مسقط في 27 أكتوبر /العُمانية/
بدأت اليوم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض فعاليات المنتدى الاقتصادي
العُماني-اللبناني والمعرض المصاحب له بهدف
تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع مجالات التعاون التجاري والصناعي والاستثماري
بين سلطنة عُمان والجمهورية اللبنانية.
وأوضح معالي قيس
بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن سلطنة عُمان والجمهورية
اللبنانية الشقيقة تتمتعان بعلاقات تجارية متينة منذ القدم، إذ
أسهمت هذه الروابط التجارية في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي والتاريخي بين
الشعبين العُماني واللبناني، مما أوجد بيئة
من التعاون والتواصل عبر الأزمان.
وقال معاليه في
كلمته إنه يتطلع من أعمال المنتدى
الاقتصادي العُماني اللبناني إلى طموحاتٍ أكبر في تنمية العمل المشترك ودفع مقومات التكامل
نحو آفاقٍ أكثر اتساعًا؛ لبناء اقتصادٍ تنافسيّ متفاعلٍ مع اقتصاداتِ العالم،
ومندمجٍ معها، ومتواكبٍ مع المتغيرات، وقادرٍ على دفع استدامة الاقتصاد الوطني في
كلا البلدين.
وأضاف معاليه أن
الحكومتين تسعيان إلى تقديم التسهيلات والحوافز والممكّنات كافة، التي من شأنها
منح القطاع الخاص القدرة على الإسهام في تحقيق الازدهار والنمو المستدام. معربًا عن أمله في أن يعزز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين.
من جانبه قال معالي الدكتور عامر البساط وزير الاقتصاد
والتجارة اللبناني إن العلاقات بين لبنان وسلطنة عُمان تقوم على الاحترام
المتبادل، وعلى تقدير خبرات كل طرف، وعلى قناعة مشتركة بأن التعاون الاقتصادي هو
رافعة أساسية للتنمية والاستقرار. مشيرًا إلى أن المنتدى جاء لينقل هذه العلاقات إلى مستوى بناء الشراكات
العملية والمشروعات المنتجة.
واقترح معاليه
في كلمته العمل على ثلاثة مسارات تتمثل في تأسيس لجنة اقتصادية دائمة مشتركة
لمتابعة نتائج هذا الملتقى وتحويلها إلى اتفاقيات عملية وإنشاء منصات ربط بين
القطاع الخاص في البلدين لتسهيل الشراكات والتعريف بالفرص وتفعيل التبادل المعرفي
والتقني في القطاعات ذات القيمة المضافة. داعيًا الشركات من كلا البلدين إلى
الاستفادة من اللقاءات الثنائية خلال هذا المنتدى لتأسيس شراكات حقيقية ومستدامة.
وقال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة
تجارة وصناعة عُمان: إن المنتدى الاقتصادي العُماني اللبناني والمعرض المصاحب له يجسد
رؤية مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين سلطنة عُمان والجمهورية اللبنانية
الشقيقة، كما يأتي ليؤكد على أهمية الشراكة الاقتصادية بين بلدينا الشقيقين، ويعكس
الطموح المشترك لتوسيع التعاون التجاري والاستثماري.
وأضاف سعادته بأن هذه الفعالية تمثل فرصة مهمة للقطاع الخاص في كلا البلدين لتبادل
الخبرات، واستكشاف الفرص الاستثمارية، وتوسيع نطاق التعاون التجاري، فمثل هذه
الفعاليات لا تقتصر على عرض المنتجات والخدمات فحسب، بل تشكل فرصة حقيقية لتوطيد
العلاقات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين، وفتح آفاق جديدة لمشروعات مشتركة تدعم
التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأشار الدكتور
علي حسن مهدي الرئيس التنفيذي لشركة الحقائق لتنظيم المعارض والمؤتمرات إلى أن المنتدى جاء ليضع حجر الأساس لمشروعات صناعية وتجارية مشتركة والتمهيد لتوقيع اتفاقيات تثمر عن مشروعات استثمارية في
مختلف القطاعات الاقتصادية.
