
المدينة المنورة 05 صفر 1447 هـ الموافق 30 يوليو 2025 م واس
نظّمت هيئة الأدب والنشر والترجمة ندوة نوعيّة بعنوان “الاتصال المؤسسي: كيف تكون القصة مقنعة وملهمة”، وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض المدينة المنورة للكتاب 2025، أدارها الإعلامي هاشم الجحدلي، واستضاف فيها الوكيل المساعد للتواصل في وزارة الحج والعمرة، أنس بن ناصر الحميد، في جلسة جمعت الخبرة الميدانية والتأصيل المهني، على مسرح المعرض.
وطرح الحميد خلال الندوة رؤية شاملة حول دور القصّة في الاتصال المؤسسي، مبيّنًا أن الرسائل الفعّالة لا تُقاس بعدد المشاهدات أو مؤشرات الأداء فقط، وإنما بما تُحدثه من أثر نفسي وسلوكي لدى الجمهور، مشيرًا إلى أن القصة الجيّدة تستطيع أن تبني جسور الثقة والانتماء، وتُحدث تغييرًا حقيقيًّا في سلوك المتلقي، إذا صيغت ببساطة ووضوح، وانسجمت مع هوية المؤسسة ورسالتها الجوهرية.
وأكّد أن القصة المؤسسية الناجحة ليست مجرّد نسجٍ أدبيّ متخيّل، بل تنبع غالبًا من تجربة واقعية أو موقف حقيقي يُبرز قيمة أو رسالة، ويتضمّن صراعًا وحلًّا، مستطردًا إلى ضرورة تقديم القصة بلغة بشرية خالية من التعقيد، وبتفاصيل دقيقة تلامس واقع الجمهور المستهدف، منوهًا بأهمية أن تعكس القصص مواقف صادقة تُعبّر عن طبيعة المؤسسة وتعزّز مصداقيّتها.
واستعرض الحميد عددًا من النماذج الحيّة التي استخدمت فيها مؤسسات مختلفة القصص في حملاتها بنجاح، مستدلًا على أن القصص ليست مجرّد وسيلة للإقناع، بل أداة إستراتيجية لتغيير السلوك وتعزيز الصورة الذهنية، مضيفًا أن الاتصال المؤسسي الناجح يتطلب ممن يمارسه أن يكون قارئًا، شغوفًا، مبدعًا، ملمًّا بالسياق، وصاحب تجربة ومعرفة مهنية متراكمة.
وتطرّق إلى دور الاتصال في إدارة الأزمات، مؤكدًا أن التعامل الفعّال مع الأزمات يعتمد على دقة تقييمها، وسرعة الاستجابة، وشفافية الطرح، لافتًا إلى أن الشفافية لا تعني كشف كل شيء، بل تقديم الرواية الصادقة بوضوح ومسؤولية، محذّرًا من مخاطر التردّد في زمنٍ تتسارع فيه وسائل النشر ووسائط التأثير.
وفي سياق حديثه عن الذكاء الاصطناعي، أوضح الحميد أن التكنولوجيا يمكن أن تكون حليفًا قويًّا في إنتاج محتوى مؤثّر، إذا استُخدمت ضمن رؤية مهنية، مشدّدًا على ضرورة تكثيف الجهود التوعوية لمواجهة المحتوى المخادع والمضلّل الناتج عن الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وعلى أهمية تطوير المحتوى المحلي بما يخدم المؤسسات والمجتمع على حدٍّ سواء.
وتأتي هذه الندوة ضمن سعي معرض المدينة المنورة للكتاب إلى تقديم مساحات نقاشية متخصصة، تربط بين الفكر والتطبيق، وتطرح قضايا الإعلام والاتصال في أفق ثقافيٍّ يعزّز المهنية ويتقاطع مع التحولات التقنية والسوسيولوجية الجارية.
// انتهى //
23:18 ت مـ
0231