بدء أعمال المؤتمر الإقليمي لتقرير التنمية المستدامة العالمي 2023 بجامعة قطر

الدوحة في 24 يناير /قنا/ بدأت اليوم، بجامعة قطر أعمال “المؤتمر الإقليمي لتقرير التنمية المستدامة العالمي للمنطقة العربية وغربي آسيا 2023” الذي ينظمه معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بالجامعة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي ويستمر يومين.

ويهدف المؤتمر الذي يجمع نخبة من العلماء والباحثين والمهتمين وصناع القرار من قطر وخارجها، إلى إثراء تقرير الأمم المتحدة العالمي للتنمية المستدامة 2023 والمقرر نشره في سبتمبر 2023، حيث يعد هذا الحدث جزءا من تقييم منظور مجموعة العلماء المستقلة (IGS) من مناطق مختلفة من العالم، بغية الوقوف على وجهات النظر ومعرفة الأولويات والتحديات والفرص ذات الصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولدى افتتاحه أعمال المؤتمر، شدد سعادة الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس الجامعة على أهمية التعاون العالمي لبناء التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف والتطلعات ذات الصلة.. مشيرا إلى الدور البارز لجامعة قطر على هذا الصعيد، ومعبرا فخرها باستضافة المؤتمر بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي.

ولفت إلى أن قضايا الاستدامة تعد ضمن أولوية بحثية أساسية في استراتيجية جامعة قطر (2021 – 2025) وفي استراتيجيات السياسات الرئيسية على المستوى الوطني، وعلى وجه الخصوص، رؤية دولة قطر الوطنية 2030.

وأضاف “نحن بحاجة إلى تذكر تدابير الاستدامة الفريدة التي تم اتخاذها خلال كأس العالم FIFA قطر 2022”.. مؤكدا أن تلك التدابير ستمثل معيارا يغير اتجاه الأحداث الرياضية الكبرى على مستوى العالم في المستقبل.

ونوه بأن المؤتمر يجمع نخبة من الخبراء الميدانيين والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين وكذلك القطاعات الخاصة.. مضيفا “بفضل هذه النخبة نعتقد أننا سنحصل على رؤية واضحة للوضع الحالي والتقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة والتحديات التي تعيق تقدمها”.

وبدوره، قال سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت رئيس جهاز التخطيط والإحصاء إن المؤتمر يمثل فرصة سانحة لالتقاء العلماء والأكاديميين والباحثين وأصحاب المصلحة من القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتبادل الخبرات حول قضايا التنمية ودعم الحلول والممارسات المستدامة لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق المزيد من الصمود والتكيف والابتكار.

وقال إن دولة قطر أدركت منذ زمن أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل تعزيز جودة الحياة وفقا لنهج تنموي مستدام.. مؤكدا أنه تم دمج هذه الأهداف في استراتيجيات التنمية الوطنية المتعاقبة والتي ترجمت تلك الأهداف إلى مبادرات وطنية محددة تستهدف إحداث تحول نوعي في النظم الصحية والتعليمية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى الجهود التي تبذل حاليا بالتعاون بين كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لإعداد استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر.. وقال “نحرص على تقوية الترابط بين أولويات التنمية الوطنية من ناحية وأولويات أهداف التنمية المستدامة الدولية 2030 من ناحية أخرى”.

وأكد على أهمية البحوث والدراسات لرصد واقع التنمية الوطنية واتجاهات تطور مؤشراتها، فضلا عن دورها في رسم الاستراتيجيات الوطنية والسياسات التنموية الرشيدة القائمة على الأدلة.. مشيرا إلى أن الجهاز يقوم بإصدار تقارير دورية عن أهداف التنمية المستدامة الدولية ولاسيما تلك المتعلقة بدولة قطر على وجه الخصوص.

وأعلن أن الجهاز نجح وبالتعاون مع الوزارات وأجهزة الدولة الأخرى في إصدار نحو 84 في المئة من المؤشرات الوطنية الخاصة بأهداف التنمية المستدامة “مما يسهم في تقييم أفضل للتقدم المحرز في تنفيذ تلك الأهداف والأدلة الطموحة ذات الصلة”.

