استجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة… الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام ٢٠٢٦
مجلس وزراء الإعلام العرب يختتم أعمال دورته الـ 55 بمقر الأمانة العامة بالقاهرة
مندوبا عن الملك والملكةالامير طلال يكرم الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان
الدورة السابعة لملتقى التعاون العربي -الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيونتنعقد في الصين يومي 4 – 6 نوفمبر الحالي
الجزائر في 15 ديسمبر 2025 /العُمانية/ برزت مدينة
تيميمون، الواقعة في جنوب غرب الجزائر، بوصفها إحدى الوجهات الثقافية النشطة في
البلاد، حيث شهدت خلال فترة وجيزة تنظيم عدة تظاهرات دولية، من بينها المهرجان
الدولي للسياحة الصحراوية، والمهرجان الدولي للفيلم القصير، والمهرجان الدولي
للكسكس، ما يعكس حيويّتها وتنامي حضورها في المشهد الثقافي والفني الجزائري.
ويعود هذا الحضور اللافت إلى ما تزخر به المدينة من
مقومات عمرانية وبيئية متميزة، جعلتها من أبرز الوجهات السياحية في الجزائر، حيث
تحتفظ بطابعها المعماري الإسلامي، ومنازلها الطينية المصبوغة باللون الأحمر، الذي
منحها لقب “الواحة الحمراء”.
ويؤكد الروائي الجزائري علي هجرسي، في تصريح لوكالة
الأنباء العُمانية، أن تيميمون تُعد نموذجًا فريدًا للتكامل بين التراث والهوية،
مشيرًا إلى أن معمارها الطيني يعكس قدرة الإنسان المحلي على التكيّف مع الطبيعة
الصحراوية، كما تظل المدينة محتفظة بتراث شفهي وطقوس جماعية ما تزال حاضرة في
تفاصيل الحياة اليومية، مما يجعلها وجهة ثقافية وروحية بامتياز.
وتتميز المدينة بقصورها القديمة، وهضابها المحيطة،
ومغاراتها، وواحاتها الغنّاء، إلى جانب هندستها العمرانية التي تمزج بين البساطة
والمهارة، وقد أدرجها باحثون فرنسيون إبان فترة الاحتلال ضمن أجمل واحات المنطقة،
مشيدين بجمالها الطبيعي والعمراني.
ويصف الباحث عبد الغني صدوق تيميمون بأنها
“ولاية فتية” تقع في إقليم قورارة، ومحاطة بواحات من النخيل، وتعتمد
تقليديًّا على نظام “الفقارات” في الري، وهو نظام مائي قديم يقوم على
حفر الآبار يدويًّا، وأضاف أن عمارة المدينة تعتمد على الطوب المصنوع من الطين
الذي يسهم في تلطيف المناخ، مؤكدًا أن الطابع المعماري التقليدي لا يزال حاضرًا
رغم التوسع العمراني الحديث.
ويُعدّ “فندق الواحة الحمراء” من أبرز
المعالم السياحية في المدينة، وهو مبنى تاريخي يعود إلى الفترة ما بين عامي 1912
و1917، وقد أُنشئ وفق الطراز السوداني الجديد باستخدام اللبن الطيني، ويضم زخارف
مستوحاة من الطابع البربري. تحوّل لاحقًا إلى أحد فنادق شركة “ترانس
أتلانتيك”، قبل أن يُعاد تأهيله ليُصبح مقرًا للمركز الجزائري للتراث
المعماري المبني بالطين، منذ عام 2014.
ومن المعالم الأخرى البارزة في المدينة، “قصرية
أمغيّر” التي يعود تاريخ إنشائها إلى نحو سبعة قرون، وهي تشكّل جزءًا مهمًّا
من التراث المحلي في تيميمون، حيث عُرفت سابقًا بمياهها الغزيرة ونظامها التقليدي
في تقسيم المياه، كما يُعد “قصر إغزر” من الوجهات السياحية الهادئة التي
تجتذب الزوار المحليين والأجانب لما يوفّره من سكينة وسط الطبيعة الواحاتية
الخلابة.
وتشهد تيميمون موسمًا سياحيًّا شتويًّا نشطًا يمتد من
أكتوبر إلى مايو من كل عام، ويُعدّ الزوّار الأوروبيون من أبرز المرتادين للمنطقة،
لما تتمتع به من مناخ معتدل وتنوّع ثقافي وبيئي يعكس خصوصية الجنوب الجزائري.
ويُجسّد الحراك الثقافي والسياحي المتنامي في تيميمون
نموذجًا للتنمية المتوازنة التي ترتكز على استثمار الموروث الطبيعي والمعماري، ضمن
رؤية تحافظ على الهوية وتُعزّز حضور المدينة كوجهة ثقافية في قلب الصحراء
الجزائرية.
/العُمانية/ النشرة الثقافية
أمل السعدية