
الرياض 15 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 07 أكتوبر 2025 م واس
تحوّل معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، إلى ملتقًى عالمي لعشّاق القراءة والسفر الثقافي، إذ يجوب زوّاره أجنحته كرحّالة بين العناوين، يحملون حقائب تفيض بالكتب والذكريات، في مشهد يعكس المكانة التي بات يحتلها المعرض أحد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.
ومن بين الزوّار يروي أحمد عبدالصمد، شاب مغربي جاء من الدار البيضاء خصيصًا لحضور المعرض، تجربته قائلاً: “كنت أنوي شراء عشرة كتب فقط، لكنني خرجت بأكثر من أربعين عنوانًا”، مشيرًا إلى أنه استفاد من خدمة الشحن الدولي التي يقدّمها المعرض بعد أن واجه العام الماضي مشكلة الوزن الزائد في المطار، مضيفًا بابتسامة: “هذه الكتب سترافقني في مقاهي الدار البيضاء، وفي رحلات القطار، فهي تذكاراتي الحقيقية من الرياض”.
وفي مشهد آخر، حملت الطالبة الكورية سوهي كيم نسخةً من ألف ليلةٍ وليلة، وقالت: “أتيت إلى الرياض لأتعلم العربية من الكتب الأصلية، هنا الأسعار أفضل وهناك عناوين لا تصل إلينا في كوريا”، مضيفةً أنها اشترت أكثر من خمسة عشر كتابًا في الأدب العربي القديم والمعاجم.
أما السعودي علي مدخلي، الذي قطع أكثر من ألف كيلومتر من جيزان إلى الرياض، فقد قال: “أتعامل مع الكتب كزادٍ للرحلة، وأخصّص ميزانيةً سنوية تفوق ثلاثة آلاف ريال للقراءة”، مشيرًا إلى أن أبناءه يسخرون من كثرة الكتب التي يجلبها، لكنهم في النهاية يقرؤون منها جميعًا.
وتصف أستاذة الأدب العربي الدكتورة ليلى فؤاد، تجربتها في المعرض بأنها “صيد علمي نادر”، إذ اقتنت عشرات الكتب والمخطوطات البحثية النادرة، وأرسلتها مباشرة إلى مقر عملها عبر خدمة الشحن المتاحة، مشيدةً بتسهيلات المعرض التي تدعم الباحثين والمهتمين بالمعرفة.
كما يؤكد الزائر سالم المنصوري، القادم من الإمارات مع أسرته، أن معرض الرياض “يتجاوز فكرة سوق الكتاب إلى فضاء ثقافي متكامل يجمع بين الأدب والفكر والفن”، مشيرًا إلى أن تنوع الفعاليات جعله تجربة مختلفة عن بقية المعارض الإقليمية.
وفي شهادةٍ من داخل المعرض، أوضح مدير دار “رشم” للنشر صالح الحماد، أن هذا العام شهد حضورًا ملحوظًا للزوار من خارج المملكة، مبينًا أن خدمات الشحن والتخزين شجّعت القراء على اقتناء كميات أكبر من الكتب دون قلق من الوزن الزائد.
وبين ممرات المعرض وأجنحته تتجسد ملامح “السائح الثقافي” الذي يجمع بين شغف الاكتشاف وحب القراءة، إذ أصبحت حقيبة السفر صندوقًا متنقلًا للمعرفة، والكتاب تذكارًا خالدًا من رحلةٍ ثقافية تنطلق من الرياض إلى العالم.
يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يُقام في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حتى 11 أكتوبر الجاري، تحت شعار “الرياض تقرأ”، ضمن حملة “السعودية تقرأ” التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز شغف القراءة وبناء مجتمعٍ معرفي متفاعل مع الإبداع العالمي.
// انتهى //
17:00 ت مـ
0154