
الرياض 19 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 11 أكتوبر 2025 م واس
أُقيمت في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 اليوم، ندوة فكرية بعنوان “كيف كُتب تاريخ البشر” أدارها الباحث عبدالله المحيلان، واستضافت المؤرخ والأكاديمي الدكتور قصي التركي، الباحث المتخصص في الحضارات الشرقية واللغات الجزرية، الذي قدم عرضًا كرونولوجيًّا عن تطور مفهوم التاريخ ووسائل تدوينه عبر العصور، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة.
واستهل الدكتور قصي التركي حديثه بالعودة إلى الجذور اللغوية لمصطلح “التاريخ”، موضحًا أن أصل الكلمة في اللغات الجزرية القديمة مشتقٌّ من الفعل “ورخ” أو “أرخ”، أي تحديد بداية الشهر القمري، “وهو ما يؤكد الارتباط العميق بين الزمن والكتابة في الحضارات القديمة”، مشيرًا إلى أنّ المصطلح الأوروبي المقابل (History) مصدره الإغريقية ويعني “الاستقصاء”، لكنه يختلف عن مدلوله العربي الذي يقوم على مفهوم التوثيق الزمني المرتبط بالدورة القمرية.
وأشار إلى أن الكتب السماوية التي شكّلت في مراحل مبكرةٍ مصادر أساسية للمؤرخين، وأنّ القرآن الكريم تفرّد بكونه الكتاب الوحيد الذي حُفظ محتواه كاملًا، وأنه وثّق أخبار أقوامٍ لم تُذكر في المصادر الأخرى، مثل ثمود الذين ورد ذكرهم في القرآن تسع عشرة مرة.
ودعا إلى ضرورة أن يتولى العرب بأنفسهم كتابة وتأويل تاريخهم وحضارتهم بلغتهم ومنظورهم الثقافي، بدل الاعتماد على تفسيراتٍ غربية.
واستعرض المتخصص في الحضارات الشرقية واللغات الجزرية مراحل تطور الكتابة التاريخية، وأن الكتابة التاريخية فعلٌ حضاريّ يعبّر عن هوية الأمة.
// انتهى //
23:18 ت مـ
0115