تقديم حلول مبتكرة للقضايا المعاصرة، بما يعزز من مساهمته الفاعلة في التنمية المستدامة والنهضة الحضارية.