الصوم يعزز فرص الإقلاع عن التدخين

الدوحة في 29 مارس /قنا/ ينتهز العديد من الأشخاص المدخنين فرصة صيام شهر رمضان المبارك للإقلاع عن التدخين؛ إذ يمتنع المدخن بفضل الصوم عن تعاطي جميع منتجات التبغ بمختلف أشكاله لساعات طويلة، ما يعزز فرص الإقلاع عن التدخين نهائيا، في حال توفرت الإرادة الحقيقية للابتعاد عن 90 بالمئة من مسببات أمراض سرطان الرئة.

وفي الوقت الذي يعد فيه التدخين أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها عالميا؛ لكونه يؤدي إلى وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص بالغين في العالم بحسب منظمة الصحة العالمية، يسعى مركز مكافحة التدخين في مؤسسة حمد الطبية لاستغلال الشهر الفضيل في تكثيف حملات الإقلاع عن التدخين بشتى الوسائل المتاحة، فضلا عن تحفيز المدخنين وتشجيعهم لزيارة المركز؛ للاستفادة من أحدث الخدمات الوقائية والعلاجية التي يقدمها بهذا المجال.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أحمد الملا، مدير مركز مكافحة التدخين في مؤسسة حمد الطبية، أن شهر رمضان المبارك يعد فرصة مهمة للمدخنين للتخلص من هذه الآفة التي تفتك بصحة الإنسان، مبينا أن عدد مراجعي المركز خلال الشهر الفضيل يفوق عدد المراجعين في مختلف شهور العام.

وقال في حوار صحفي مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”: “إن أعراض الابتعاد عن التدخين بسبب الصيام تتشابه نسبيا مع أعراض الإقلاع عنه نهائيا، وهي أعراض مؤقتة وصحية، تشير إلى أن الجسم يمر بمرحلة التعافي من النيكوتين”، موضحا أن التبغ يحتوي على نحو 70 نوعا من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، إلى جانب 7 آلاف مادة كيميائية ضارة تضمهم “السيجارة” الواحدة.

وأشار الملا إلى أن التدخين يأتي على رأس قائمة مسببات الأمراض والوفيات، حيث إن عدد الأشخاص الذين يفقدون حياتهم بسبب التدخين أكثر من الأشخاص الذين يفقدون حياتهم نتيجة حوادث السيارات وتعاطي المخدرات ومرض الإيدز وحوادث الانتحار مجتمعة، مبينا أن التدخين مسؤول عن 30 بالمئة من جميع أنواع السرطانات، و90 بالمئة من سرطان الرئة.

وأكد استعداد مركز مكافحة التدخين لتزويد الراغبين في الإقلاع عن التدخين بالمشورة الطبية المهنية التي تساعدهم في الإقلاع عنه، حيث يقدم المركز خدمات الإرشاد النفسي والتثقيف، والأدوية البديلة للنيكوتين، وأدوية أخرى معتمدة من منظمات الغذاء والدواء العالمية، بالإضافة إلى تقنية الليزر الجديدة في المركز، ما يهيئ بمجمله مختلف الظروف الملائمة للإقلاع عن التدخين بأفضل طريقة وبأسرع وقت.

وفي سياق ذي صلة، استعرض الدكتور أحمد الملا الجهود المبذولة لمكافحة التدخين على المستوى المحلي، حيث يمتد تاريخ مركز مكافحة التدخين لنحو 24 سنة، حيث افتتحت أول عيادة لمكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية في العام 1999، ومن ثم أصبحت وحدة شاملة لمكافحة التدخين، وفي العام 2018 أصبحت مركزا متكاملا لمكافحة التدخين.

كما لفت إلى أنه في العام 2017، حصل المركز على اعتماد منظمة الصحة العالمية كمركز متعاون، وفي العام 2022 أعيد اعتماده حتى العام 2025، مبينا أن مركز مكافحة التدخين يعد أول مركز يحصل على اعتماد منظمة الصحة العالمية في دولة قطر، وفي دول الخليج العربي.

وأوضح مدير مركز مكافحة التدخين أن أدوار المركز الأخرى تكمن في إجراء الأبحاث المتعلقة بمضار التدخين وآثار مختلف منتجات التبغ السلبية على الفرد والمجتمع، إلى جانب تدريب الكوادر الصحية في دولة قطر وفي دول شرق المتوسط وشمال إفريقيا حول مكافحة التدخين، فضلا عن الدور التوعوي الذي يضطلع به المركز، من خلال الزيارات الميدانية الدورية للمدارس والجامعات والمؤسسات والشركات، لتقديم النصائح والإرشادات حول أضرار التدخين الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

وقال: “إن آخر إحصائية أجراها المركز حول مدى انتشار التدخين في دولة قطر خلال العام 2021، بينت أن نسبة انتشار التدخين نحو 25 بالمئة، في حين كانت نسبة انتشار التدخين في دولة قطر قبل 15 سنة تقريبا نحو 36 بالمئة، بفارق 11 بالمئة لصالح الإقلاع عن التدخين بمختلف أشكاله، الأمر الذي يؤكد نجاح مختلف الجهود المبذولة لمكافحة التدخين”، مبينا أن عدد المراجعين لمركز مكافحة التدخين يبلغ نحو 14 ألف مراجع سنويا، معربا عن أمله في زيادة عدد المراجعين الراغبين في الإقلاع عن التدخين خلال الفترة المقبلة.

ودعا الملا المدخنين لاغتنام فرصة صيام شهر رمضان المبارك في الإقلاع عن التدخين، مبينا أن الجسد يتفاجأ بعدم تزويده بالنيكوتين لساعات طويلة خلال الصيام، ما ينعكس في ظهور بعض الأعراض الانسحابية كالصداع وضعف التركيز والانتباه والحاجة للتدخين، حيث تبدأ هذه الأعراض تقل حدتها بعد الأسبوع الأول، ما يؤكد أن الشهر الفضيل علاج حقيقي لكل المدخنين من خلال “آلية التوقف المفاجئ”، وهي أحد الأساليب العلمية التي يلجأ إليها العديد من المدخنين في التوقف عن التدخين بشكل نهائي.

وحول الخطط المستقبلية لمركز مكافحة التدخين، أوضح الدكتور أحمد الملا أن هناك توجها لفتح العيادة المتحركة؛ بهدف الوصول لمختلف شرائح المجتمع بكل سهولة، وتشجيع المؤسسات الخالية من التدخين من خلال إبراز دورها وتقديم شهادات لها بهذا المجال، والكشف المبكر عن سرطان الرئة للمدخنين.