ثقافي / ختام فعاليات اليوم الأول من “الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية” وسط إقبال واسع ومشاركة لافتة للجناح السوري

الرياض 22 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 13 نوفمبر 2025 م واس
اختتمت مساء اليوم، فعاليات اليوم الأول من “الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية – بنان” في نسخته الثالثة، الذي تنظمه هيئة التراث في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض، برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وسط أجواء احتفالية مميزة وإقبال لافت من الزوار والعائلات ومحبي التراث والحرف التقليدية من داخل المملكة وخارجها.
وشهد اليوم الأول حضورًا كبيرًا من مختلف الفئات العمرية، الذين حرصوا على التجول بين أجنحة الحدث التي تجاوز عددها (400) جناح لحرفيين من أكثر من (40) دولة، حيث أتاح المعرض للزوار فرصة استكشاف تنوع الحرف اليدوية وتاريخها الممتد في الثقافات الإنسانية، والتعرف عن قرب على الموروث الثقافي الغني الذي تمثله هذه الفنون التقليدية، من أعمال النسيج والخزف والمشغولات الخشبية والمعدنية، إلى الفنون الدقيقة التي تجسد الإبداع الإنساني في أبهى صوره.
واستقبل العارضون مئات الأسر والعائلات التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بما شاهدته من أعمال حرفية نفذت بأيدي محترفة تعكس أصالة الحرفيين ومهارتهم العالية، كما أتيحت للزوار فرصة التفاعل المباشر مع الحرفيين الذين واصلوا العمل في مواقعهم داخل الأجنحة، مقدمين عروضًا حية لطرق صناعة القطع الفنية أمام الجمهور، مما أضفى على الفعالية طابعًا تفاعليًا وتعليميًا مميزًا، خاصة للأطفال والطلاب الذين تعرفوا على مراحل العمل اليدوي وأهمية المحافظة على هذا الإرث الإنساني.
ولفت الجناح السوري أنظار الزوار منذ الساعات الأولى، إذ شهد إقبالًا كبيرًا من الحضور الذين حرصوا على زيارته وتفقد معروضاته التي عبّرت عن غنى التراث السوري وتنوعه، حيث عرض الحرفيون مجموعة من المشغولات النحاسية والخشبية والنسيجية المصنوعة يدويًا، التي تعكس تاريخًا طويلًا من الإبداع الحرفي المتوارث عبر الأجيال.
وتميّز الجناح بأجوائه الشرقية وتفاصيله الفنية الدقيقة، مما جعله محطة أساسية للزوار ضمن جولة اليوم الأول، وسط إشادة من الحضور الذين وصفوا التجربة بالمدهشة التي تجمع بين الحرفة والإحساس الجمالي والثقافة العريقة.
وشهد مسرح الفعاليات على مدار أكثر من ثلاث ساعات سلسلة من العروض المميزة التي قدّمتها هيئة التراث، حيث عرض عدد من الأفلام الوثائقية التي تناولت جوانب من الموروث الثقافي السعودي، من بينها فيلما “شراع” و”طيبة”، إضافة إلى الفيلم التسجيلي “موقع الفاو الأثري” وفيلم “الإقامة الحرفية في الصين”، التي قدّمت للجمهور تجربة بصرية ممتعة، أبرزت عبر الصورة والصوت عمق الحرف السعودية وثراءها الفني، كما تناولت فكرة التبادل الثقافي بين المملكة والدول المشاركة في هذا الحدث الدولي.
وتواصلت فعاليات اليوم الأول بحضور مميز لجمهورية الصين الشعبية “ضيف الشرف” في هذه النسخة، إذ شكّل الجناح الصيني نقطة جذب رئيسة للزوار، لما تضمنه من عروض حيّة للحرف والفنون التقليدية الصينية التي تنوعت بين التطريز وصناعة الحرير والنحت والفخار، مقدّمة صورة حية عن الحضارة الصينية وعمقها التاريخي في مجال الحرف اليدوية.
وقام سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشانغ هوا بزيارة الجناح الصيني، حيث اطّلع على ما يقدّمه من عروض مميزة واستمع إلى شروح من الحرفيين حول تقنيات العمل المستخدمة، وطرق الحفاظ على الحرف التقليدية في الصين، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المهم، ومشيدًا بالتنظيم المتميز لهيئة التراث وباهتمام المملكة بتعزيز التبادل الثقافي الدولي وإبراز الحرف اليدوية كجسر للتواصل بين الشعوب.
وأكّد أن اختيار الصين ضيف شرف في “بنان” يعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين وحرصهما المشترك على توطيد التعاون الثقافي والفني في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
ويأتي تنظيم “الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية” هذا العام بالتزامن مع “عام الحرف اليدوية 2025″، في إطار جهود وطنية متكاملة؛ تهدف إلى دعم وتمكين الحرفيين والحرفيات اقتصاديًا وثقافيًا، والحفاظ على الموروث الثقافي غير المادي للمملكة، إلى جانب تعزيز مكانة الحرف اليدوية في المشهد الإبداعي العالمي، وترسيخها كعنصر أساسي من عناصر الهوية الثقافية السعودية ورافد مهم من روافد التنمية المستدامة.
ويُعدُّ “بنان” أحد أبرز المبادرات التي تعكس رؤية وزارة الثقافة وهيئة التراث في إبراز التراث الوطني وحماية مكوناته الأصيلة، وتقديمه للعالم في صورة معاصرة تعبّر عن توازن المملكة بين الأصالة والتجديد، وتؤكد دورها الريادي في دعم الصناعات الإبداعية، تحقيقًا لمستهدفات “رؤية المملكة 2030” التي تجعل الثقافة محركًا رئيسًا للتنمية وجودة الحياة.
// انتهى //
23:57 ت مـ
0268