المكتبة الوطنية الفلسطينية: التراث الثقافي في غزة يواجه خطرا شديدا جراء الإبادة الثقافية

المكتبة الوطنية الفلسطينية: التراث الثقافي في غزة يواجه خطرا شديدا جراء الإبادة الثقافيةرام الله – 7 – 10 كونا) — ذكرت المكتبة الوطنية الفلسطينية اليوم الثلاثاء أن التراث الثقافي في قطاع غزة يواجه خطرا شديدا نتيجة الحرب والتدمير والإبادة الثقافية الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال في محو الهوية والتاريخ الفلسطيني وتقليص قدرة الأجيال على الوصول إلى تاريخها.وأوضحت المكتبة الوطنية في تقرير لها أصدرته في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة في قطاع غزة أن الاحتلال استهدف البنية التحتية الثقافية في القطاع من مراكز ثقافية ومتاحف ومسارح ومعارض ومعالم تاريخية وأثرية ومكتبات عامة وخاصة وجامعية ومكتبات المدارس والمساجد والكنائس ودور نشر ومطابع ووزارات.وبينت أن الدمار لحق بثروة من الكتب النادرة والمخطوطات والوثائق التاريخية والأرشيفات الخاصة والإدارية والمواد السمعية والبصرية والتجهيزات ووسائل الحفظ اليدوي والإلكتروني وسجلات الطابو والسجلات المدنية والمقتنيات والقطع الأثرية التاريخية.وقالت في تقريرها إن “الإبادة الثقافية تعتبر أحد أخطر الأبعاد للحروب والصراعات حيث تعكس استراتيجية شاملة تهدف إلى محو الهوية الثقافية والتراث التاريخي لشعب معين وبينما تركز معظم الحروب على تدمير البنية التحتية وقتل الأفراد فإن الإبادة الثقافية تسعى إلى القضاء على الذاكرة الجماعية والرموز الثقافية مما يؤدي إلى نتائج تتجاوز الأضرار الجسدية وتضعف من قدرة المجتمعات على التعافي وإعادة البناء بعد انتهاء الحرب”.وأوضحت أن الاحتلال يحاول محوا ممنهجا للذاكرة الفلسطينية التاريخية عن طريق تدمير المواقع الاثرية والمعرفية والممتلكات الثقافية والتراث المادي وغير المادي واستهداف الآثار الملموسة والوثائق والمخطوطات والكتب وجميع أشكال الإنتاج الثقافي إلى جانب قتل الكفاءات الاكاديمية والعلمية والفنية وذوي الخبرات الثقافية.وقالت المكتبة الوطنية إن “الدمار امتد إلى مئات المباني التاريخية وتضرر ما لا يقل عن (226) موقعا أثريا منها بيت السقا التاريخي وهو من الفترة العثمانية وبيت سباط العلمي الذي يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي والمدرسة الكاميلية وحمام السمرة الذي كان آخر الحمامات العثمانية وقصف المشفى المعمداني وهو بناء تاريخي شيد عام 1882 وغيرها من المواقع”.وأوضحت أن آلة حرب الاحتلال الإسرائيلي دمرت جميع المتاحف في قطاع غزة ومن أبرزها المتحف الوطني في “قصر الباشا” وهو أثر مملوكي تم تحويله إلى متحف في عام 2010 وكان يضم عشرات آلاف القطع الأثرية ومتحف دير البلح التابع لبلدية المدينة ومتحف رفح وغيرها من المتاحف التي دمرت مقتنياتها أو سرقها جنود الاحتلال وقاموا بتصويرها عقب نقلها إلى متاحف الاحتلال الإسرائيلي.وبين التقرير أن آلة حرب الاحتلال الإسرائيلي دمرت عشرات المكتبات العامة والخاصة والجامعية والتاريخية بالإضافة إلى المطابع ودور النشر من أبرزها مكتبة المسجد العمري الكبير التي تضم (230) مخطوطة تاريخية نادرة تعرضت للقصف والحرق وبقي منها 38 مخطوطة فقط.وأشار إلى قصف الاحتلال أربع كنائس قديمة تعتبر رموزا حضارية مهمة في فلسطين من بينها كنيسة القديس برفيريوس أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم وكنيسة المعمداني ومشفاها وقصف ودمر (1000) مسجد تدميرا كليا أو جزئيا من بينها المسجد العمري في غزة وهو أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين التاريخية.كما استهدف الاحتلال الإسرائيلي القطاع التعليمي بكافة عناصره وحرم أكثر من 650 ألف طالب وطالبة من التعليم وتضرر نحو 95 بالمئة من المدارس والجامعات وتضرر العديد من ورش ومتاجر الحرف اليدوية والشعبية التي تشتهر بها غزة كالتطريز وصناعة الخزف وصناعة الفخار والخيزران وهي جزء من التراث الثقافي والهوية الوطنية.ولفت التقرير إلى الحالة الثقافية في قطاع غزة ضمن تحديات لإعادة بناء المشهد الثقافي من جديد واستئناف الأنشطة الثقافية ومنها صعوبة استرجاع المفقود أو المسروق وفقدان الكفاءات البشرية بفعل الاستشهاد أو التهجير أو النزوح وانعدام الأمن وتعطل البنية التحتية الذي يعيق أي جهد في إعادة البناء.وطالبت المكتبة الوطنية المجتمع الدولي “بضرورة توفير الحماية للتراث الثقافي الفلسطيني الموجود في قطاع غزة انطلاقا من مبدأ ملكية الممتلكات والأعيان الثقافية للإنسانية جمعاء وأن الاعتداء عليها يشكل اعتداء على كل شعوب العالم” داعية إلى الالتزام باتفاقية لاهاي لعام 1954 التي تمنع تدمير وإلحاق الضرر بالتراث الثقافي في النزاعات المسلحة.(النهاية)ن ق / م ن ف