من جانبه دعا رجل
الأعمال اللبناني نعمة اقرام رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة اندفكو
الصناعية إلى تأسيس مجلس شراكة صناعية وتجارية وسياحية واستثمارية لبناني -عُماني
يكون منصة دائمة لتبادل الأفكار والمشروعات لتكامل فعلي بين القطاعين العام والخاص.
وأشار عباس فواز
رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إلى أنه ينظر إلى المنتدى كوسيلة لاستكمال
مسار مثمر من التعاون بين مجتمع الأعمال في لبنان وسلطنة عُمان. مؤكدًا استعداد
الجامعة لدعم كل المبادرات والمشروعات المشتركة التي تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية
والتكامل العربي والتعاون الاقتصادي البنّاء.
وشهدت اللقاءات
مناقشة الفرص الاستثمارية في قطاعات الصناعة، والسياحة، والخدمات، والتكنولوجيا،
والزراعة، والتجارة، إلى جانب استعراض آليات تعزيز التعاون التجاري وتبادل
الخبرات، وبحث إمكانية تأسيس شراكات استراتيجية تسهم في دعم النمو الاقتصادي
وتحقيق المصالح المشتركة.
ويُقام المنتدى
بتنظيم مشترك بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ووزارة الاقتصاد
والتجارة اللبنانية، وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان واتحاد غرف التجارة
والصناعة والزراعة في لبنان، بمشاركة عدد من المؤسسات الاستثمارية والشركات
الصناعية والخدمية من الجانبين.
وشهد المنتدى في
يومه الأول تقديم عرض مرئي تعريفي حول فرص الاستثمار في البلدين، وعددًا من جلسات
العمل المتخصصة، أبرزها جلسة بعنوان “آفاق التكامل الاقتصادي بين سلطنة عُمان
ولبنان: نحو شراكة صناعية وتجارية واستثمارية مستدامة”، شارك فيها نخبة من
القيادات الاقتصادية، وعدد من المختصين من القطاعين العام والخاص.
وافتتح على هامش
المنتدى المعرض الاقتصادي والتجاري والصناعي اللبناني-العُماني، الذي يعرض منتجات
وخدمات لأكثر من 100 شركة ومؤسسة من البلدين في قطاعات متنوعة تشمل الصناعة، والغذاء، والسياحة، والخدمات اللوجستية، بما يتيح فرصًا لعقد شراكات جديدة واستكشاف
مجالات استثمارية واعدة.
وعلى هامش المنتدى الاقتصادي العُماني اللبناني، نظمت غرفة تجارة وصناعة عُمان لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال العُمانيين واللبنانيين، بهدف تعزيز التواصل المباشر بين ممثلي الشركات والمؤسسات؛ لبناء شراكات تجارية واستثمارية طويلة الأمد بين البلدين، وتحويلها إلى مشروعات عملية تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري وتنويع الصادرات.وشهدت العلاقات التجارية بين سلطنة عُمان والجمهورية اللبنانية تطورًا
ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2025م، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين
البلدين ليبلغ نحو 8.5 مليون ريال عُماني (22.2 مليون دولار أمريكي)، مقارنةً بـ
6.6 مليون ريال عُماني (17.1 مليون دولار أمريكي) خلال الفترة نفسها من عام 2024م،
مسجلًا نموًّا بنسبة 29.4 بالمائة.
كما أظهرت البيانات ارتفاع عدد الشركات اللبنانية المسجلة في سلطنة
عُمان إلى أكثر من 1035 شركة حتى سبتمبر 2025م، بإجمالي رأس مال مستثمر يقدّر بـ
191.5 مليون ريال عُماني، تشكّل المساهمة اللبنانية منها نحو 80 بالمائة، وتتركز
أغلب الاستثمارات في قطاعات التجارة والتجزئة، والتشييد، والصناعة التحويلية،
والنقل، والخدمات الغذائية.
/العُمانية/
محمد السيفي