الدورة السابعة لملتقى التعاون العربي -الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيونتنعقد في الصين يومي 4 – 6 نوفمبر الحالي
البيان الختامي والتوصيات الملتقى الإعلامي العربي 21 بيروت
تقرير عن ندوة برلين
الندوة المتخصصة لوكالات الأنباء تعقد في برلين الاثنين المقبل ٦ أكتوبر بحضور عدد من وكالات الانباء العربية واتحادها
الشارقة في 8 نوفمبر / وام / أجمع باحثون وأكاديميون عرب على صعوبة تحديد مسارات تطور القصيدة العربية نظراً لتعدد منابعها وتحولاتها المستمرة عبر العصور، مؤكدين أن الشعر العربي ظل مرآة لتحولات الوعي واللغة والبيئة من البداوة إلى المدينة ومن القصيدة العمودية إلى قصيدة النثر وما بعدها.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “مسارات القصيدة العربية” ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تعقد تحت شعار “بينك وبين الكتاب” بمشاركة كل من الدكتور سلطان العميمي رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات والدكتور عبدالله محمد سالم مدير بيت الشعر في نواكشوط والدكتور سعيد العوادي الأكاديمي المغربي.
وأشار الدكتور سلطان العميمي إلى أن بدايات الشعر العربي يصعب ضبطها بدقة بسبب تضارب الروايات وتعدد المصادر الشفاهية وأن دراسة مسار القصيدة لا تنفصل عن تاريخ اللغة العربية وتطورها اللساني.
وتناول العميمي مراحل التحول في موضوعات القصيدة وأشكالها وأوزانها مستشهداً بالثورة التي أحدثتها الموشحات الأندلسية في بنية الشعر العربي متطرقا إلى تطور القصيدة النبطية التي ظهرت بعد أربعة قرون من الشعر الجاهلي، موضحاً أن حضورها اليوم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي يمثل امتداداً لمسيرة طويلة من التحولات البنيوية واللغوية والموضوعية.
وأشار إلى أن القصيدة العربية تعيش اليوم حالة من القلق الإيجابي على مستوى اللغة والشكل مع انفتاحها على موضوعات جديدة تعكس تفاعلها مع العصر واستعدادها الدائم للتحول.
وقدّم الدكتور عبدالله محمد سالم ورقة بعنوان «ملاحظات سريعة في ذاكرة عميقة» عرض فيها قراءة تحليلية لمسار القصيدة العربية من منظور تاريخي ومستقبلي، مؤكداً أن الشعر مرّ بمراحل متشابكة يصعب حصرها ضمن تقسيمات زمنية صارمة.
وأشار إلى أن القصيدة الحديثة استوعبت التحولات الاجتماعية والتقنية واستفادت من الإنترنت في خلق أشكال رقمية وتفاعلية جديدة، لافتا إلى أن تجربة “قصيدة الروبوت” ستُظهر في المستقبل أن الشعر لا يمكن أن يُنتج إلا من خلال الوعي الإنساني والملكة الفردية التي تحوّل اللغة إلى وجدان ومعنى.
وركز الدكتور سعيد العوادي في مداخلته على البعد السيميائي في دراسة القصيدة محللاً تحوّلات الشكل الشعري من البنية التناظرية القديمة إلى البنية السطرية الحديثة وربط هذه التحولات بتغير أنماط العيش والبيئة الثقافية، مشيراً إلى أن القصيدة الأولى كانت تُبنى كـ”خيمة لغوية” تعكس فضاء البادية بينما أنتجت المدينة الحديثة أشكالاً هندسية وبصرية أكثر مرونة وتنوعاً.
وبيّن أن دراسة القصيدة من منظور الشكل والفضاء البصري يفتح أفقاً جديداً للبحث النقدي لأن التحولات الجمالية في بنية القصيدة تعكس التحولات الفكرية والاجتماعية في الثقافة العربية المعاصرة حيث تلتقي القصيدة والنثر في منطقة مشتركة من الحرية والتجريب.