انطلاق فعاليات عروض ليالي الفيلم النرويجي في شومان

عمان 16 تشرين الثاني (بترا)- انطلقت مساء أمس الثلاثاء، بتنظيم لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان بالتعاون مع السفارة النرويجية في الأردن، عروض “ليالي الفيلم النرويجي”، بعرض فيلم الافتتاح “تمرد كاوتوكاينو” للمخرج نيلز غوب في قاعة السينما في المقر الرئيس للمؤسسة في عمان.
وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فلنتينا قسيسية، في حفل الافتتاح، إن مؤسسة شومان دأبت منذ تأسيس قسم السينما قبل ما يزيد على الثلاثين عاما على الاحتفال بالأفلام المنتجة في كل أنحاء العالم، وعرضها على الجمهور المحلي، ضمن برنامج العروض الأسبوعية، أو عروض الأسابيع السينمائية المتخصصة التي تنظم عادة بالتعاون مع السفارات المعتمدة في الأردن أو المؤسسات السينمائية في أرجاء العالم المختلفة، للتعريف بنماذج من الأفلام ذات النوعية الرفيعة سينمائيا وفكريا، وتعريف الجمهور المحلي في الأردن من خلال هذه الأفلام على ثقافات دول العالم، معبرا عنها بما تنتجه من أفلام سينمائية.
وأعربت عن أملها بأن تكون إقامة عروض ليالي الفيلم النرويجية التي تستمر 3 أيام، بداية تعاون مثمر بين مؤسسة عبد الحميد شومان والسفارة النرويجية في عمان، وأن لا يكتفي فقط بعروض مشتركة للأفلام، بل يشمل المجالات الإبداعية في مختلف الحقول الفنية والأدبية والفكرية.
وقال سفير مملكة النرويج في الأردن ايسبين ليندباك، من جهته، إن إقامة “ليالي الأفلام النرويجية” هي الأولى من نوعها في الأردن، وأضاف “أدركنا خلال وباء كوفيد-19، قيمة غياب النشاطات الثقافية”، مبينا أن النشاطات الثقافية طريقة ممتعة للتعرف على ثقافات بعضنا بعضا
وأشار إلى أن فيلم الافتتاح يتناول حكاية تمرد الشعب السامي؛ السكان الأصليين في شمالي النرويج في عام 1852، مبينا أنه منذ ذلك التاريخ نفذت النرويج سياسة “النروجة” إلا انه في عام 2018 بدأت الحكومة النرويجية بسياسة تصالح مع تلك الحقبة وقضايا السكان الأصليين (الشعب السامي).
وقال ليندباك “نرى أن الفن والثقافة وسيلة للحوار والتفاهم”. وأكد أن “الفعاليات الثقافية ضرورية لبناء الجسور وليتعرف الشعب النرويجي على ثقافة وتاريخ الشعب السامي”، مشيرا إلى أن هذا الفيلم يعرض في مدارس النرويج.
وتبع ذلك عرض الفيلم الذي يغوص في أحداث حقيقية دارت في منتصف القرن التاسع عشر، وللفيلم رغم أنه روائي غرض توثيقي، وهذا الغرض يؤثر في خيارات المخرج المتحدر من نسل أحد أبطال هذه الأحداث، بطريقة مثيرة للجدل.
سكان بلدية “كاوتوكاينو” النرويجية الواقعة في مقاطعة فينمارك، وهي تشتهر بأنها الأكبر مساحة والأقل كثافة سكانية، من رعاة قطعان الرنة، يتعرضون لاستغلال تاجر نافذ يملك محلا لبيع المؤونة والخمر، ويقبل في حانته الدفع الآجل، جاعلا الديون تتراكم على الأفراد ليستولي على قطعانهم بثمن غير عادل.
تتنبه “إلين” احدى الشخصيات الرئيسة في الفيلم والتي تلعب دور المحرض الأول على التمرد، وهي صاحبة صوت راوية الفيلم، إلى الاحتيال الذي يتعرض له أهل القرية، ولا سيما زوجها “ماثيس” المدمن على الكحول، وبدافع الكرامة ترفض حتى شراء المؤونة، فتضطر العائلة إلى زيارة قرية مجاورة لشرائها، ما يجمعهم بقسيس مؤثر رافض لانتشار المشروبات الكحولية، وتبدأ المعركة داخل القرية بين وجهتي نظر آتيتين من خارجها، وخلال الصراع يجري توظيف الدين والسياسة والخطابة والعنف من الطرفين، الظالم والمظلوم.
ويبدأ الفيلم من الحدث التاريخي الأبرز، وهي عملية إعدام شهيرة، لكنه يؤسس أثناء ذلك إلى أن شخصية “إلين” بقيت حية لتسرد القصة، وأنها كان من المفترض أن تموت في ذلك اليوم، لكننا لا نعلم إلى أي وقت عاشت، إذ قد يكون السرد مجرد رسالة.
كما يطرح الفيلم قضايا متعددة مثل التدين الشعبي مقابل التدين المؤسسي، والعدالة، وتأثير الكحول على الطبقة العاملة، واستغلال التجار، ودور المرأة. ومع ذلك، يترك جزءا كبيرا من الفهم للمتلقي.
ويبدو أن الفيلم يخاطب المشاهد النرويجي، إذ أن كثيرا من أبعاد القصة تحتاج فهما لثقافة شعب السامي، وتكاد بعض التفاصيل تفلت من المُشاهد خلال مَشاهد تختلط فيها لغات عدة.
–(بترا)

م ت/ن ح/م ك
16/11/2022 16:39:09