
الرياض 19 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 11 أكتوبر 2025 م واس
واصل البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025 فعالياته بتنظيم ورشة عمل متخصصة بعنوان “الحوار، والوصف، والحبكة.. أدوات الروائي السارد”، قدّمها الباحث والروائي عبدالواحد الأنصاري، بحضور عدد من المهتمين بالأدب، والكتابة الإبداعية.
وتناولت الورشة أهمية امتلاك الروائي أدوات سردية متقنة تمكّنه من قيادة النص، وجذب القارئ، وبناء تجربة قرائية متماسكة، مبينةً أن الحوار والوصف والحبكة تشكل “ثلاثية مركزية” في أي عمل روائي، وأن أي خلل في أحدها ينعكس على جودة النص بأكمله.
وتطرّقت إلى محور الحوار سواء أكان داخليًا يكشف صوت الشخصية، أو خارجيًا يعكس التفاعل بين الشخصيات، فإنه يمثل عنصرًا أساسيًا في بناء الرواية، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه الكاتب في الموازنة بين اللغة الفصحى والدارجة، بما يضمن صدق الشخصيات واتساقها مع بيئتها، مع المحافظة على وحدة النص، مستعرضةً نماذج عربية وعالمية تعاملت مع هذا الجانب بطرق متنوعة، وأن نجاح الحوار يقاس بقدرة القارئ على سماع “صوت الشخصية” بوضوح من خلال النص.
وانتقلت الورشة إلى محور الوصف، ودوره الذي يتجاوز تسجيل تفاصيل المكان والزمان إلى نقل المناخ النفسي للعمل، وإيصال الحالة الشعورية للشخصيات، حيث إن الكاتب الناجح يوظف الوصف بذكاء لتكثيف المشهد، وتحفيز خيال القارئ دون استطراد.
وفي محور الحبكة، أبرزت الورشة أهميتها بوصفها البنية الأهم في العمل الروائي، إذ تترابط من خلالها الأحداث والشخصيات لتشكيل نسيج متماسك، إذ إن الكاتب الذي يتقن بناء الحبكة يستطيع قيادة القارئ من البداية إلى النهاية، بينما يؤدي ضعفها إلى تفكك النص وفقدان عنصر التشويق، مبينة أن صياغة حبكة ناجحة تتطلب وعيًا بالزمن الروائي، وإتقان الانتقالات بين العقدة والحل، مع الموازنة بين منطق الأحداث وحيويتها.
// انتهى //
03:01 ت مـ
0016