ثقافي / صناعة السعف بنجران.. حرفة تقليدية تجمع بين مهارة الإبداع والحفاظ على الموروث

نجران 12 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 03 نوفمبر 2025 م واس
تُعد صناعة السعف بمنطقة نجران من الحرف اليدوية العريقة التي تجمع بين مهارة الإبداع، وفن الإتقان، والحفاظ على الموروث كرمز تراثي حاضر في المناسبات الاجتماعية، وفي الحياة اليومية، لاستخدامها في العديد من الأوعية والأدوات الخاصة بالحفظ والتخزين.
وتعد صناعة السعف جزءًا مهًما من الهوية الثقافية والتراثية للمنطقة، إذ ارتبطت ارتباطًا عميقًا بالبيئة ومكوناتها، من خلال اعتمادها على استخدام سعف النخيل لإنتاج مجموعة واسعة من المنتجات التي تعكس الواقع التراثي للمنطقة، وتبرز القيمة الفنية العالية، والمهارة المتقنة، التي يتميز بها الحرفيون في صناعتها وحياكتها بطرق فنية مبهرة.
وتمر عملية صناعة السعف حسب ما ذكره الحرفيون والحرفيات في السوق الشعبي بحي أبا السعود، إثر جولة وكالة الأنباء السعودية في عددٍ من المحال المفعمة برائحة التراث العتيق، بعدة مراحل، بدءًا بانتقاء السعف الجيد من النخيل، ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس بعناية، وينقّع في الماء حتى يلين، ويُعاد تشكيلة يدويًا بطرق دقيقة تتطلب خبرة ومهارة، ويقوم الحرفيون بعملية جدل السعف التي تُعد أهم مرحلة وأكثرها دقة، وذلك في أشكال هندسية متقنة، وفي المرحلة الأخيرة يتم صبغه بألوان مختلفة لإضفاء لمسات جمالية على المنتجات.
وتتنوّع الأدوات المصنّعة من السعف بأشكالها الهندسية المزخرفة، وألوانها البديعة الملفتة، ومن أبرزها المطارح باختلاف أحجامها، وتستخدم لتقديم “التمر والزبيب”، والجونة لحفظ الأطعمة والمخبوزات والحفاظ عليها ساخنة، والزبيل وهو إناء دائري كبير لحمل بعض الأواني المنزلية، والدرجة لحفظ المواد الغذائية، والمهجان وهو إناء يستخدم سفرة للطعام، والمكانس والمهفات والسلال، وغيرها من المنتجات التي يتوارثها الجيل الحالي، عن آبائهم وأجدادهم في صورة تعكس أهميتها كموروث ثقافي، محافظةً على حضورها الدائم في ذاكرة المجتمع بالمنطقة.
// انتهى //
17:58 ت مـ
0158