“ايدج” و”أندوريل إندستريز” تؤسسان مشروعا مشتركا إماراتيا – أمريكيا لتطوير الأنظمة الذاتية

أبوظبي في 13 نوفمبر/ وام/ كشفت “ايدج”، إحدى المجموعات الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، وشركة “أندوريل” العالمية لتكنولوجيا الدفاع،عن إطلاق مشروع مشترك لتسريع تصميم وتطوير وإنتاج أنظمة ذاتية تدعم المهام المدنية والدفاعية في منطقة الشرق الأوسط والمناطق المحيطة.

وتجمع كل من الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة شراكة دفاعية تاريخية تنطلق من المصالح الأمنية والتجارية المشتركة.

وتُعمّق شركة “أندوريل” ومجموعة “ايدج”، عبر هذا التعاون الوثيق، ذلك التحالف عبر التطوير المشترك لقدرات أساسية تُعزز منظومتي الطيران والدفاع التجاريتين للدولتين، كما تُسهم في توسيع نطاق إتاحة التكنولوجيا المتقدمة المعتمدة على البرمجيات .

ويشمل المشروع المشترك إنشاء كيان جديد مملوك تحت اسم “تحالف ايدج-أندوريل للإنتاج”، حيث يتولى مهام الإنتاج والمبيعات والدعم المستدام، ويُعد مركزاً محورياً في قطاعي التصنيع التجاري والدفاعي المتطور في المنطقة.

ويواصل الطرفان حالياً استكمال الترتيبات التفصيلية وفقاً للموافقات التنظيمية المطلوبة من الجهات المختصة في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة الاميركية.

ويعمل الطرفان حالياً على إنهاء التفاصيل التنظيمية بما يتوافق مع المتطلبات القانونية في دولة الإمارات والولايات المتحدة.

وسيجمع المشروع المشترك بين الحضور الإقليمي القوي والثقة الراسخة التي تتمتع بها مجموعة “إيدج” في منطقة الشرق الأوسط، وبين خبرات “أندوريل” في التطوير السريع المعتمد على البرمجيات والإنتاج واسع النطاق.

وتسعى الشركتان من خلال هذا التعاون، إلى توفير أنظمة ذاتية منخفضة التكلفة وقابلة للنشر الميداني، تُّلبي متطلبات الردع الحديث، وتتميز بالجاهزية التشغيلية، والقدرة على التوسع، والتنوّع في الاستخدامات التجارية والدفاعية.

وقد أكدت دولة الإمارات حصولها على 50 نظام “أومن”، في خطوة استراتيجية تُعدّ استثماراً محورياً يعزز الإنتاج ويُسرّع تطوير الأنظمة المشتركة مستقبلاً.

وقال معالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة مجموعة “ايدج” “: تُمهّد شراكتنا الإستراتيجية مع شركة “أندوريل” الطريق أمام مجموعة “إيدج” للاستفادة من أحدث ما توصلت إليه الهندسة العالمية في مجال الأنظمة المستقلة”.

وأشار إلى أن هذه الشراكة تسهم في تسريع دمج تلك القدرات داخل دولة الإمارات، بما يعيد تشكيل أسلوبنا في تصميم وبناء ونشر الجيل القادم من الأنظمة.

وأوضح البناي أن “أومن” تُعد تجسيداً لهذا التحول، إذ تجمع بين الاستقلالية المتقدمة، والذكاء الميداني، والإنتاج المحلي، لترسّخ مكانة الدولة في طليعة الابتكار في مجال القدرات الجوية الذاتية.

من جانبه قال تراي ستيفنز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “أندوريل”، إن الابتكار في المجال الدفاعي لا يُقاس بكمية الأفكار، بل بسرعة تحويلها إلى قدرات عملية، ومن خلال التعاون مع مجموعة “إيدج”، نعمل على مواءمة وسائل الإنتاج مع الحاجة الملحّة لتعزيز الردع الحديث.

وسيتعاون الطرفان في مشاريع محددة بموجب اتفاقيات المشروع المشترك، وذلك من خلال التنسيق بينهما بشأن تطوير الأعمال عالمياً، كما وسيتولى الطرفان الإشراف على محفظة مشتركة من الأنظمة الذاتية المخصصة للتطبيقات العسكرية والمدنية. وقد تتطلّب الأنشطة المقترحة للشراكة عبر المشروع المشترك موافقة حكومتي الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات.

وستعمل “إيدج” و”أندوريل” بشكل وثيق مع الجهات التنظيمية المختصة في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة لضمان الالتزام الكامل بالقوانين واللوائح المعتمدة، بما يشمل التشريعات التجارية واللوائح التنظيمية ذات الصلة.

بالنسبة لمجموعة “إيدج”، يُوفر المشروع المشترك إمكانية الوصول إلى منصة “لاتيس” البرمجية، التي تطورها شركة “أندوريل” بشكل مستمر، وتُعد عنصراً أساسياً في منظومات القيادة والسيطرة المعززة بالذكاء الاصطناعي، مما يدعم تطوير الأنظمة الجديدة ويعزز أداء الأنظمة القائمة ضمن إطار التعاون المشترك.

