ثقافي / مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع “اليونسكو”

باريس 28 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 19 ديسمبر 2025 م واس
احتفت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار: “آفاق مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات لمستقبل لغوي أكثر شمولًا”، بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، بحضور معالي المدير العام لمنظمة اليونسكو الدكتور خالد أحمد العناني، والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو الدكتور عبدالإله بن علي الطخيس، والمدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية صالح إبراهيم الخليفي.
وشهد حفل الافتتاح حضور نخبة من القيادات الدولية، وصنّاع السياسات، والخبراء، والمثقفين، والمهتمين بالشأن اللغوي والثقافي من مختلف دول العالم، تأكيدًا للمكانة العالمية للغة العربية، ودورها المحوري في تعزيز التنوع الثقافي، والحوار بين الحضارات.
وأكد معالي الدكتور العناني، أهمية الشراكة بين المنظمة ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، موضحًا أنها ستمكّن المنظمة من تركيز الجهود على عمل مستدام برؤية متجددة وطموح أكبر، مشيرًا إلى أنه سيُطلق عدد من المشاريع المحورية، ومشيدًا بالدعم الذي تقدمه المؤسسة لبرامج وأنشطة دعم اللغة العربية.
وأكد الدكتور الطخيس من جهته، اهتمام المملكة بدعم اللغة العربية بوصفها لغة حضارة وعلوم، ولها إسهامات لا تُحصى في شتى العلوم، كما أنها وعاء حضاري يحمل قيم التسامح والتعايش.
بدوره أكد المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، أن الاحتفاء باللغة العربية ليس مناسبة بروتوكولية، بل موقف حضاري واعٍ يُدرك حجم التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، ودور اللغات في صياغة هوية الأمم، وتمكين الأجيال من المشاركة الفاعلة في إنتاج المعرفة، مشيرًا إلى أهمية تبنّي سياسات لغوية مبتكرة تعزز حضور العربية في التعليم والإعلام والتقنية، وتواكب التحولات الرقمية المتسارعة.
وأضاف أن الشراكة الإستراتيجية بين مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومنظمة اليونسكو، التي تدخل مرحلة جديدة من فترتها الحالية، أسهمت في دعم برامج لغوية نوعية، ومبادرات ذات أثر عالمي، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستركز على تطوير أدوات وسياسات مستدامة تعزز جاهزية اللغة العربية للمستقبل، وتحافظ على عمقها الحضاري، ورصيدها الثقافي.
وأوضح الخليفي أن فعالية هذا العام تأتي في لحظة تاريخية تتسارع فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتتغير فيها منظومات التعليم والإعلام والمعرفة، مبينًا أن ذلك يبرز الحاجة الملحّة إلى سياسات لغوية مبتكرة، وأدوات رقمية تحفظ للعربية حضورها ومكانتها في الفضاء العالمي.
وأشار إلى أن هذه الفعالية بداية لمسارات جديدة وشراكات مع اليونسكو، والمنظمات الإقليمية مثل: الإيسيسكو، وتحويلها إلى مبادرات عملية تدعم العربية عالميًا، وتعزز قدرتها على مواكبة المستقبل.
وتضمّنت الاحتفالية عددًا من الجلسات بمشاركة نخبة من المتحدثين، حيث ناقشت الجلسة الأولى بعنوان “تمكين اللغة العربية لتعزيز الشمول والابتكار”، دور السياسات اللغوية الشاملة ومتعددة التخصصات في تمكين اللغة العربية، وتعزيز مكانتها في المجتمعات متعددة اللغات، مع التركيز على دور العربية في دعم الشمول الاجتماعي، والحد من التهميش اللغوي، إلى جانب أهمية التخطيط لإستراتيجيات تعزز حضور اللغة العربية في المجالات الأكاديمية، والتقنية، والمؤسسات الثقافية، وبناء شراكات فاعلة بين المؤسسات الوطنية والدولية؛ لدعم السياسات اللغوية على المستويين الوطني والعالمي.
فيما سلّطت الجلسة الثانية، بعنوان “اللغة العربية في العصر الرقمي: الإعلام والتكنولوجيا والتفاعل الثقافي”، الضوء على التحول الرقمي الذي تشهده اللغة العربية في المنصات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والسرديات الرقمية، ودور المؤثرين وصنّاع المحتوى في تعزيز حضور العربية لدى الأوساط الشبابية، إضافة إلى أهمية توظيف الأدوات التقنية الحديثة، بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات التعليمية، في تعليم اللغة العربية، وتوسيع سبل الانتفاع بها، إلى جانب تعزيز الوعي الإعلامي، والشمول الرقمي في المجتمعات الناطقة بالعربية.
وتضمّن برنامج الفعالية أيضًا عروضًا ثقافية، وحوارات فكرية من بينها قصيدة شعرية احتفائية باللغة العربية، عكست البعد الجمالي والإبداعي للغة، وأكدت ارتباطها بالهوية الثقافية والحضارية.
ويأتي ذلك، ضمن التزام منظمة اليونسكو وشركائها بدعم اللغة العربية، وتعزيز مكانتها عالميًا، وتشجيع الابتكار في سياساتها وممارساتها، بما يواكب متطلبات العصر، ويحفظ إرثها الحضاري العريق.
// انتهى //
15:04 ت مـ
0051