ثقافي / السينما في المملكة.. حراك إبداعي يدعم نمو صناعة الأفلام ومهرجان البحر الأحمر في الصدارة

جدة 23 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 14 ديسمبر 2025 م واس
أسدل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الستار على دورته الخامسة، مؤكّدًا مكانته بوصفه منصة سينمائية دولية رائدة أسهمت في استقطاب طيفٍ واسع من الأعمال السينمائية وصنّاع الأفلام من مختلف دول العالم، إلى جانب حضورٍ جماهيري لافت من عشّاق السينما، الذين تابعوا عروضًا متنوّعة جمعت بين التجارب السعودية الرائدة والأعمال الإقليمية اللافتة، إضافة إلى الإنتاجات العالمية، بما يعكس ثقل المهرجان ودوره المحوري في المشهد السينمائي الإقليمي والدولي.
وشكّل “سوق البحر الأحمر” أحد أبرز ملامح هذه الدورة، بما صاحبه من زخم مهني وتوسّع نوعي؛ ليكون منصة إقليمية عالمية جمعت صنّاع الأفلام وشركات الإنتاج والموزّعين، وأتاحت مساحات للقاء وبناء الشراكات؛ بهدف دعم تطوير مشاريع سينمائية قصيرة وطويلة يُرتقب أن ترى النور في دورات قادمة.
ويعكس مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الحراك الثقافي المتسارع الذي تشهده المملكة في قطاع الأفلام، ضمن منظومة متكاملة من المبادرات وبرامج الدعم، أسهمت خلال الأعوام الأخيرة في ترسيخ حضور السينما السعودية على خارطة الصناعة السينمائية إقليميًا ودوليًا، وجعلت من المهرجان منصة رئيسة لاكتشاف المواهب وصناعة المحتوى السينمائي السعودي والعربي والإقليمي.
ومثّل العام 2018 نقطة تحوّل مع افتتاح دور السينما وإدراج صناعة الأفلام ضمن القطاعات المستهدفة في رؤية المملكة 2030، حيث شهدت الصناعة السينمائية نموًا متسارعًا على مستوى الإنتاج والبنية التحتية؛ وفي عام 2019 أُعلن عن تأسيس مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بوصفه أول منصة سعودية دولية متخصصة في دعم إنتاج وعرض الأفلام، إلى جانب إطلاق “معمل البحر الأحمر”، الذي يُعدّ أول برنامج وطني لتطوير المشاريع السينمائية.
وشكّل انطلاق المهرجان رسميًا عام 2021 في جدة التاريخية, محطة محورية في مسار تطوير قطاع الأفلام بالمملكة، إذ وفّر منذ دورته الأولى بنية احترافية متكاملة تشمل العروض الرسمية، والبرامج التدريبية، وسوق المشاريع، وأيام الصناعة، مما أتاح مظلة جامعة لصنّاع الأفلام من مختلف دول العالم، وعزّز حضور المشاركة السعودية في الإنتاج السينمائي.
كما أسهم المهرجان في دعم بيئة الإنتاج المحلي من خلال تمكين المشاريع السعودية الصاعدة، وإتاحة الفرص للمخرجين الشباب لتطوير أعمالهم عبر “معمل البحر الأحمر” وبرامج التمويل والمنح التي ساعدت العديد من الأفلام السعودية على الانتقال من مرحلة الفكرة إلى العرض في منصات ومهرجانات دولية، إلى جانب رفع كفاءة الكوادر الوطنية من كتّاب ومخرجين ومصورين وفنيين، عبر ورش العمل والحوارات المهنية المتخصصة.
وأتاح مهرجان البحر الأحمر كذلك مساحة فاعلة للتواصل بين المستثمرين وشركات الإنتاج المحلية والدولية؛ مما أسهم في استقطاب الخبرات العالمية وتعزيز البنية التحتية لصناعة الأفلام في المملكة، بالتوازي مع توسّع مواقع التصوير والاستوديوهات في عدد من المناطق، من بينها نيوم وجدة والرياض، واستضافة إنتاجات سينمائية دولية كبرى.
وأظهرت الدورات المتعاقبة للمهرجان منذ 2022 وحتى نسخة هذا العام 2025, تنامي حضور السينما السعودية على الساحة العالمية، حيث باتت الأفلام المحلية تحجز مواقعها في قوائم المنافسة بالمهرجانات الدولية، مستفيدة من البيئة الداعمة التي أوجدها المهرجان وبرامج الدعم الحكومية، إلى جانب تزايد الشراكات بين المواهب السعودية والجهات الإنتاجية الإقليمية والعالمية.
وبينما يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أداء دوره الريادي في تمكين صنّاع الأفلام، تشهد المملكة نهضة ثقافية شاملة تتجلى في ازدياد الإنتاج السينمائي، وتنوّع القصص المحلية، وتنامي إقبال الجمهور، وتسارع نمو سوق الأفلام والأنشطة المصاحبة، بما يؤكد مكانة المملكة بوصفها أحد أبرز مراكز صناعة السينما الصاعدة في المنطقة.
// انتهى //
12:12 ت مـ
0057