وفي كلمتها بالمناسبة قالت الدكتورة كلثم الغانم مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر إن هذا المؤتمر يهدف إلى إثراء تقرير التنمية المستدامة العالمي للأمم المتحدة 2023 المقرر نشره في سبتمبر 2023، ويعد جزءا من تقييم منظور المجموعة المستقلة للعلماء من مختلف أنحاء العالم.

وأكدت أهمية المؤتمر لإتاحته الفرصة أمام الباحثين المختصين في مجالات التنمية المختلفة للتعاون وتبادل الخبرات والاستشارات للوصول إلى حلول ناجعة للمشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تشكل أهمية على الصعيد العالمي ليتم تقديم التقرير خلال الربع الأخير من هذا العام 2023.

وأضافت أن المعنيين بالتنمية المستدامة في المنطقة العربية يسعون للحصول على وجهات نظر الباحثين القيمة، ومعرفة الأولويات المتعلقة بسياقات محددة، والتحديات والفرص، بالإضافة إلى الأدوات العملية القابلة للتطوير لتسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة.

وفيما يتعلق بمنطقة غرب آسيا، أوضحت أن جميع نقاط الانطلاق الست المحددة في تقرير التنمية المستدامة العالمي لعام 2019 لها أهمية قصوى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وبالأخص تعزيز رفاه الإنسان والقدرات البشرية، وتحقيق إزالة الكربون من مصادر الطاقة مع السعي لوصول الجميع إلى الطاقة، وتأمين المشاعات (الموارد المشتركة) البيئية العالمية.

وأوضحت أن هذا المؤتمر الذي تحتضنه جامعة قطر سيعمل على تحديد طرق مبتكرة لجعل المحاور الخمسة (الحوكمة، والاقتصاد والمالية، والعمل الفردي والجماعي، والعلوم والتكنولوجيا، والقدرات) تعمل معا في سياق نقاط الانطلاق الست لتهيئة الظروف المواتية لتسريع التقدم.

كما سيعمل المؤتمر، وفقا للدكتورة الغانم، على تحديد أدوات واعدة ومحددة لتسريع التحول في سياق نقاط الانطلاق من سياسات، ومبادرات، وتكنولوجيا، وشراكات وغيرها، إلى جانب تحديد طرق لخلق ظروف مواتية للتحول من النشوء إلى التسارع والاستقرار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت إلى أن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 تضع سبعة عشر هدفاً لتوجيه تقدم البلدان نحو مجتمعات أكثر ازدهاراً وعدلاً ومراعاةً للبيئة.. مؤكدة أهمية ودور القطاع الخاص في تحقيق هذه الأهداف التنموية.

وأضافت “نسعى في هذا المؤتمر إلى إنشاء شبكة معرفية متعددة التخصصات حول الدور المتزايد للقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

وأفادت في سياق متصل، بأن تقرير التنمية المستدامة العالمي 2023 سيسلط الضوء على النماذج الناجحة لمبادرات التنمية الاقتصادية المستدامة التي يقودها القطاع الخاص في المنطقة العربية، وسيضع اقتراحات لتبني أفضل الممارسات المعتمدة في أجزاء أخرى من العالم.

كما أشارت إلى أن المؤتمر سيساهم في تعزيز المعرفة حول أهداف التنمية المستدامة بين الجمهور وصناع القرار.. داعية الأكاديميين والخبراء وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص محلياً وإقليمياً ودولياً لتبادل معارفهم وأفكارهم وخبراتهم وتوقعاتهم حول إنشاء مجتمعات أكثر استدامة.

ونبهت الدكتورة كلثم الغانم إلى التحديات العديدة التي تواجه التنمية المستدامة وقدرة المنطقة التي تتطلب نهجاً منظماً وتعاونا دوليا بشكل عام وإقليمي بشكل خاص، ومفاهيم اقتصادية عادلة.

ومن المقرر أن يتبادل المشاركون خلال يومي المؤتمر الرؤى والأفكار والتجارب بشأن سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لاسيما على صعيد البيئة والطاقة والأمن الغذائي وغيرها من مجالات التنمية المستدامة التي تحقق رفاهية الإنسان وتقدمه.