ثقافي / “الرحى”.. من أقدم الآلات في المملكة لطحن الحبوب

بريدة 09 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 31 أكتوبر 2025 م واس
تعد آلة “الرحى” من أقم الأدوات المنزلية التي استخدمها الناس قديمًا، في الطحن، وتحرص الكثير من الأسر قديمًا على اقتنائها، إذ لم تكن هذه الأداة الحجرية العتيقة مجرد وسيلة لطحن الحبوب فقط، بل كانت مسرحًا للحكايات، وشاهدًا على مجتمعٍ بكامل تفاصيله الإنسانية.
وتتكون الرحى من حجرين دائريين أملسين، يوضعان فوق بعضهما بصورة متطابقة، يكون الجزء العلوي أكبر من السفلي قليلاً، وفي وسطهما فتحة صغيرة لإدخال الحبوب منها، ومن هذه الفتحة يخرج عمود خشبي صغير يحافظ على توازن الآلة عند الدوران، كما يوجد في الحجر العلوي مقبض خشبي للإمساك به وتدويره أثناء عملية الطحن.
كما أكدت السيدة مريم المبارك المهتمة بالتراث القديم أن “الرحى” من الأدوات العتيقة التي يهتم بإقتنائها الناس في منازلهم، فهي من الأدوات التي تطحن الحبوب بأنواعها، وعن طريقة استخدامها، أشارت إن الرحى تعتمد بالدرجة الأولى على القوة البدنية لدى المرأة، التي

وتبدء عملية طحن الدقيق من خلال تدوير الجزء العلوي من “الرحى”، بعد فرش أرضية الرحى بقطعة من الجلد أو القماش بما يمنع المادة التي تطحن من التناثر على الأرض، ولكي يسهل جمعها في إناء خاص لحفظها، ثم يُوضع بعد ذلك الدقيق أو الحبوب المراد طحنها في الفتحة الصغيرة التي تتوسط الحجر الدائري، وتبدأ المرأة بتحريكه من المقبض العلوي بصورة دائرية مستمرة، وإذا كان المراد عملية طحن دقيقة للحبوب، فيتم تحريك الرحى ببطء ولفترة طويلة، وإذا أريدت حبوب مطحونة بشكل خشن، فإن عملية الطحن تكون أسرع، وتضاف الحبوب إلى الرحى في وقت متقارب.
يذكر أن العلاقة الوثيقة بين المرأة والرحى في المملكة اكتسبت أبعادًا نفسية واجتماعية ووجدانية مختلفة، كما ذُكر “الرحى” في الروايات والكتب الأدبية القديمة وكذلك في كتب التاريخ وفي وصف المؤرخين للحياة اليومية في المجتمعات العربية عبر مراحل تطورها التاريخي وصولًا إلى زمن الحياة الحضرية المعاصرة في المجتمعات الحديثة.
// انتهى //
15:01 ت مـ
0059