القريات 11 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 02 نوفمبر 2025 م واس
تشتهر محافظة القريات بمنطقة الجوف شمال المملكة بمهنة “استخراج الملح” من أراضيها الغنية بهذا المورد الطبيعي، وارتباط تسميتها بالملح، إذ تُوصف بـ”قريات الملح”.
وتشكل هذه المهنة منذ القدم قيمة اقتصادية للأهالي؛ فتبدأ أولى مراحل إنتاج الملح باستخراجه بالطريقة التقليدية المتوارثة، بعد تجميع المياه بمواقع الممالح وتجفيفها من خلال أشعة الشمس، لتبقى مجاميع الملح بارزة، ثم يجمّعه العاملون، وبعد ذلك يُستخدم ضمن المكونات الغذائية الأساسية.
وأسهم “مهرجان الملح بالقريات”, الذي انطلق الخميس الماضي، في تسليط الضوء على هذه المهنة العريقة وسرد قصتها لزوار المهرجان؛ إذ يقف المشارك مسلم مبارك الجوفي ليجسد طريقة استخراج الملح باستخدام “القُفّة” وهي أداة جلدية نصف دائرية مصنوعة من الجلد أو الربل، تُجمع المياه فيها وتسمح بمرور المياه والإبقاء على الملح، بينما يرفد هذه العملية استخدام أداة أخرى وهي “المكحار” والمتمثلة بقطعة خشبية تُسحب بها المياه وتُعبأ في “القُفة”.
وتبرز في ذات المهرجان أصوات الأهازيج التي كانت تردد أثناء تجميع الملح، وبها تستنهض همم العاملين لتجميع أكبر كمية من الملح وتخفيف ضغط العمل والتسلية أحيانًا، وتردد بلحن واحد بشكل فردي أو جماعي بالتناوب فيما بينهم.
وأوضح الجوفي أن “سبخة كاف” من مواقع الممالح القديمة التي يُستخرج منها الملح، بعد أن تتجمع فيها مياه الأمطار والسيول، أما في الوقت الحالي يُعتمد على سبخة أخرى قرب “قرية إثرة” بإنشاء “المطوخ” وهي قنوات مستطيلة الشكل يتم تجميع المياه فيها لتجفيفها عبر حرارة الشمس واستخراج الملح منها، و”القلبان” التي تمثل حفر تجميع المياه الدائرية والعميقة.
وعن أنواع الملح المستخرج بين المشارك “الجوفي” بأنهما نوعان، هما: الملح الضروس والملح الزبد، إذ يمتاز الأخير بجودته العالية ونعومة الملمس.
ويثري “مهرجان الملح بالقريات” في نسخته الأولى على مدى 10 أيام؛ تجربة الزائر بالتعرف على تاريخ الملح وارتباط الأهالي بهذه المهنة، واعتمادهم عليها في الغذاء، إضافة إلى قيمته التجارية وتصديره إلى العديد من المناطق.
// انتهى //
17:38 ت مـ
0135