
الرياض 28 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 24 يونيو 2025 م واس
عزّزتْ مكتبةُ الملك عبدالعزيز العامة بالرياض من حضور المعرفة العربية والإسلامية بمختلف عناصرها، عبر برامجها الثقافية المتعددة التي تهدف إلى عصرنة التراث وإعادة إلقاء الضوء على مكوناته اللغوية والأدبية والفنية، وتوثيق هذا التراث ليشكل سردية خصبة لوعي الإنسان العربي ولرؤاه الفكرية في عالم اليوم.
ووصلت المكتبة هذا الشهر إلى أكثر من (700) إصدار عبر برنامجها للنشر العلمي ما بين كتب عربية ومترجمة وكتب باللغات العالمية، وكتب للأطفال، ونزعت المكتبة في إستراتيجيتها الثقافية منذ تأسيسها إلى الاهتمام بالكتاب بصفته مصدرًا أول للمعرفة، وركزت على إضاءة أهميته الكبيرة في تشكيل الوعي القارئ عبر المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، وعبر تسويق ثقافة القراءة بشكل مفتوح لمختلف القراء بالمجتمع من خلال استخدامها لحافلات مصادر التعلم التي نقلت المعرفة إلى القرى والبوادي والهجر والحدائق والمراكز العامة في مختلف أنحاء المملكة.
ومن أبرز ما قامت به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خلال مشوارها الثقافي التركيز على القضايا التاريخية والثقافية للعالمين العربي والإسلامي، ويشكل التراث العربي، والمقدسات الإسلامية ركنًا أساسيًا من عمل المكتبة، وتقتني المكتبة (8571) كتابًا عن التراث، وأكثر من (8000) مخطوط و(35) ألف كتاب نادر، وتمتلك المكتبة (700) خريطة من الخرائط النادرة خاصة عن الجزيرة العربية منذ عام 1482م، بعضها باللغات اللاتينية القديمة، وحرصت المكتبة في مجال العملات والمسكوكات النادرة على اقتناء أكثر من (8000) عملة نادرة ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، من مختلف العصور الإسلامية.
وتحتفظ المكتبة بأهم مصادر ومراجع التراث الديني والفكري والأدبي، وأصدرت مجموعة كبيرة من الكتب التي توثق لجماليات التراث على أرض المملكة، وأكثر من (20) كتابًا مصورًا عن آثار المملكة وتقاليدها, وتؤكد بالسرد والصورة على ملامح التطور بالمملكة، وإبراز تراثها وتاريخها وأماكنها وتتناول الآثار والفروسية والعادات الشعبية والفلوكلورية.
وتضم المكتبة على صعيد المحتوى العربي والإسلامي أكثر من (9000) مادة متنوعة عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ومجموعة كبيرة من الوثائق الخاصة بالقضية الفلسطينية باللغتين العربية والإنجليزية، والمؤلفات النادرة التي ألفت عن فلسطين منذ مطالع القرن العشرين، وأصدرت بشأن الأقصى كتابًا ضخمًا مصورًا عن كل الأماكن المقدسة والأماكن التراثية ومسجد قبة الصخرة ويتضمن مجموعة كبيرة من الوثائق والصور النادرة بعنوان “الأقصى”، واحتوى الكتاب على (360) صورة تتضمن جميع تفاصيل المسجد الأقصى.
واهتمت المكتبة منذ إنشائها بتوثيق تاريخ القدس وعقدت المؤتمرات والندوات، منها ندوة ومعرض مصور عن القدس في العام 1998م، ومن بين الكتب النادرة التي تقتنيها المكتبة، التي تعد مرجعًا مهمًّا للقضية الفلسطينية كتاب: “مدينة القدس” تأليف سي.آر.كوندر، الصادر في لندن العام 1909م، الذي يقدم خلاصة البحوث التاريخية والأثرية التي أجريت في القرن الـ(19) وتتعلق بالتاريخ والمباني الأثرية لمدينة القدس عبر (4000) سنة.
وإيمانًا من المكتبة بدور الترجمة في تفاعل الثقافات العالمية ومنها الثقافة العربية والإسلامية, أطلقت جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة في أكتوبر 2006 وعقدت الجائزة دوراتها السابقة في عدد من عواصم العالم وهي: الرياض, وبكين، وطليطلة، وساو باولو، وجنيف، وباريس، والدار البيضاء، وبرلين، والقاهرة، وشاركت في مختلف دوراتها (80) دولة عربية وأجنبية، ووصل عدد الأعمال المرشحة فيها أكثر من (1700)، مترجمة إلى (45) لغة، وفاز بها (132) فائزًا.
وتشكل السياحة الثقافية أحد مقومات القوة الناعمة السعودية، وبدأت المكتبة في العمل على إستراتيجية لاستيعاب تنوع الزوار من مختلف الدول، وبدأت في استقبال السياح الأجانب في مختلف فروع المكتبة وزرها وفود صينية وإيطالية وفرنسية وعربية، وزار المكتبة عدد كبير من رؤساء المتاحف، ومن العلماء، والمتخصصين في علم اللغة.
وشكل مركز الفهرس العربي الموحد الذي أطلقته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مطلع أبريل 2007 عملًا ثقافيًا ناجزًا، ووحد العمل المكتبي في (22) دولة، ويضم الفهرس (134) عضوًا من المحيط إلى الخليج لمجموعة من المكتبات المختلفة منها الوطنية والأكاديمية والمتخصصة، منها (114) مكتبة، بالإضافة إلى عضوية الناشرين (11) عضوًا والأقسام التعليمية (9) أقسام.
وتمكن الفهرس العربي الموحد من بناء أكبر قاعدة ببليوجرافية تحصر الإنتاج العربي, ويبلغ عدد تسجيلات الفهرسة المنقولة (3) ملايين تسجيلة، وعدد تسجيلات المكتبة الرقمية (137000), وقدم (425) دورة قام فيها بتدريب (8300)، وقدم (7) مبادرات، وعقد (180) ندوة ضمن البرنامج المعرفي للفهرس حضرها أكثر من (65000) من المتابعين والباحثين.
وقدّم الفهرس سبع مبادرات هي: الانفتاح على اللغات الأخرى، والمبدعون العرب، والفهارس الوطنية، والمكتبة الرقمية العربية، ومبادرة البيانات المترابطة، ومبادرة الوصول الحر، وريادة الأعمال.
وعلى صعيد إسهام الفهرس في بناء الفهارس الوطنية العربية فقد تم تدشين (11) بوابة لمكتبات الدول العربية هي: (السعودية، والإمارات، والبحرين، وعمان، والأردن، والسودان، والمغرب، والكويت، والجزائر، وموريتانيا، وتونس)، وسيستكمل الفهرس تدشين بقية بوابات مكتبات الدول العربية خلال الأعوام القادمة.
وتقدم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إستراتيجيتها الثقافية بشكل نوعي ينعكس على برامجها وفعالياتها المتعددة من لقاءات ومنتديات ومعارض ومشاركات فعالة تستهدف مختلف شرائح المجتمع، وتوفر للدارسين والباحثين كل ما يمكن أن يحقق سبل البحث العلمي الدؤوب المتميز، وتعمل على إيلاء الجوانب التقنية وما ينتجه عصر الميديا من تحولات القدر الكبير من المعايشة الاتصالية وبرامج الرقمنة، والتطوير المتجدد في التواصل المحلي والعالمي بما يخدم الفضاء البحثي والتنويري المتميز.
// انتهى //
15:44 ت مـ
0132