لندن 08 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 30 أكتوبر 2025 م واس
أطلقت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالتعاون مع سفارة المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة، معرضًا مصوّرًا يضم مجموعة ثرية من الصور التاريخية النادرة، التي التقطتها الأميرة أليس حفيدة الملكة فيكتوريا، أثناء رحلتها الاستكشافية، التي قامت بها في نهاية العام 1357هـ وبداية العام 1358هـ (1938م) مع زوجها إيرل أثلون، بوصفها أول شخصية من العائلة المالكة البريطانية أو الأوروبية تزور المملكة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث تشرّفا بلقائه وأعضاء الأسرة المالكة.
ويقام المعرض الذي انطلق بالجمعية الجغرافية الملكية بلندن، في السادس عشر من أكتوبر الحالي ويستمر حتى الرابع عشر من نوفمبر القادم.
وأوضح معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أن المملكة العربية السعودية، كانت وما زالت، مركز جذب للباحثين والرحالة من الشرق والغرب، بما تمتاز به من خصوصية حضارية، وموقع إستراتيجي، وارتباط وثيق بتاريخ الإسلام، واحتضانها للحرمين الشريفين، حيث شكّلت هذه العوامل دافعًا قويًا لتجشّم الرحالة والمستشرقين عناء السفر إليها، مدفوعين بشغف معرفي، وتنافس سياسي، ورغبة في فهم المجتمعات العربية من الداخل.
وقال: “خلّف هؤلاء الرحالة إرثًا أدبيًا وتوثيقيًا بالغ الأهمية، تتفاوت موضوعيته، لكنه يظل مصدرًا ثريًا لدراسة أحوال الجزيرة العربية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ومن أبرزهم الأميرة أليس، حفيدة الملكة فيكتوريا عام 1938م، التي قامت برحلة استكشافية وتاريخية نادرة على أعتاب تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة برفقة زوجها إيرل أثلون، وأخيها اللورد فيرديريك كامبردج، وقد استُقبلت في جدة من قبل الأمير فيصل بن عبدالعزيز، والتقت الملك عبدالعزيز آل سعود؛ لتكون بذلك أول أميرة من الأسرة المالكة البريطانية والأوروبية تطأ أرض الجزيرة في لحظة مفصلية من تاريخها”.
وأضاف ابن معمر: “امتدت الرحلة من غرب المملكة إلى شرقها، مرورًا بالطائف، والرياض، والأحساء، والعقير، وانتهت بزيارة آبار النفط في الدمام، ثم البحرين، ورغم صعوبات الطريق، أبدت الأميرة إعجابًا بجمال الطبيعة، ودوّنت رحلتها في مذكرات مصورة، التقطت خلالها أكثر من 324 صورة نادرة، بعضها يُعد من أوائل الصور الملوّنة في المملكة، إضافة إلى شريط فيديو من أقدم التصوير التلفزيوني المعروف عن السعودية “.
وتُعد رحلة الأميرة أليس شاهدًا على عمق العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، التي بدأت بمعاهدة 1915م، وتطورت إلى علاقات دبلوماسية عام 1927م، ثم نمت على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة خاصة من صور الأميرة أليس، احتفاءً بالزيارات الملكية السعودية المتعددة إلى المملكة المتحدة؛ وتأكيدًا لعمق العلاقات والتبادل الثقافي بين البلدين.
ويشتمل المعرض على صور فوتوغرافية نادرة باللونين الأبيض والأسود، منها بعض الصور التي يظن أنها أول صور ملونة تلتقط في السعودية على الإطلاق، بل إن إحدى هذه الصور التي جمعت الملك عبدالعزيز مع زوج الأميرة البريطانية وظهر فيها الأمير فيصل بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ربما تكون أول صورة ملونة للملك عبدالعزيز.
كما تعكسُ مجموعة الصور التي التقطتها عدسة الأميرة أليس، مراحل الرحلة من غرب المملكة -حيث اقتضت زيارتهم عبور الجزيرة العربية- إلى شرقها مرورًا بالطائف، إذ توجهوا إليها بقافلة السيارات، ومروا ببئر عشيرة والدوادمي، واستقروا في قصر الضيافة الملكية في البديعة على الضفة الغربية لوادي حنيفة، كما زاروا الرياض ثم (الدرعية).
وواصلت قافلة الفريق رحلتها من الرياض نحو ساحل المملكة الشرقي على الخليج العربي، وتوقفوا في الأحساء، فالعقير ثم الدمام، ومن هناك أبحروا إلى مملكة البحرين، قبل أن يستقلوا الطائرة مغادرين إلى القاهرة ثانية، ثم العودة منها إلى وطنهم.
ووثقت الأميرة رحلتها للسعودية التي استغرقت زهاء ثلاثة أسابيع، وصورت العديد من أحداثها بصور نادرة لم تنشر من قبل، إضافة إلى فيلم سينمائي وكتبت مذكراتها حول الرحلة في صورة خطابات موجهة إلى ابنتها.
وتمتلك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة المجموعة الأصلية لصور الأميرة أليس أثناء زيارتها المملكة التي تشتمل على (324) صورة فوتوغرافية نادرة.
// انتهى //
20:17 ت مـ
0214