وأما بالنسبة لشركة “أندوريل”، يُؤسس المشروع المشترك قاعدة إنتاج موثوقة في منطقة الشرق الأوسط، ما يتيح نقل أنظمة متطورة تم تطويرها في كاليفورنيا، وتصنيعها في أوهايو، إلى مراحل التصميم والتكييف والإنتاج داخل أبوظبي للعملاء الإقليميين، حيث تتقاسم الشركتان رؤية موحدة: التقدّم السريع، والاستثمار المتقدم على الاحتياجات، وتوفير قدرات حقيقية.

وتعدّ “أومن”، وهو أول نظام من أنظمة عديدة سيتم تطويرها بشكل مشترك وسيتم إنتاجها وتسويقها محلياً من خلال المشروع المشترك، طائرة جوية ذاتية القيادة تنتقل بتقنية تحليق “التحويم إلى الطيران”، وتجمع قدرات التحمّل والحمولة العالية والاستقلالية التي تتسم بها الأنظمة الأكبر مع مرونة هيكل الطائرة المدمج والمستقل عن المدرج.

وتنطلق “أومن” من استثمار بقيمة 850 مليون دولار خصصته شركة “أندوريل” لتكنولوجيا استقلالية المهام وتطوير الطائرات عمودية الإقلاع والهبوط من المجموعة الثالثة، مقروناً بنحو 200 مليون دولار من الاستثمارات الجديدة لمجموعة “ايدج”. وستنتقل الشركتان معاً بالطائرة من التطوير إلى الإنتاج الكامل بنهاية عام 2028.

وأتمّت دولة الإمارات المرحلة الأولى من الحصول على 50 نظام “أومن”، ما يُشكّل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ قاعدة إنتاجية موثوقة تدعم المنشأة الجديدة، وتُسهم في توسيع سلاسل التوريد المحلية، وتسريع التحول نحو التصنيع المحلي واسع النطاق للطائرات الجوية الذاتية مزدوجة الاستخدام.

ويُعدّ هذا الإنجاز نقطة انطلاق نحو الانتقال من مرحلة التطوير المشترك إلى الإنتاج المتسلسل، والنشر الميداني، والتصدير إلى الأسواق الإقليمية والدولية مستقبلاً.

وسيجري إنتاج الأنظمة المعدّة لدولة الإمارات والحلفاء الآخرين من قبل “تحالف ايدج-أندوريل للإنتاج” محلياً في دولة الإمارات، ومن المتوقّع أن يتم تنفيذ الطلبيات الأمريكية في منشأة “آرسينال-1” التابعة لشركة “أندوريل” في أوهايو.

كما ستقدّم “أومن” قوة جوية مستقلة بعيدة المدى لدعم العمليات الموزعة والاستكشافية. ومن خلال تشغيلها عبر منصة “لاتيس لاستقلالية المهام” البرمجية التابعة لشركة “أندوريل”، ستتمكّن عدة طائرات من تنسيق مساراتها، وتبادل بيانات المستشعرات، وتكييف سلوكها بشكل فوري، مما يتيح تنفيذ مهام جديدة تنقل قدرات الأنظمة الكبيرة إلى وحدات أصغر وأكثر مرونة و استكشافاً.

وسيتيح هيكلها خفيف الوزن والقابل للطي لفريق مكون من شخصين نقل الطائرة وتجميعها وإطلاقها في دقائق دون بنية تحتية متخصصة.

وستدعم “أومن”، المصممة لضمان قدرة التحمل والحمولات الثقيلة، نطاقاً واسعاً من المهام، بدءاً من المراقبة البحرية وإعادة الإمداد اللوجستي ووصولاً إلى استشعار الدفاع الجوي وترحيل الاتصالات.

كما ستتيح هندستها المفتوحة والمعيارية إمكانية إعادة الضبط لتناسب مهام متنوعة عبر المجالين الدفاعي والمدني. وإضافة إلى الاستخدامات العسكرية، سيتم تحسين “أومن” لتناسب مجموعة متنوعة من المهام التجارية.

وعلى سبيل المثال، ستتمكن طائرة “أومن” من العمل كبرج خلوي جوي لاستعادة الاتصال بعد وقوع الكوارث الطبيعية، أو دعم مهام الإغاثة الإنسانية، أو توصيل الإمدادات الضرورية إلى المناطق النائية في حالة انقطاع الوصول البري.

بالإضافة إلى مرافق الإنتاج والدعم المتوقعة لـ “تحالف ايدج-أندوريل للإنتاج”، تؤسس شركة “أندوريل” حضوراً دائماً في دولة الإمارات عبر مركز للبحث والتطوير والمحاكاة الافتراضية بمساحة 50 ألف قدم مربعة، صممته خصيصاً لدعم التوسّع والتطور مع البرامج المستقبلية.

وستشكّل المنشأة مركزاً إقليمياً للهندسة والتصميم وبناء النماذج الأولية، لتدعم تطوير وتكامل واختبار الأنظمة المستقلة المتقدمة والأجهزة المرتبطة بها.

ومن خلال الاستثمار المشترك الاستباقي وتكامل القدرات الإنتاجية داخل دولة الإمارات، تُسهم مجموعة “إيدج” وشركة “أندوريل” في تحويل المفاهيم إلى قدرات ميدانية ملموسة.

ويُعدّ المشروع المشترك خطوة استراتيجية نحو تأسيس قاعدة صناعية تجارية ودفاعية أكثر مرونة واستقلالية، قادرة على إنتاج أنظمة متقدمة على نطاق واسع لتلبية المهام الحيوية.