ثقافي / بشغف لا تحدّه الإعاقة.. “كفيف” يحضر منافسات الإبل من النسخة الأولى حتى العاشرة في مهرجان الموحد

الصياهد 25 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 16 ديسمبر 2025 م واس
في مشهد إنساني يتكرر من النسخة الأولى من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل حتى النسخة العاشرة، يحرص الشاعر الكفيف سالم المري على الحضور والمتابعة، مؤكدًا أن شغفه بالإبل لم تمنعه إعاقته البصرية من الارتباط العميق بهذا الموروث، الذي رافقه منذ نشأته وشكّل جزءًا من وجدانه وشعره.
ويقول المري إن علاقته بالإبل لا تعتمد على الرؤية بقدر ما تقوم على الإحساس، مشيرًا إلى أنه يجد متعته في سماع أصواتها، ويستأنس بلمسها والقرب منها، في تجربة وصفها بأنها تمنحه شعورًا لا يمكن وصفه بالكلمات.
وأضاف أن أمنيته الكبرى أن يبصر يومًا ما ليشاهد الإبل بعينيه، مؤكدًا أن هذا الحلم يرافقه في كل زيارة للمهرجان.
وأوضح أن حضوره المستمر للمهرجان لم يكن ليتم لو لا التسهيلات الكبيرة التي تقدمها إدارة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، مثمنًا ما يلمسه من اهتمام واضح بذوي الإعاقة، سواء في تيسير الدخول، أو توفير سبل المتابعة، أو تهيئة المواقع بما يضمن تجربة مريحة وآمنة للجميع.
وأشار المري إلى أن المهرجان نجح في تقديم نموذج يُحتذى به في الشمولية، عبر توفير تجربة متساوية للزوار بغض النظر عن قدراتهم، وهو ما يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية دمج ذوي الإعاقة في الفعاليات الوطنية الكبرى، وعدم الاكتفاء بالحضور الرمزي.
وأكد الشاعر المري أن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل لم يعد مجرد فعالية تنافسية، بل مساحة جامعة للموروث والثقافة والإنسان، تحتضن مختلف فئات المجتمع، وتمنح الجميع فرصة العيش في أجواء الإبل والتفاعل معها، كلٌ بطريقته الخاصة.
وتجسد قصة سالم المري رسالة واضحة بأن الشغف الحقيقي لا تعيقه الحواجز، وأن الاهتمام بالتيسير والشمول يفتح الأبواب أمام قصص ملهمة تستحق أن تُروى في كل نسخة من المهرجان.
// انتهى //
17:30 ت مـ
0200