ثقافي / أولى جلسات ملتقى الترجمة الدولي 2025 تبحث تأهيل المترجمين لمواجهة الأزمات الميدانية

الرياض 15 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 06 نوفمبر 2025 م واس
ناقشت أولى جلسات ملتقى الترجمة الدولي 2025 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار “من السعودية نترجم المستقبل”، موضوع “تدريب المترجمين لمواجهة الأزمات.. من قاعات التأهيل إلى الميادين”، بمشاركة نخبة من المختصين والباحثين في مجال دراسات الترجمة.
وشارك في الجلسة عدد من الأكاديميين والخبراء من جامعات محلية ودولية، وأدارتها الأكاديمية وباحثة الدكتوراة في دراسات الترجمة الدكتورة مشاعل الجاسر، واستعرض المتحدثون التجارب الأكاديمية والميدانية في تدريب المترجمين على الاستجابة اللغوية والإنسانية خلال الأزمات والكوارث، مؤكدين أهمية إعداد مترجمين قادرين على أداء أدوارهم الحيوية في المواقف الحرجة التي تتطلب سرعة، ودقة، ومسؤولية أخلاقية عالية.
وأكد المتحدثون في الجلسة أن مهنة الترجمة تجاوزت حدود القاعات الأكاديمية والمكاتب التقليدية، لتصبح عنصرًا أساسيًا في الميدان خلال الأزمات الصحية والإنسانية والطبيعية، إذ يؤدي المترجم دورًا محوريًا في إنقاذ الأرواح، وتيسير عمليات الإغاثة، وتمكين التواصل الفعّال بين الشعوب والجهات الدولية.
وأوضح المتحدثون أن تطوير برامج التأهيل الأكاديمي والميداني يسهم في إعداد مترجمين قادرين على أداء مهامهم بكفاءة عالية في المواقف الطارئة، والتعامل باحترافية مع التحديات اللغوية والثقافية المصاحبة لها.
وتطرقت الجلسة إلى أبرز المهارات المطلوبة لمترجمي الأزمات، ومن بينها الترجمة الفورية السريعة، وإدارة المحتوى الإعلامي في البيئات المتوترة، إضافة إلى التعامل مع المصطلحات المتخصصة في قطاعات الصحة والأمن والإغاثة، مؤكدة أهمية تكامل الأدوار بين الجامعات ومؤسسات التدريب والجهات الحكومية لتطوير برامج متخصصة تواكب طبيعة العمل الإنساني في أوقات الأزمات العالمية.
وشدد المتحدثون على أن المترجم يجب أن يتعلم التعامل مع الاختلافات الثقافية، وأن يُدرَّب على إنتاج الترجمات بأسلوب مهني يجمع بين الدقة والابتكار، مؤكدين أهمية وجود برنامج وطني لتأهيل المترجمين في المملكة بإشراف خبراء عالميين لضمان أعلى مستويات الجودة, مشيرين إلى أن أحد أبرز التحديات يتمثل في حجم المحتوى المعرفي الهائل الذي يجب أن يطّلع عليه المترجم لضمان جودة عمله، داعين إلى عقد مؤتمر علمي يجمع الأكاديميين والممارسين لتبادل الخبرات، مع إدراج مناهج تدريبية متخصصة في مهارات إعداد الترجمات المتقدمة.
وأوصت الجلسة بإنشاء برامج مهنية متقدمة تمكّن المترجمين في المملكة من تطوير مهاراتهم ومواكبة تقنيات الترجمة الآلية الحديثة، بحيث لا يكون الهدف الاستغناء عن المترجم البشري، بل تعزيز كفاءته ورفع مستوى المهنة بما يواكب متطلبات السوق المحلية والعالمية.
ويُعد ملتقى الترجمة الدولي 2025 أحد أبرز الملتقيات المتخصصة في صناعة الترجمة على المستوى الإقليمي، إذ تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر، بمشاركة أكثر من (75) خبيرًا محليًا ودوليًا من (22) دولة, ويتضمن الملتقى سبعة مسارات نظرية وتفاعلية، من أبرزها مسار “الجلسات الحوارية” الذي يشمل (15) جلسة تناقش أحدث القضايا والاتجاهات في الترجمة الحديثة.
ويأتي انعقاد الملتقى ضمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لترسيخ مكانة المملكة مركزًا ثقافيًا رائدًا في المنطقة، ودعم صناعة الترجمة بوصفها جسرًا للتواصل الحضاري والمعرفي، وتعزيز دورها في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير القدرات الوطنية، وتوسيع الشراكات الدولية، وتبادل الخبرات مع المؤسسات الأكاديمية والمهنية حول العالم.
// انتهى //
23:32 ت مـ
0304