
مكة المكرمة 07 محرم 1447 هـ الموافق 02 يوليو 2025 م واس
كشفت دراسة بحثية من جامعة أم القرى عن توظيف الصورة الفوتوغرافية بصفتها عنصرًا تصميميًا متكاملًا في رؤية مبتكرة لتجميل الفراغات الداخلية للمنشآت السكنية، مما يحقق تعزيز الهوية البصرية، والأبعاد الجمالية والوظيفية، التي تتجاوز حدود الاستخدام التقليدي للصور كديكور ثانوي.
وسعت الدراسة التي أعدتها الباحثة في كلية التصاميم والفنون عفراء بنت عبدالرحمن أحمد حبيب الله، لتقديم أفق جديدة للصورة الفوتوغرافية، بوصفها وسيطًا بصريًا غنيًا بالدلالات الثقافية والبيئية والوجدانية، يمكن توظيفه بذكاء داخل المساحات السكنية لإحداث تأثيرات نفسية إيجابية، وتعزيز الارتباط بالمكان، وتحقيق بيئات معيشية أكثر دفئًا وإنسانية.
واعتمدت الدراسة على تحليل 15 نموذجًا تصميميًا من إعدادها، دمجت خلالها صورًا فوتوغرافية استلهمتها من ملامح البيئة السعودية الطبيعية والحضرية والثقافية، لتكون جزءًا أصيلًا من التكوين البصري للفراغ، وتنوعت هذه الصور بين عناصر تراثية، وتكوينات معمارية، ومشاهد طبيعية، حملت في طياتها رموزًا محلية عززت من هوية المكان وخصوصيته.
وسلطت النماذج الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها توظيف الصورة ضمن المعالجات التصميمية، من خلال تفاعلها مع العناصر الأخرى في الفراغ كالإضاءة، والألوان، والخامات، لتُنتج تكوينًا بصريًا متكاملًا يعزز الراحة النفسية، ويرتقي بجمالية التصميم، مراعية الدراسة أن دمج الصور الفوتوغرافية في التصميم الداخلي، بالشكل الذي يسهم في خلق مساحات تعبيرية ذات بُعد عاطفي، خاصة عندما تعكس الصور ثقافة المكان وسياقه الاجتماعي، ما يعزز من شعور الانتماء والارتباط البصري لدى المستخدمين.
وتُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التطبيقية التي تناولت الصورة الفوتوغرافية من منظور تصميمي في السياق السعودي، بوضعها إطارًا علميًا يمكن البناء عليه في تطوير مشاريع التصميم الداخلي التي تعتمد على البُعد البصري والثقافي عنصرًا أساسًا، التي تمثل إسهامًا نوعيًا في دعم الاقتصاد الإبداعي المحلي من خلال تعزيز المحتوى البصري السعودي، وتوظيفه في قطاعات التصميم، بما يفتح آفاقًا جديدة أمام المصممين، ويعزز من دور الصورة وسيلة فنية، وتعبيرية، وتنموية في آنٍ واحد.
وأوصت الدراسة بضرورة إدراج الصورة الفوتوغرافية ضمن أدوات المعالجة التصميمية في القطاعات السكنية والسياحية والإدارية، وعدم حصر استخدامها في النطاق الجمالي فقط، بل تطوير إستراتيجيات تصميمية تراعي تأثير الصورة على الحالة النفسية والذوق العام، داعيًة إلى تشجيع المصممين على إنتاج محتوى بصري محلي يعكس البيئة السعودية الغنية، واستثماره داخل المشاريع المعمارية، بما يدعم توجهات المملكة نحو ترسيخ الهوية الوطنية في البيئات العمرانية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرامج جودة الحياة، وضمن إطار عام الحِرَف 2025 الذي يهدف إلى إبراز الجماليات المحلية بصريًا وثقافيًا.
// انتهى //
15:15 ت مـ
0112