ثقافي / في اليوم العالمي للتراث غير المادي.. العُلا تبرز أصالتها وتراثها المتجدد

العُلا 25 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 17 أكتوبر 2025 م واس
تحتفي محافظة العُلا باليوم العالمي للتراث غير المادي، الذي يوافق الـ17 من أكتوبر من كل عام، الذي اعتمدته منظمة اليونسكو ليكون مناسبة عالمية للاحتفاء بالتراث الحي الذي يشكل هوية الشعوب ويرسخ أصالتها الثقافية.
ويأتي هذا الاحتفاء ليؤكد التزام العُلا بحماية تراثها العريق وتقاليدها الحيّة، وتمكين مجتمعها المحلي من نقل معارفه وقصصه للأجيال القادمة، تعزيزًا لاستدامة الثقافة أحد روافد التنمية الوطنية وممكنات رؤية المملكة 2030، وفي ظل ما تزخر به العُلا من موروث ثقافي متنوع، يبرز في الفنون الأدائية مثل العرضة والزير والرفيحي والدحة وغيرها من الألوان الشعبية، وفي التقاليد الشفوية المتمثلة في الشعر النبطي والقصص الشعبية، إلى جانب العادات الاجتماعية المصاحبة لمناسبات الزواج وما تحمله من عادات راسخة متوارثة عبر الأجيال.
وتمثل القهوة والمجالس التقليدية والبيوت الطينية رمزًا للكرم والضيافة، فيما يعكس فن بناء الطين وحِرف الفخار والنقش والنحت جانبًا من الإبداع الأصيل الذي اشتهرت به العُلا عبر العصور.
ويبرز أيضًا السدو حرفة يدوية تقليدية تقوم على نسج الخيوط بأشكال هندسية متقنة تعكس هوية البادية وجمالياتها. وتظهر كذلك الأكلات التقليدية جزءًا من الهوية المحلية، إضافة إلى طرق السقاية القديمة التي ارتبطت بالزراعة والواحات.
وتحتل النخيل مكانة خاصة في حياة أهل العُلا، بما يصحبها من أعمال كجني التمور وصناعات منتجاتها التقليدية، ورمزًا متجذرًا يربط بتاريخ الإنسان السعودي ومعيشته من غذاء ومهن وأساليب حياة. كما يبرز حداء الإبل بصفته جزءًا أصيلًا من ثقافة العُلا التي اشتهرت بتربية الإبل ورعايتها.
وتشهد العُلا أيضًا حضورًا لافتًا لفنون الخط العربي، بما تحمله من أشكال متعددة وزخارف ونقوش تعكس جماليات التعبير والهوية الثقافية المتجذرة.
وتتولى الهيئة الملكية لمحافظة العُلا دورًا محوريًا في حماية وصون هذا التراث غير المادي، من خلال إطلاق البرامج والمبادرات الداعمة للمجتمع المحلي، وتوثيق الموروث الشعبي، وتمكين الحرفيين والفنانين من نقل مهاراتهم إلى الأجيال الجديدة، إضافة إلى تعزيز حضور العُلا عالميًا كونها منصة ثقافية تُعرّف بالتراث الإنساني المشترك. كما تعمل الهيئة على دمج التراث الحي في الفعاليات والمهرجانات الكبرى، وتوفير بيئة إبداعية تساهم في تحويل هذا الموروث إلى رافد من روافد التنمية الثقافية والمجتمعية والسياحية.
وضمن فعالياتها القادمة، تستعد العُلا لإطلاق مهرجان نبض العُلا في الفترة من 24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2025، يليه مهرجان الممالك القديمة من 20 نوفمبر حتى 6 ديسمبر، ثم مهرجان شتاء طنطورة الذي ينطلق من 18 ديسمبر وحتى 10 يناير 2026، لتواصل بذلك تعزيز حضورها الثقافي والسياحي على المستويين المحلي والدولي.
وتسعى العُلا، من خلال هذه الجهود، إلى تحويل تراثها غير المادي إلى مصدر إلهام للأجيال الصاعدة، وجسر للتواصل بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، بما يواكب تطلعات المملكة في صون التراث ودعم استدامته كونه ركيزة للتنمية المجتمعية والثقافية والسياحية.
// انتهى //
20:18 ت مـ
0092