
الرياض 29 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 25 يونيو 2025 م واس
نظّمت هيئة المتاحف، لقاءً افتراضيًا بعنوان “المتاحف كمراكز للبحث العلمي والتبادل الثقافي”، بهدف استكشاف الأدوار المتجددة التي تضطلع بها المتاحف في مجالي البحث العلمي والتبادل الثقافي، بوصفها مؤسسات معرفية ديناميكية تتجاوز وظيفتها التقليدية كمواقع لعرض المقتنيات.
وشارك في اللقاء، الذي أدارته مديرة التنمية في جامعة الفيصل الدكتورة لنا الصالح، ومدير مركز الدرعية لفنون المستقبل التابع لهيئة المتاحف الدكتور هيثم نوار، ومستشار وأمين المكتبات في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” طارق خواجي.
وناقش المشاركون إسهام المتاحف في استقطاب الباحثين والخبراء، ودورها الفاعل في إنتاج ونشر المعرفة من خلال البحوث العلمية، وتوثيق التراث، بالإضافة إلى إجراء دراسات متخصصة تسهم في فهم أعمق للقطع والمقتنيات.
واستُهِلّ اللقاء بنقاش السبل الكفيلة بتحويل المتاحف إلى مراكز بحثية متخصصة تحتضن الباحثين والخبراء، وكيف تسهم في دعم المعرفة وتفعيل دورها في تنمية المجتمعات.
وفي هذا السياق، قال الدكتور هيثم :” يجب تحديث المفهوم التقليدي للمتاحف، الذي يقتصر على عرض المقتنيات المادية وغير المادية، ليتماشى مع متطلبات العصر”، موضحًا أن ذلك يتم من خلال عمل هيئة المتاحف ومركز الدرعية لفنون المستقبل على تنظيم معارض دائمة ومتغيرة، بالإضافة إلى إطلاق أنشطة تعليمية ومعارض للفنون الحديثة، بهدف جعل المتاحف أكثر تفاعلًا وتنوعًا.
وأشار إلى أن هذا التطوير ينسجم بشكل إستراتيجي مع رؤية المملكة 2030، حيث يُعد بناء تاريخ حديث للمملكة في قطاع المتاحف جزءًا أساسيًا من تحقيق تلك الرؤية وتطوير القطاع الثقافي بشكل مستدام.
وبين الدكتور هيثم، أن المؤسسة الثقافية هي من تكون متقدمة عن المتلقّي بخطوة، ودور المتلقّي هو تجاوز هذه الخطوة من خلال عملية التفاعل مع المعرض أو المتحف الذي يزوره، عبر تجربة زائر مصممة بعناية، وذلك لتقديم رؤية معينة تراها المؤسسة الثقافية بالتعاون مع جهات متعددة وفنانين مختلفين.
كما تناول اللقاء كيفية تحسين جودة التفاعل داخل المتحف، ليس فقط مع الفنانين، بل أيضًا مع فئات المجتمع كافة.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور هيثم نوار أنّ الفنان هو جزء من المنظومة، وهو الذي يُحرّكها ويعطيها حيويتها، فعلى سبيل المثال، تتبع هيئة المتاحف إستراتيجية معينة تتوافق مع توجهات وزارة الثقافة، حيث تحدد كيفية التعامل مع الجمهور من خلال تنظيم الأعمال الفنية والمعارض السنوية وجدولتها بشكل مدروس، وتشتمل تلك الإستراتيجية على برمجة الأنشطة التعليمية، لتكون جزءًا لا يتجزأ من المعارض المُفعلة؛ بهدف تعزيز التفاعل وتقديم تجربة ثقافية متكاملة للجمهور
وقال :” هناك نقطة اتصال بين المتحف والجمهور، وهي التصميم داخل العمل أو المتحف، وكُتب السرد القصصي المصاحبة للمعرض الفني لتكون سهلة التداول، بالإضافة إلى أهمية دعم الجمهور تعليميًا وثقافيًا في المنطقة المستهدفة.
وفيما يخص أوجه التعاون المثلى بين الجامعات ومراكز البحوث والكُتّاب، لتعزيز منظومة التعاون نحو أهداف المستقبل، قال خواجي: ” من النقاط الأساسية معرفة الجمهور الذي تتعامل معه، وهي مهمة جدًا ومسؤولية مصممي المتاحف، والقَيّمين الفنيين، والباحثين في الدراسات الثقافية والمتحفية، لأنهم على معرفة بالفضاء المجتمعي”.
ونوّه الدكتور هيثم نوار إلى التحديات في تعزيز التبادل الثقافي الدولي قائلًا: “لسنا بحاجة إلى أن نواكب التطورات فقط، بل نهتم بالمحتوى والأفكار التي نحصل عليها من الغرب لإتاحتها للجمهور في مجتمعنا، ونتعامل مع المحتوى الذي يأتي من الغرب بوعي كافٍ للاحتراز من الأجندة المكتوبة”.
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة لقاءات شهرية تنظمها هيئة المتاحف بهدف مناقشة الموضوعات المهمة في القطاع، وذلك بهدف تعزيز الوعي، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في إدارة وحفظ التراث الثقافي، والسهام في تطوير قطاع المتاحف بالمملكة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
// انتهى //
19:22 ت مـ
0187