
دبي في 16 أكتوبر/ وام/ رسّخ اليوم الرابع من “جيتكس جلوبال 2025” معيارا جديدا للتعاون الرقمي، حيث اجتمع صناع السياسات وقادة الأمن السيبراني والمبتكرون لمناقشة سبل تأمين عالم تقوده البيانات والذكاء الاصطناعي.
وبينما تصدرت قضايا الأمن السيبراني والمرونة الرقمية نقاشات اليوم، ظلّت أرض المعرض منصة لاستعراض أحدث الابتكارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومراكز البيانات والروبوتات والحوسبة الكمية.
ومع تسارع التحول الرقمي، دعا المتحدثون إلى استجابة عالمية موحّدة تُرسّخ الأمن والأخلاقيات والثقة في صميم التقدم المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
وتواصل النسخة الخامسة والأربعون من “جيتكس جلوبال” دفع عجلة التحول في مجالي الأعمال والاستثمار حتى يوم غد 17 أكتوبر 2025 حيث يستضيف مركز دبي التجاري العالمي أكثر من 6,800 عارض و2,000 شركة ناشئة و1,200 مستثمر إلى جانب وفود تمثل أكثر من 180 دولة.
افتُتح برنامج اليوم بكلمة لمعالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، الذي أبرز أهمية هذا التجمع .. وقال لا شيء يجسد رؤية الإمارات للتكنولوجيا ومكانتها كجهة جامعة للعالم مثل جيتكس”.
ودعا معاليه الحكومات والمؤسسات إلى إعطاء الأولوية لبناء القدرات في الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر بوصفهما ضرورتيْن وطنيتيْن .. وقال:” نحن مع التنظيم الاستباقي المبني على معرفة، ونحتاج إلى سياسات مرِنة للتعامل مع أثر الذكاء الاصطناعي مع تطوره وإدارته بفاعلية في كل خطوة”.
وفي كلمة محورية بعنوان “المرونة السيبرانية 2030: الإنسان والسياسة والذكاء الاصطناعي في صلب الأمن الوطني”، عرض سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، كيف تمضي الدولة في إطارٍ متكامل يجمع الحوكمة ورصد تهديدات الذكاء الاصطناعي ورفع وعي المجتمع.
وشدد سعادته على أنّ الرسالة الأساسية هي ترسيخ ثقافة سيبرانية قوية على مستوى الدول والمجتمع.
وأطلق مجلس الأمن السيبراني أيضاً تقرير “رؤية الإمارات للأمن السيبراني 2025”.
وقال سعاد الدكتور محمد الكويتي خلال الإطلاق :”إن المرونة مهمة جداً بالنسبة لنا في الإمارات، وهذا ما يعكسه التقرير. يتركّز الاهتمام على بناء القدرات وتبادل التكنولوجيا والشراكات والابتكار المشترك”.
وقدّم الدكتور نيل جِتون، مدير مكافحة الجرائم السيبرانية في الإنتربول، رؤى حول إستراتيجية الهيئة العالمية المنسقة لمواجهة الجرائم السيبرانية العابرة للحدود.
وطرح رائد تقنيات تخزين الطاقة تاافي ماديبيرك، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “سكيلتون تكنولوجيز”، تساؤلات مهمة حول اقتصاديات الذكاء الاصطناعي، مؤكدا ضرورة خفض كلفة الذكاء الاصطناعي.
وسلّطت معالي ليزا-لي باكوستا، وزيرة العدل والشؤون الرقمية في إستونيا، الضوء على إستراتيجيات الحكومات حول العالم في تحصين نفسها ضد التهديدات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي عبر الأطر التعاونية والحوكمة القوية.
وفي أروقة المعرض، تواصل الزخم بينما عرض رواد الأمن السيبراني كيف يسير الابتكار والحماية جنباً إلى جنب.
وعرضت “هواوي” أكثر من 80 حلاً تحت شعار “الذكاء للجميع”،وكشفت الشركة عن حلول صناعية متكاملة تُسرّع التحول الرقمي الوطني لعمليات سيادية وهجينة.
وفي إطار تعزيز تبادل المعرفة، أطلقت “هواوي” كذلك تقرير “رؤى تنمية مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2025” بالشراكة مع معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم ضمن “جيتكس جلوبال”.
وقدمت شركة OPSWAT لأمن البنى التحتية الحرجة “الصمام البصري MetaDefender” لضمان نقل بالغ الأمان للبيانات بين بيئتي التكنولوجيا التشغيلية وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب الجيل التالي من أكشاك MetaDefender بموديلات Stand وTower وKiosk التي توفر حماية متقدمة للأصول الحساسة.
وعرضت “فورتينِت” الشركة العالمية في حلول الأمن الموحّد المدعوم بالذكاء الاصطناعي عبر الشبكات والأطراف والسُحُب، باقة FortiGuard للاستجابة للحوادث وجاهزيتها.
وقدمت “كراودسترايك” منصّة Falcon، حلّها الأمني القائم على السحابة، الذي أسهم في خفض الثغرات الحرجة بنسبة 98% عبر الأجهزة الطرفية وأعباء العمل السحابية، والهوية، والبيانات، والتطبيقات.
وعلى منصة مذكرات التفاهم، وقّعت بلدية دبي وشركة “فورتينِت إنترناشيونال” اتفاقية إستراتيجية لتعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني في الإمارة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، دعماً لتطوير الأنظمة الرقمية الآمنة والتحول في القطاع الحكومي.
ويدخل “جيتكس جلوبال 2025” يومه الأخير غداً، مختتماً أسبوعاً رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والسحابة والحوسبة الكمية ومراكز البيانات والتنقل والتقنيات الحيوية والصحة الرقمية وطاقة المستقبل.