ثقافي / ملتقى الترجمة الدولي 2025 يستعرض التحولات الثقافية في الترجمة من منظور التجربة السعودية الصينية

الرياض 17 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 08 نوفمبر 2025 م واس
استعرض ملتقى الترجمة الدولي 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار “من السعودية نترجم المستقبل”، أولى جلسات اليوم الثالث من أعماله في العاصمة الرياض، من خلال جلسة حوارية بعنوان “التحولات الثقافية في الترجمة.. قراءة في التجربة السعودية الصينية”، التي تناولت أبعاد التبادل الثقافي بين المملكتين ودور الترجمة في بناء جسور المعرفة والتقارب الإنساني.
وشارك في الجلسة الدكتورة نجاح سليمان، الأستاذة في جامعة عين شمس والمتخصصة في دراسات الترجمة والمقارنة الأدبية، فيما أدار الحوار رشيد الجبرين من وزارة الثقافة، وسط حضور لافت من الباحثين والمترجمين والأكاديميين والمهتمين بالدراسات اللغوية والثقافية.
وتناولت الجلسة التحولات المتسارعة التي يشهدها حقل الترجمة بين اللغتين العربية والصينية، في ضوء الانفتاح الثقافي المتبادل، وتنامي التعاون بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية في المجالات الأدبية والتعليمية والإعلامية.
وأكدت الدكتورة نجاح سليمان خلال حديثها أن البرنامج السعودي الصيني الثقافي العام الذي أطلقته وزارة الثقافة يُعد من أهم المبادرات التي تهدف إلى توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، عبر مشاريع ومبادرات متنوعة تشمل الترجمة، والنشر، والفنون، وتبادل الخبرات الأكاديمية والمهنية.
وبينت أن الترجمة اليوم أصبحت ممارسة ثقافية تسهم في تشكيل الوعي الجمعي وبناء الصورة الحضارية بين الشعوب، مشيرةً إلى أن التجربة السعودية الصينية في هذا المجال تمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون المعرفي المبني على الاحترام والتفاعل المتبادل.
وأوضحت أن تنامي الاهتمام السعودي بالترجمة من الصينية وإليها يعكس التحول الإستراتيجي الذي تشهده المملكة في تعزيز حضورها الثقافي عالميًّا، من خلال مبادرات ومشاريع ترجمة واسعة النطاق أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، أسهمت في إثراء المكتبة العربية بمؤلفات صينية متنوعة في الفلسفة والعلوم والتاريخ والأدب، مقابل اهتمام متزايد في الصين بترجمة الأدب السعودي الحديث ودراسة ملامحه الفكرية والإنسانية.
وأوضحت الجلسة أن الترجمة تُعد جسرًا حيويًّا للتقارب بين اللغات والثقافات، عبر مشاريع مشتركة تجمع المترجمين السعوديين والصينيين في مجالات أدبية وثقافية متنوعة، تعكس عمق الروابط الإنسانية بين البلدين.
واستعرضت الجلسة نماذج من الترجمات المتبادلة بين اللغتين العربية والصينية، شملت نقل روائع الأدب الصيني الكلاسيكي إلى العربية، وترجمة الأدب السعودي الحديث إلى الصينية، بما يسهم في توسيع آفاق التبادل المعرفي وتعزيز الحضور الثقافي المتبادل.
وأكدت أن الترجمة الناجحة تتجاوز حدود اللغة إلى فهم السياق الثقافي والفكري للنص، بما يضمن نقل المعنى بروحٍ تعكس هوية الثقافة الأصلية، وتحافظ على خصوصيتها.
وتناولت الجلسة العلاقة الثقافية بين السعودية والصين التي شهدت نموًّا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030 التي أولت الثقافة والترجمة مكانة محورية في تعزيز التواصل الحضاري والانفتاح المعرفي, مبينة أن الترجمة تعد أداة إستراتيجية في مدّ جسور التفاهم بين الشعوب، ودعامة رئيسة في نقل الخبرات وتوسيع آفاق التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين.
وشهدت الجلسة نقاشًا تفاعليًّا بين الحضور حول تحديات ترجمة الأدب العربي إلى الصينية والعكس، وسبل تطوير برامج التدريب والتأهيل للمترجمين، وتعزيز حضور الترجمات السعودية في الأسواق الآسيوية من خلال الشراكات مع دور النشر الصينية الكبرى.
وتأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة من الحوارات العلمية التي يقدّمها ملتقى الترجمة الدولي 2025، بمشاركة نخبة من المترجمين والباحثين، بهدف إبراز دور الترجمة في بناء مستقبل الثقافة والمعرفة، وترسيخ موقع المملكة كمركز عالمي رائد في صناعة الترجمة والتواصل الثقافي الدولي.
ويؤكد ملتقى الترجمة الدولي 2025 من خلال هذه الجلسات أهمية ترسيخ مكانة المملكة مركزًا معرفيًّا رائدًا، يقود مستقبل الترجمة في المنطقة، ويواكب التحولات التقنية العالمية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
// انتهى //
20:33 ت مـ
0113