
انطلاق الاجتماع الرسمي الأول لمجموعة العشرين خارج دولها بالقاهرةالقاهرة – 1 – 9 (كونا) — انطلقت اليوم الاثنين أعمال الاجتماع الرسمي الأول لمجموعة العشرين الذي يعقد خارج دول المجموعة وذلك في العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء والدول المدعوة وعدد من المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية.وأكد وزير المالية المصرية أحمد كوجك في كلمته أمام الاجتماع الثالث لمجموعة العمل الخاصة بقضايا الأمن الغذائي التابعة لمجموعة العشرين أن “الجهود الوطنية لتحقيق أهداف الأمن الغذائي لا تكفي وحدها”.وشدد على أن المجتمع الدولي يظل شريكا لا غنى عنه عبر التعاون مع منظمات مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمؤسسات المالية الدولية.وأوضح أن هذا التعاون “ضروري لتعزيز المرونة في مواجهة الصدمات وتعبئة الاستثمار في الزراعة المستدامة بما في ذلك الزراعة الذكية مناخيا إلى جانب تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية وإتاحة مساحة أكبر للقطاع الخاص كشريك في التنمية المستدامة”.وأشار كوجك إلى أن استضافة مصر هذا الاجتماع تحت الرئاسة التاريخية لجنوب إفريقيا كأول دولة إفريقية تتولى رئاسة المجموعة تعكس دورها كعامل محفز لضمان انعكاس أصوات وأولويات الدول النامية المستوردة الصافية للغذاء في الاستجابات العالمية وتعزيز المنظور الإفريقي داخل مجموعة العشرين.وقال إن الأمن الغذائي “لا يمثل مصدر قلق إنساني فحسب بل قضية استقرار اقتصادي واجتماعي” محذرا من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقصها قد يؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي وإجهاد المالية العامة وإبطاء التقدم نحو التنمية المستدامة.وأوضح وزير المالية “أننا نجتمع اليوم في ظل تحديات عالمية معقدة” مشيرا إلى أن التوترات الجيوسياسية والصراعات وانقطاعات سلاسل التوريد ما تزال تلقي بظلالها على الاقتصادات العالمية.وأضاف أن ارتفاع تكاليف الطاقة والصدمات المناخية وتقلبات أسعار العملات دفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية ما أضر بالتغذية وسبل العيش والتماسك الاجتماعي.ولفت إلى أن هذه التداعيات تتفاقم بصورة أكبر في البلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء وهو ما يبرز الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود الدولية مؤكدا أن الأمن الغذائي “ليس مجرد قضية إنسانية بل يمثل كذلك ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي”.وحذر من أن ارتفاع أسعار الغذاء ونقصه قد يؤديان إلى تآكل التماسك الاجتماعي وإجهاد المالية العامة وإبطاء التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.وأشار كوجك إلى أن مصر مثل غيرها من الدول المشاركة تواجه نقاط ضعف إقليمية متعددة لكنها ترى في ذلك أيضا فرصة للقيام بدور جسر للتعاون وتبادل الخبرات وصياغة السياسات.وذكر أن وزارة المالية المصرية تضطلع بدور محوري في الاستجابة الوطنية لمواجهة انعدام الأمن الغذائي موضحا أن برنامج (تكافل وكرامة) وسع نطاق التحويلات النقدية لتشمل ملايين الأسر المحتاجة بما يعزز مرونة الاقتصاد ويحافظ على رأس المال البشري.وأوضح أن اجتماع القاهرة الذي يستمر ثلاثة أيام سيناقش تقارير ودراسات فريق عمل الأمن الغذائي ويعمل على صياغة البيان الوزاري الذي سيعرض لاحقا هذا الشهر في جنوب إفريقيا ليكون “محوريا في تحديد أولويات سياسات مجموعة العشرين بشأن استقرار أسعار الغذاء وتعزيز القدرة على الصمود”.ويعد هذا الاجتماع حدثا استثنائيا كونه أول اجتماع رسمي لمجموعة العشرين يعقد خارج دولها منذ تأسيسها وتقديرا للمشاركة المصرية المتواصلة كدولة ضيف في اجتماعات المجموعة للعام الثالث على التوالي والخامس إجمالا بما يعكس ثقلها الإقليمي وإسهامها في تعزيز صوت الدول النامية والإفريقية في المحافل الدولية. (النهاية)ع ف ف / م ن ف